التدريس والتعلم

كيفية التعامل مع الطالب المشاغب؟


توجد مجموعة من الاستراتيجيات المفيدة التي يمكن استخدامها وسوف تساعد على استيعاب الطالب المشاغب وتعديل سلوكه بالشكل الذي يحافظ على جو صفي مناسب للتعلم، وهذه الاستراتيجيات لا تتطلب جهداً كبيراً من المعلم فمنها ما يمكن ممارسته في أثناء إعطاء الدرس والقيام بنشاطاته، ومنها ما يكون محاولة مباشرة لدفع الطالب المشاغب إلى التوقف عن فعل ما يفعل وعلى وجه السرعة، لكن هذه الاستراتيجيات تتطلب وقتاً أكبر من المعلم.

مهما يكن فإنَّ من واجب المعلم أن يتخذ طريقة علاجية لسلوك الطالب المشاغب عن طريق بناء علاقة جيدة معه، وجعله يتقبل تحمل المسؤولية، ويعي أخطار السلوكات التي يقوم بها ومدى الأذى التي يمكن أن يسببه الاستمرار بالقيام بتلك السلوكات سواء في الوقت الحاضر أم على الأمد المستقبلي.

أنواع المشكلات الصفية التي يقوم بها الطالب المشاغب وأسبابها:

تتعدد المشكلات التي يمكن أن يقوم بها الطالب المشاغب، فيمكن أن تكون مشكلات تعليمية أو سلوكية، كما يمكن أن تكون مشكلات فردية يقوم بها وحده، أو جماعية بمشاركة زملائه، كما يمكن أن يقوم بواحدة أو أكثر من تلك المشكلات، ويمكن توضيح المشكلات الصفية بشكل أكثر من خلال ما يأتي:

1. مشكلات تعليمية:

مثل قيام الطالب المشاغب بتجاهل الانتباه إلى الدرس، وعدم التركيز، ورفض الاستجابة لأسئلة المعلم، وعدم دخوله في أيَّة مناقشة علمية مع زملائه، أو قيامه بأداء ما يُطلب منه من واجبات وأعمال مدرسية، أو عدم إحضار كتبه ودفاتره معه إلى المدرسة، وضعف القدرة على التركيز، وضعف التحصيل العلمي وغير ذلك، ومن أسباب هذه المشكلات:

  • الشعور بالخجل.
  • الخوف من قول إجابة خاطئة قد يعاقَب عليها.
  • عدم مراعاة المعلم للفروق الفردية بين التلاميذ في أثناء قيامه بشرح الدرس.
  • عدم شعور الطالب بالراحة النفسية في الصف أو عدم راحته في المنزل، وهذا يؤثر في تعليمه.
  • إهمال المتابعة المنزلية للطالب.
  • التشتت الذهني وانخفاض مستوى ذكاء الطالب وضعف الذاكرة.
  • عدم حب الطالب للمادة العلمية أو المعلم الذي يقوم بتدريسها.

شاهد بالفديو: 12 طريقة لتحفيز الطلاب

 

2. مشكلات سلوكية:

مثل السلوك العدواني والتحدث في أثناء الدرس واتباع أساليب الغش في الاختبارات والتهرب من المسؤولية والكذب والسرقة والصوت المرتفع والصراخ والتخريب والتمرد وعدم الانصياع لأوامر المعلم ومخالفة الأنظمة المدرسية والحركة الزائدة غير الهادفة وغير ذلك، ومن أسباب هذه المشكلات:

  • حب الظهور والرغبة في جذب انتباه الآخرين إليه لا سيما إذا كان الطالب المشاغب في سن المراهقة، فغالباً ما يرغب في تحقيق مكانة اجتماعية مقبولة لدى الآخرين وإثبات ذاته، أو كما يحاول الطالب الكسول جذب الانتباه عن طريق طلب المساعدة بشكل مستمر.
  • رغبة الطالب في الحصول على السلطة وتولي القيادة؛ لذا قد نجد الطالب يجادل ويجابه ويتمرد في سبيل الحصول على القوة التي يرغب.
  • وجود صداقة بين التلميذ وأحد زملائه بحيث يشجع أحدهما الآخر على التحدث في أثناء الدرس أو اقتراف سلوكات غير جيدة.
  • الرغبة في الشعور بالنجاح وتحقيق التميز عن طريق إيذاء الآخرين، فالحسد والغضب صفتان أساسيتان في سلوكه، فقد نجده يكسر أقلام زملائه أو يخرب المقاعد في الصف أو يمزق الكتب وغير ذلك.
  • التربية التي يخضع لها التلميذ في المنزل والتدليل المفرط أو تعليمه عادات غير مستحبة مثل قيامه بالتلفظ بألفاظ سيئة ومخاطبة الآخرين بها.
  • الغيرة التي يمكن أن يصاب بها التلميذ من أحد زملائه في الصف وتدفعه إلى محاولة التأثير فيه لإنقاص نجاحه.
  • تجاوب الطلاب الآخرين لسلوك الطالب المشاغب بحيث يتشجع الطالب على تكراره متى ما وجد أنَّ الأمر ممكن.
  • محاولة الطالب التعبير عن مشاعر مكبوتة لديه لا يستطيع التعبير عنها سوى باتباع أسلوب الشغب.
  • عدم القدرة على التكيف والشعور بالضجر والملل.
  • السخرية التي ربما يتعرض لها في الصف.
  • كثرة النقد الموجه للتلميذ سواء من المعلم أم أسرته أم الإدارة المدرسية.
  • عدم حب الطالب للمعلم أو قيام المعلم بالتمييز بين الطلبة والتحيز لأحدهم على حساب الآخرين.
  • الإحباط والتوتر الذي يمكن أن يصيب الطالب نتيجة لكثرة القيود المفروضة عليه، إضافة إلى السرعة التي يجري فيها المعلم لإنهاء درسه يمكن أن تسبب الإحباط للطالب لا سيما أنَّ فهمه قليل لما يتم شرحه.
  • رغبة الطالب في امتلاك أشياء يحوزها الآخرون فيلجأ إلى سلوكات سيئة كالسرقة، وقد يسرق كذلك بسبب الرغبة في الانتقام من المعلم الذي فضل ذلك الطالب عليه أو بسبب الحسد والغيرة من ذلك الطالب، كما يمكن أن يكون سلوك السرقة نتيجة للخوف من العقاب، فعند قيام الطالب بإضاعة كتابه المدرسي سوف يخاف من العقاب، ومن ثمَّ قد يلجأ إلى سرقة كتاب أحد زملائه وغير ذلك من الأسباب.

طريقة التعامل مع الطلبة المشاغبين:

  1. تشجيع التلاميذ على التعبير عن رأيهم عندما يرغبون دون خوف والحرص على ألا يتعرضوا للسخرية من قِبل الزملاء الآخرين لهم.
  2. مراعاة الفروق الفردية في أثناء شرح الدرس بحيث تكون الطريقة مناسبة لجميع الطلبة على اختلاف مستوياتهم.
  3. عدم الإكثار من الواجبات المدرسية التي يجب على الطالب القيام بها.
  4. يجب على المعلم أن يبني علاقة جيدة مع الطالب المشاغب بحيث يجعل ذلك الطالب يثق به ويحبه؛ لأنَّ ذلك جزء أساسي لمساعدته على تعديل سلوكه.
  5. يجب أن يحرص المعلم على التذكير بأهمية إحضار الطالب لكتبه وأدواته المدرسية وأنَّ من ينسى كتبه سوف يخضع للعقاب، وليس معنى العقاب أن يكون الضرب أو ما شابه؛ بل يمكن إعطاء وظيفة منفردة للطالب.
  6. بالنسبة إلى الطالب المشاغب الذي يكثر من الكلام في أثناء شرح الدرس يمكن للمعلم أن يقوم بالتنبيهات غير اللفظية كالإشارة إليه بأن يصمت، وإن لم يرتدع يمكن أن يستخدم الأسلوب اللفظي.
  7. محاولة إشغال الطالب المشاغب في أثناء الحصة الدرسية قدر الإمكان عبر إسناد نشاطات ومهام له.
  8. تعزيز ثقة الطالب بنفسه ومحاولة تخليصه من حالة الخوف التي يمكن أن تسبب له الخجل أو العزلة.
  9. تنويع أساليب وطرائق التدريس بحيث تبعد الملل والضجر عن الطالب.
  10. محاولة ربط المهام التعليمية التي يكلَّف بها الطالب باهتماماته وهواياته الخاصة.
  11. التنويع في الواجبات والمهام التي يعطيها المعلم للطلبة المشاغبين من حيث الصعوبة والوقت اللازم لإنجازها، فمثلاً يمكن إعطاء وظيفة يحتاج حلها إلى 10 دقائق وفي الأسبوع التالي يمكن إعطاء وظيفة يستلزم حلها 15 دقيقة وهكذا.
  12. يجب تعليم الطالب المشاغب معنى القيم الأخلاقية كالأمانة ومعنى الملكية الخاصة والأشياء التي يعاقبنا عليها الله عز وجل وكذلك القانون للتخلص من بعض السلوكات كالسرقة.
  13. تشجيع الطالب على التركيز والقيام بالسلوك المطلوب من خلال ربطه بالجوائز التشجيعية.
  14. اختيار مجموعة من الألعاب التي تسهم في زيادة تركيز وإشغال الطالب أطول فترة ممكنة مثل من ألعاب التركيب.
  15. عدم إخضاع الطالب لأيَّة مقارنات مع أحد زملائه.
  16. إشراك الطالب بالنشاطات الصفية سواء لمساعدته على التخلص من الخجل إن وجد أم لامتصاص كثرة حركته أم كلامه في الصف والحفاظ على تركيزه كذلك.
  17. اتباع أسلوب الثواب والعقاب:

الثواب:

تعزيز إيجابي يدفع التلاميذ إلى تكرار السلوكات الإيجابية، وتتعدد أشكال الثواب، مثل المديح وإطلاق العبارات التشجيعية للطلاب التي تحثهم على تكرار العمل الجيد مرة أخرى، وأيضاً تقديم جوائز خاصة عند قيامهم بعمل مميز أو وضع اسمهم في لوحة الشرف أو تكريمهم عند الاجتماع الصباحي لكافة طلاب المدرسة أو اختيار بعض من أعمالهم لعرضها في مجلة الحائط.

العقاب:

مهمته ردع الطالب عن تكرار السلوكات السيئة والامتناع عنها بشكل نهائي، وله أشكال عديدة، منها التوبيخ والحرمان من الامتيازات والتكليف بوظائف فردية والعقاب البدني، وما زالت الآراء منقسمة حتى الآن حول استخدام العقاب في حل مشكلات الطلاب عموماً والطالب المشاغب خصوصاً.

شاهد بالفديو: 8 طرق تساعد المعلم على أداء مهنته بنجاح

 

في الوقت الحالي ترفضه كل الأنظمة التعليمية القائمة، فهو ربما يقوي السلوك العدواني والعناد ويعطي رد فعل عكسي فيزيد من السلوكات السيئة، كما أنَّه لا يساعد على التعلم فهو يثير جواً من التوتر والغضب فقط، ويمكن أن يحطم شخصية الطالب ويفقده ثقته بنفسه، كما أنَّ نتائجه مؤقته تزول بزوال المؤثر، فإذا غاب المعلم الذي يعاقب على السلوك السيئ فإنَّ الطالب المشاغب قد يعود إلى ممارسة ذلك السلوك؛ لذا لا بد من ترك هذا الأسلوب ومحاولة تنمية وسائل الضبط الذاتي لدى التلميذ.

في الختام:

في الواقع عند البحث في سلوكات الطلبة المشاغبين سنجد أنَّ معظمهم لا يمتلكون المهارات التي تمكِّنهم من التصرف بالشكل السليم في المواقف المختلفة؛ لذا يجب على المعلم أن يتحلى بأسلوب مرن بعض الشيء، فلا يجوز اتباع أسلوب القسوة بشكل دائم، كما يجب أن يكون لديه مخزون كبير ليس فقط معرفياً؛ بل مهارات أيضاً تمكِّنه من التصرف الفوري مع المواقف المختلفة التي يمكن أن يثيرها الطلاب المشاغبون في أي وقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى