التدريس والتعلم

كان وأخواتها


عندما تدخل كان أو إحدى أخواتها على الجملة الاسمية يتغير حكم الرفع عنها، ولهذا سُمِّيَت الأفعال الناقصة بالأفعال الناسخة؛ وذلك لأنَّها تؤثر في الجملة الاسمية التي تدخل عليها، فإذا كنت مهتماً بمعرفة مزيد من المعلومات عن كان وأخواتها، وأنواعها، وتصريفها، وكل من اسمها وخبرها، وأمثلة عن كان وأخواتها، فتابع قراءة المقال الآتي.

ما هي كان وأخواتها؟

من قواعد اللغة العربية الهامة، كان وأخواتها هي أفعال ناسخة ناقصة تدخل على الجملة الاسمية، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها، ويبلغ عدد كان وأخواتها 13 فعلاً، وهي: “كان، وصار، وأصبح، وأمسى، وأضحى، وظلَّ، وباتَ، وليس، وما زال، وما برِحَ، وما فتِئَ، وما انفكَّ، وما دام”.

سُميت بالأفعال الناقصة لأنَّها لا تدل على حدث، والأفعال عندما لا تدل على حدث ما لا تحتاج إلى فاعل، وغير ذلك فهي لا تكتفي بالاسم المرفوع بعدها؛ بل تحتاج إلى خبر لإتمام معناها.

من الجدير بالذكر أيضاً أنَّ الأفعال الناقصة تسمى الأفعال الناسخة أيضاً، والسبب في ذلك أنَّها نسخت حكم الخبر؛ أي إنَّها تغيِّر إعراب الجملة التي تدخل إليها، ومن الهام أن نذكر أنَّ هذه الأفعال الناقصة قد تأتي تامة؛ أي تكتفي بمرفوعها، وسنورد فيما يأتي مثالين للتمييز بين الفعل الناقص والفعل التام:

  1. تجمَّع الناس فكان الخطرُ.
  2. كان الناسُ مجتمعين.

في المثال الأول الفعل (كان) فعل تام اكتفى بمرفوعه ولم يحتج إلى خبر لإتمام معناه، أما في المثال الثاني الفعل (كان) فعل ناقص احتاج مرفوعه إلى خبر لإتمام المعنى، لكن يجب علينا أن ننتبه إلى أنَّ من بين الأفعال الناقصة ما هو ناقص دائماً، وهذه الأفعال هي (ما زال، وما فتئ، وليس).

أنواع كان وأخواتها حسب النوع والتصريف:

فيما يأتي سنذكر أنواع كان وأخواتها حسب النوع والتصريف:

أولاً: أنواع كان وأخواتها حسب النوع

تنقسم الأفعال الناقصة إلى ثلاثة أقسام حسب النوع، وهذه الأنواع هي:

النوع الأول:

يشمل النوع الأول من الأفعال الناقصة، الأفعال الآتية “كان، وصار، وأصبح، وأمسى، وأضحى، وظلَّ، وباتَ، وليس”، وتعمل هذه الأفعال دون قيد أو شرط، وفيما يأتي سنقدِّم استخداماتها ومعانيها.

  • كان: تعني أنَّ اسمها وخبرها يتصفان في الماضي، كأن نقول: كان الجوُّ ماطراً ليلة أمسٍ.
  • صار: تعني التحول من صفة إلى صفة، كأن تقول: صار الطفلُ كبيراً.
  • أصبح: وتعني اتصاف اسمها وخبرها في الصباح، كأن تقول: أصبح خالد مريضاً، وكثيراً ما يُستخدَم هذا الفعل بمعنى “صار”، كأن تقول: أصبح التلميذُ مجتهداً.
  • أمسى: وتدل على معنى وقت المساء، كأن تقول: أمسى جدي مريضاً، ولكنَّها تُستخدَم أيضاً بمعنى “صار”، كأن تقول: أمسى المحظورُ مسموحاً.
  • أضحى: تشير إلى وقت الضحى، كأن تقول: أضحى الطفل دارساً دروسه، كما يُستخدَم هذا الفعل بمعنى “صار”، كأن تقول: أضحى الحاسوب هاماً.
  • ظلَّ: يدل هذا الفعل على الاستمرار، مثل: ظل الطفل مشاغباً.
  • باتَ: وتدل على زمن المبيت، مثل: باتَ المريض متأوهاً.
  • ليس: تدل على النفي، مثل: ليس الأمر هيناً.

النوع الثاني:

يشمل أربعة أفعال، وهي “انفك، وبرح، وزال، وفتئ”، ويُشترَط على هذه الأفعال الأربعة حتى تعمل عمل الأفعال الناقصة أن تكون مسبوقة بنفي، أو نهي، أو أن تكون دالة على الدعاء، ومثال عنها:

  • مثال النفي: ما انفكَّ المؤلف مفكراً، ومثل هذا “ما برح، وما زال”، وليس شرطاً أن يكون النفي بالحرف، كما ذكرنا من أمثلة، فمن الممكن أن يكون النفي بالفعل نحو: لستَ تبرح مجتهداً، أو أن يكون النفي بالاسم على نحو: سعيد غير منفكٍ قائماً بالواجب.
  • مثال النهي: لا تزل قائماً.
  • مثال الدعاء: لا يزال الله محسناً إليك، بمعنى: يدعو بدوام إحسان الله إلى الصديق المخاطب.

النوع الثالث:

يشمل “دام” فقط، ويجب أن يكون مسبوقاً، بـ (ما) المصدرية، وسُميت بالمصدرية لأنَّها تؤوَّل مع صلتها بمصدر، وهو الدوام، مثال: أعطِ ما دمتَ مصيباً درهماً.

ثانياً: أنواع كان وأخواتها حسب حالات التصريف

بالنسبة إلى حالات الأفعال الناقصة حسب حالات التصريف فلها ثلاث حالات، وهي:

1. الحالة الأولى (ليس، وما دام):

تخص هذه الحالة فعلين فقط، وهما (ليس، وما دام)، وهذان الفعلان لا يتصرفان؛ أي إنَّهما يلزمان الماضي، فلا يأتي منهما مضارع أو أمر، ولا يُشتَق منهما اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو أي من المشتقات.

2. الحالة الثانية (ما زال، وما فتئ، وما برح، وما انفك):

تضم أربعة أفعال هي (ما زال، وما فتئ، وما برح، وما انفك)، وتُصرَف هذه الأفعال تصرُّفاً ناقصاً، فلا يأتي منها إلا الفعل المضارع وفعل الأمر.

مثل: لا ينفك المؤمن عاكفاً، وما برح خالد مفكراً.

3. الحالة الثالثة (صار، وكان، وأصبح، وأمسى، وأضحى، وظل، وبات):

تتصرف هذه الأفعال الناقصة تصرفاً تاماً، ومعنى هذا أنَّه يأتي منها المضارع، والأمر، واسم الفاعل، والمصدر.

شاهد بالفديو: حقائق ومعلومات قد لا تعرفونها عن اللغة العربية

 

إعراب كان وأخواتها:

يمكن تلخيص عمل كان وأخواتها من خلال القاعدة الآتية: تدخل كان وأخواتها على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الثاني ويسمى خبرها.

سنوضح إعراب كان وأخواتها من خلال الأمثلة المعربة الآتية:

1. كان الجوُّ لطيفاً:

  • كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.

2. كن صبوراً:

  • كن: فعل أمر ناقص مبني على السكون، واسم كان ضمير مستتر تقديره أنت.

3. لا يزالون مختلفين:

  • لا: حرف نفي.
  • يزالون: فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون لأنَّه من الأفعال الخمسة، والواو في محل رفع اسم يزال.

اسم كان وأخواتها:

يأتي اسم كان وأخواتها بصور ثلاث:

1. اسم ظاهر:

قد يكون مفرداً أو مثنى أو جمعاً، مثل: كان البلد آمناً، فاسم كان هو البلد وجاء على شكل اسم ظاهر.

2. ضمير متصل:

 كانوا مميزين، فاسم كان هو الواو الضمير المتصل بالفعل الناقص.

3. ضمير مستتر:

كن صبوراً، فاسم كان ضمير مستتر تقديره أنت.

  • يُرفع اسم كان بالضمة الظاهرة إذا كان مفرداً، مثال: كان الولدُ مهذباً، أو جمع مؤنث سالماً، مثل: كانت الفتياتُ لطيفاتٍ، أو جمع تكسير، مثل: كان الرجالُ أشداء.
  • يُرفع اسم كان بالضمة المقدَّرة إذا كان اسماً مقصوراً، نحو: ليس المستشفى بعيداً، أو إذا كان اسماً منقوصاً، مثل: أصبح القاضي عادلاً.
  • يُرفع اسم كان بالألف إذا كان مثنى، مثل: بات الطفلان مشاغبَين.
  • يرفع اسم كان بالواو إذا كان جمعاً مذكراً سالماً، مثل: ظل الفلاحون نشيطين.

خبر كان وأخواتها:

  • يُنصب خبر كان بالفتحة الظاهرة إذا كان مفرداً، مثال: كان الولدُ مهذباً، أو جمع تكسير، مثال: كان الرجالُ أشداء.
  • يُنصب خبر كان بالكسرة إذا كان جمع مؤنث سالماً، مثل: كانت الفراشات جميلاتٍ.
  • يُنصب خبر كان بالفتحة المقدرة بسبب حرف الجر الزائد، مثل: ما كنتُ بغاضبٍ منك.
  • يُنصب خبر كان بالياء إذا كان مثنى، مثل: بات الطفلان مشاغبَين.
  • يُنصب خبر كان بالياء إذا كان جمع مذكر سالماً، مثل: ظل الفلاحون نشيطين.

خبر الأفعال الناقصة يكون مثل خبر الجمل الاسمية على ثلاثة أنواع، وهي:

1. الخبر المفرد:

يكون خبرها مفرداً، مثل: كان المطر غزيراً.

2. الخبر الجملة:

فيه يكون خبر الأفعال الناقصة جملة، وقد تكون هذه الجملة فعلية أو اسمية، مثال عن خبر الأفعال الناقصة عندما يكون جملة فعلية: أصبح الطالب (يخدم) وطنه، ومثال عن خبر الأفعال الناقصة عندما يكون جملة اسمية: ظلت الحديقة (أشجارها باسقة).

3. الخبر شبه الجملة:

في هذه الحالة يكون خبر الأفعال الناقصة شبه جملة، وشبه الجملة إما أن يكون جاراً ومجروراً أو يكون ظرفاً، ومثال عن خبر الأفعال الناقصة عندما يكون جاراً ومجروراً: أصبح القطار في المحطة، ومثال عن خبر الجملة الأفعال الناقصة عندما يكون ظرفاً: كان الطالب خلف الطاولة.

ما هو الفرق بين إنَّ وأخواتها وكان وأخواتها؟

الفرق بين كان وأخواتها وإنَّ وأخواتها يظهر في منحيين؛ الأول أنَّ كان وأخواتها هي أفعال ناقصة، في حين إنَّ وأخواتها هي أحرف مشبهة بالفعل، والثاني في عمل كان وأخوتها وعمل إنَّ وأخواتها؛ إذ تدخل الأفعال الناقصة على الجملة الاسمية فيبقى المبتدأ مرفوعاً ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها، في حين أنَّ الأحرف المشبهة بالفعل تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويبقى الخبر مرفوعاً.

تمرينات كان وأخواتها:

فيما يأتي سنذكر تمرينين عن كان وأخواتها:

أولاً: التمرين الأول

أدخل كان أو إحدى أخواتها على الجملة الآتية، ثم حوِّل خبر الأفعال الناقصة المفرد إلى خبر جملة:

  • الطالبُ عاكفٌ على دروسه
  • كان الطالبُ عاكفاً على دروسه.
  • الحل: كان الطالب يعكف على دروسه.

ثانياً: التمرين الثاني

أعرب الجملة الآتية:

ظلَّت المدرسة بابها مفتوح

  • ظلَّت: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة حُرِّكت بالكسر لمنع التقاء الساكنين.
  • المدرسة: اسم ظل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • بابُها: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
  • مفتوح: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • (بابها مفتوح): جملة اسمية في محل نصب خبر ظل.

في الختام:

نتمنى أن نكون قد أجبنا عن كل الأسئلة التي تخطر في بالكم عن عمل كان وأخواتها، وقدَّمنا لكم الأمثلة التي تعينكم وتسهِّل عملية الفهم عليكم، وبالتأكيد لن نستطيع ذكر كل ما يتعلق بـ “كان وأخواتها” في مقال واحد، فاللغة العربية بحر واسع، ولكنَّنا بالتأكيد قدَّمنا لكم أهم النقاط وأكثر الحالات شيوعاً واستخداماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى