التدريس والتعلم

11 نصيحة لإدارة الفصل الدراسي لمعلمي مرحلة ما قبل المدرسة


11 نصيحة لإدارة الفصل الدراسي:

1. نظِّم الفصل الدراسي بصورة استراتيجية:

وفقاً لباربارا هارفي (Barbara Harvey) محترفة تعليم الطفولة المبكرة ومعلمة تربية الأطفال: يمكن أن تكون الفصول الدراسية في مرحلة ما قبل المدرسة فوضوية تماماً؛ لذلك فإنَّ طريقة التنظيم تُعَدُّ أمراً هاماً؛ وذلك لأنَّها تساعد على ضمان التعلُّم الفعَّال في أي مكان يكون الأطفال موجودين فيه، وتوجد بعض النصائح والحيل التي لا يمكنك تعلُّمها إلَّا من خلال التجربة.

لقد تعلَّمتُ فصل النشاطات الصاخبة في الفصل عن النشاطات التي تحتاج إلى هدوء؛ على سبيل المثال يجب أن تكون النشاطات الصاخبة بعيدة عن الزاوية المخصصة للقراءة.

يقول آدم كول (Adam Cole) المدير المشارك في أكاديمية جرانت بارك (Grant Park Academy): “يجب أن توجد مناطق محددة بوضوح في الغرفة؛ مثل منطقة مخصصة للقراءة، ومنطقة مخصصة للاستراحة واللعب، ومنطقة مخصصة للطعام، بالإضافة إلى القواعد المتعلقة بذلك، وإذا كانت حدود كل مساحة واضحة، فإنَّها تسهل العلاقات في الفصل الدراسي؛ إذ تنخفض المواقف الصعبة ويمكن حلها بسرعة أكبر”.

2. وفِّر الشعور بالراحة والطمأنينة:

تتعلق طبيعة الجو في الفصل الدراسي بأسلوبك وسلوكك، وغالباً ما يكون الأطفال مدركين جداً للمواقف تجاههم، وتقول ستيفاني ليكلير (Stephanie Leclair) مديرة في شركة تيني هوبرز (Tiny Hoppers): “يجب أن يكون المعلمون ودودين ومهتمين بالأطفال الذين يتصرفون باستياء”.

تقول ليكلير: “إنَّ محاولة تهدئة الطفل وطمأنته بأنَّه ليس بمفرده أمر يستحق المحاولة عندما يكون منزعجاً، ويختلف كل طفل عن الآخر، ولكنَّ بعض الأطفال لا يحتاجون سوى إلى عناق دافئ ليهدؤوا”، وإذا كنتَ صريحاً مع طلابك، فقد يتمكنون من توضيح سبب انزعاجهم ومساعدتك على حل المشكلة.

3. وفِّر الأدوات اللازمة للتعبير عن مشاعرهم:

لا يعرف الصغار دائماً طريقة إدارة عواطفهم أو التعبير عن مشاعرهم، وعندما ينزعج الطفل، قد يكون من الصعب عليه الإجابة عن سؤال مثل: “ما خطبك؟” ولكنَّ آدم كول يقول إنَّ الأطفال لا يحتاجون بالضرورة إلى التعبير عن سبب انزعاجهم إذا كان في إمكانهم التعبير عن مشاعرهم بطريقة إبداعية.

يشجع كول المعلمين على تقديم خيارات للأطفال من الأغاني والفن والحركة في مكان هادئ بعيد عن المجموعة، ثم يجب السماح لهم بإدارة مشاعرهم إمَّا عن طريق الانتظار في مكان آمن حتى يتمكنوا من المشاركة، أو من خلال الانضمام إلى المجموعة على أي حال، ويمكن أن يقدم المدرسون مساعدة لطيفة إذا كان الطلاب لا يعرفون طريقة إدارة مشاعرهم حتى يتمكنوا من مواصلة يومهم.

شاهد بالفيديو: فوائد التعلم باللعب للأطفال

 

4. ضع خطة للتغيير:

سينتقل الأطفال عدة مرات في اليوم من نشاط أو منطقة من الفصل إلى أخرى؛ لذلك من الهام أن تكون لديك خطة لهذا التغيير.

تقترح هارفي استخدام العد التنازلي كجزء من خطتك حتى يكون الأطفال مستعدين للمضي قدماً عندما يحين الوقت للانتقال إلى نشاط آخر؛ إذ إنَّ الإعلان عن أنَّك ستبدأ بالعد التنازلي من 10 إلى 1 قبل الانتقال إلى النشاط التالي سيُهيِّئهم إلى الانتقال.

قد يكون الانتقال من نشاط إلى آخر صعباً على الأطفال؛ لذلك فإنَّ وجود خطة قوية خالية من الثغرات هو أمر ضروري بالتأكيد، ووفقاً لكول: “لا يتعلق الأمر بأنَّ المعلمين لا يمكنهم الارتجال أو الخروج عن الموضوع؛ وإنَّما يتعلق الأمر بأنَّه يجب أن يكون لدى المعلم خيار للقيام بشيء ما”.

5. اتبَع الأطفال من وقت إلى آخر:

عند الحديث عن الخروج عن الموضوع، يقول كول بأنَّه توجد أوقات لوضع الخطة جانباً عندما يكون ذلك مفيداً لطلابك.

يقول: “ذات مرة وجدت أنَّ جميع طلابي ابتعدوا عني وأصبحوا مهتمين باللعب تحت الطاولة؛ لذلك دخلت تحت الطاولة معهم وواصلت التعليم هناك”.

سواء كان الأمر يتعلق بالتدريس تحت طاولة أم تغيير وقت الاستراحة أم التركيز في شيء يهتم به الأطفال، فإنَّ المرونة وملاءَمة اهتماماتهم يمكن أن تجعل اليوم أكثر تشويقاً وإثارةً بالنسبة إليهم.

6. اطلُب من الأطفال مساعدتك على التنظيم:

لا ينبغي أن يقع تنظيم الفصل الدراسي على عاتقك فحسب؛ وإنَّما يمكنك أن تطلب من الأطفال تحمُّل مسؤولية الفوضى التي يتسببون بها.

تستخدم هارفي صناديق بلاستيكية مصنفة لتنظيم لوازم وألعاب الفصول الدراسية، وتسمي الصناديق باستخدام الصور لكل عنصر وكذلك الرف؛ إذ يُوضَع الصندوق المطابق للصورة، كما تقول: “إنَّ هذا لا يساعد الأطفال على ترتيب الأشياء بصورة صحيحة وتحمُّل المسؤولية فحسب؛ وإنَّما يساعد أيضاً على صقل مهارات المطابقة لديهم”.

7. التزِم بالبرنامج:

المواظبة على البرنامج أمر هام للجميع، لكن بصورة خاصة للأطفال، وإذا كان أطفالك في سن ما قبل المدرسة يعرفون ما هو برنامجهم، فسيتكوَّن لديهم شعور فطري بالمسؤولية للالتزام به، وحتى أمر بسيط مثل كتابة جدول نشاطات اليوم على السبورة أو وضع صور تمثِّل النشاطات يمكن أن يساعد الأطفال على توقُّع البرنامج والشعور بمزيد من الراحة.

8. وفِّر بيئات تعليمية متكاملة:

تقول إليزابيث مالسون (Elizabeth Malson) رئيسة معهد أمسلي (Amslee Institute): “إنَّ البيئة الملائمة من الناحية التنموية لطفل صغير أو لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة تتبع نهجاً شاملاً؛ إذ إنَّ تخصيص مساحات للنمو السمعي والبصري والاجتماعي والعاطفي سيساعد الأطفال الصغار على بناء روابط بين تجاربهم والعالم من حولهم، فركِّز في خلق مساحة تساعد على النمو البصري والسمعي والعاطفي للطفل، وعندما يكبر الأطفال، فإنَّهم يحتاجون إلى الدعم في كل هذه المجالات، وإثارة فضول الطفل هي نهج رائع، كما أنَّ بيئات التعلم المتكاملة تتضمن مراكز أو محطات تعليمية فردية تتيح للأطفال الاستكشاف واللعب بأمان، وفي هذا العمر من الهام الحفاظ على بساطة مراكز التعلُّم حتى لا يشعر الأطفال بالارتباك؛ على سبيل المثال يمكن أن يستمتع الأطفال الصغار بتوفُّر زاوية مخصصة لتعلُّم القراءة والكتابة تحوي كرسياً مريحاً وبعض الكتب، وتُعَدُّ ممارسة الرياضة اليومية واللعب في الهواء الطلق أمراً هاماً أيضاً، كما أنَّ زيارة الحدائق هي نوع من نشاطات التعلُّم أيضاً، ويستمتع الأطفال الصغار أيضاً بالأماكن المخصصة لارتداء الملابس والأعمال اليدوية”.

9. وازِن بين النشاطات التفاعلية وغير التفاعلية:

تحفِّز بعض النشاطات الطلاب وتثير حماستهم، وتساعدهم نشاطات أخرى على الهدوء، وتُوصي هارفي بتحقيق التوازن والتبديل بين النوعين من النشاطات؛ إذ إنَّ محاولة إبقاء الأطفال صامتين عندما يكونون مليئين بالطاقة ستكون أقل إنتاجيةً بكثير من إعطائهم نشاطاً يحفزهم.

يمكن أن تُحدِث الطريقة التي تنظم بها نشاطاتك فارقاً كبيراً في الحفاظ على اندماج أطفالك وتجنُّب إرهاقهم.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتنمية الابتكار لدى الأطفال

 

10. تعامَل مع المشكلات المستمرة بطريقة إبداعية:

يمر معظم الصغار بنوبات غضب في بعض الأيام، لكن قد تبدأ بملاحظة أنماط مختلفة في الفصل الدراسي يعاني منها طلاب معينون باستمرار، وفي هذه الحالة يجب عليك التفكير ملياً وتحليل الموقف.

تتذكر ليكلير وقتاً كانت تُدرِّس فيه طالباً لا يستمتع بالنشاطات الحسية تحديداً وتقول: “لقد كانت متابعة خطط الدروس تمثل تحدياً؛ وذلك بسبب وجود العديد من النشاطات التي تسبب الفوضى، لكن ما الذي يمكننا فعله لجعل الأمور أكثر متعةً لهذا الطفل؟ هل يمكننا التوصُّل إلى حل له؟ في اليوم التالي أحضرنا قفازات ووعاء مملوء بمادة دبقة، وسألناه إن كان يرغب في ارتداء القفازات وغمر يديه في الوعاء؛ لقد وجد هذا النشاط ممتعاً، وبذلك حُلَّت المشكلة”.

11. استمتع بعملك:

يفكر الأطفال بصورة بديهية ويميلون إلى اتِّباع خطوات من هم حولهم، وإذا رأوا أنَّك تستمتع بعملية التدريس، ففكِّر في مدى احتمالية استمتاعهم بعملية التعلُّم.

يمكن أن يكون التدريس في مرحلة ما قبل المدرسة مليئاً بالضحك، وعندما يراك الأطفال وأنت تستمتع بيومك، سيساعدهم ذلك على الاستمتاع بيومهم أيضاً، وفي حين أنَّه لن تكون كل الأيام ممتعة بالنسبة إليك، إلَّا أنَّ التظاهر بأنَّ يومك سيكون جيداً يمكن أن يؤدي إلى تغذية راجعة إيجابية قد تجعل يومك أكثر بهجة.

في الختام:

كما ترى؛ توجد العديد من الأفكار الجيدة حول طريقة التعامل مع إدارة الفصول الدراسية في مرحلة ما قبل المدرسة، وعندما تعمل مع الأطفال يوماً بعد يوم، ستزداد خبرتك في التعامل مع الأطفال والفصل الدراسي، وبالتأكيد فإنَّ شبكة علاقات المعلمين مليئة بالنصائح المفيدة والحلول الإبداعية.

يقول كول: “عندما تواجه موقفاً لا يمكنك التعامل معه، اطرَح أسئلة على مدرسين أصحاب خبرة، وخذ ما يناسبك من النصائح، ثم سامِح نفسك ما لم يَسِر الأمر على ما يرام وأَعِد المحاولة في اليوم التالي، فلا يتوقع الأطفال منك أن تكون مثالياً، فقط يجب عليك أن تكون موجوداً معهم بصورة كاملة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى