التدريس والتعلم

7 مجالات هامة لتطبيق التعلُّم من المستوى الرابع


التعلُّم في مرحلة الطفولة:

في مرحلة الطفولة تتم عملية التعلُّم على نحو بدائي تلقائي، ويمكن أن يُطلَق عليها اسم مستوى التعلُّم الأول؛ وذلك من خلال التجربة والخطأ، والاقتداء، وتتشكل بذلك عقلياتنا وسلوكاتنا الأساسية الطفولية.

تزداد قابلية التعلُّم مجدداً مع دخول المدرسة، وهي مستوى التعلُّم الثاني؛ وذلك بخوض تجارب جديدة واستيعاب مفهوم الحياة الاجتماعية وقواعدها، وأساليب التعلُّم المنظمة كتعلم كيفية الدراسة، وفي مرحلة معينة من حياة الفرد يتشكل فيها نهجه الخاص في مواجهة تحديات الحياة في العمل، والمنزل بصفته مواطناً بالغاً راشداً؛ وهو المستوى التعلُّم الثالث.

حقبة جديدة في عالم التعلُّم:

مراحل التعلُّم آنفة الذكر غير كافية في أيامنا هذه؛ إذ أصبح العالم يتغير بسرعة هائلة ويفرض علينا تحديات وظروف بالغة الصعوبة تتطلب معاملتها نهجَ تعلُّمٍ جديداً، وقد أسهمت التكنولوجيا بالطبع في توفير العديد من وسائل ومصادر التعلُّم المتاحة لجميع الأفراد حول العالم؛ وذلك عبر التطبيقات، والدورات التدريبية عبر الإنترنت، والمدونات، ومحرك البحث “جوجل” (Google)، والتلفاز، ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها التي يُفضِّل كل فرد واحدةً مختلفةً منها، وغيرها.

بتنا نعيش بالفعل في حقبة معرفية متسارعة ومربكة في غالب الأحيان؛ بل إنَّها تزداد تعقيداً وتنوعاً؛ نتيجة تضخم المعلومات، وبروز أدوات تعلم جديدة عقب التطور التكنولوجي، كتخزين كافة البيانات الشخصية على الأجهزة التكنولوجية، واستحداث طرائق جديدة للتواصل مع الآخرين.

إنَّها بيئة تعلُّم جديدة كُلِّيَّاً تفرض علينا استحداث أساليب جديدة لمعاملة العملية التعليمية، ويمكن تسمية هذه المرحلة مستوى التعلُّم الرابع.

مستوى التعلُّم الرابع:

يتيح لنا القرن الواحد والعشرين إمكانية التعلُّم المنفرد والجماعي على حدٍّ سواء، ويمكنك استخدام هذه البيئة المبتكرة بمعونة الوسائل التكنولوجية في مساعدة الآخرين على التعلُّم كأطفالك، أو موظفيك، أو الأشخاص الذين يودون الاستفادة من خبراتك لأي سبب كان.

مستوى التعلُّم الرابع هو عبارة عن هيكلية تتيح إمكانية التعلُّم في الوقت الراهن بدافع الفضول أو انتهاز الفرص، واستخلاص المعارف من التجارب السابقة كالتفكير بما تعلمته من التجارب التي تندم عليها أو تفخر بها، فعندما تضع نصب عينيك هدفاً تعليمياً، تحتاج إلى تخصيص بعض الوقت لبلوغه.

يعتمد مستوى التعلُّم الرابع نقاطَ قوة المستويات 1,2,3 وثمة مزيد أيضاً؛ فعلى سبيل المثال باستخدام مستوى التعلُّم الرابع أنت تستخدم قدرات التخيل وتعززها؛ أي قدرتك على نسج الأحلام، وابتكار مستقبل في الواقع الافتراضي، والاستفادة من طاقة الواقع المُتخيَّل في إثارة دافع يساعدك على تحقيق المستقبل المنشود.

إليك نصيحة بسيطة: قبل أن تباشر تجربة التعلُّم، تخيَّل مستقبلك لمدة 3 دقائق، وتصوَّر أنَّك تتمتع بمهارة جديدة في موقف هام بالنسبة إليك، ولتكن هذه الرؤية حيَّة من الناحية الجسدية والنفسية قدر الإمكان، ستزودك هذه الطريقة بالطاقة والدافع اللازم لتحقيق مستقبلك المنشود.

يستهدف مستوى التعلُّم الرابع كامل الجسد/ الدماغ؛ فهو يعكس من جهة أحدث ما توصل إليه علم الأعصاب، ويضم عمليات التعلُّم الواعية واللاواعية، ويهيِّئ الجسد لتأمين ما تحتاج إليه خلال التجربة التعليمية من هرمونات تحفزك، وموجات دماغية، ونشاط عصبي مثالي في أثناء عملية التعلُّم.

شاهد بالفيديو: 13 طريقة لتطوير التعلم الذاتي والتعلم بسرعة

 

الاستفادة من مستوى التعلُّم الرابع لاكتشاف المعلومات:

توجد طريقة ثالثة يعمل بها مستوى التعلُّم الرابع من خلال تجهيزك لاكتشاف التلاعب المتزايد في عالم المعلومات، فيريد الجميع انتباهك، ومعلوماتك، ونقودك؛ لكنَّك من خلال مستوى التعلُّم الرابع ستتمكن من تناول المعلومات بطريقة ذكية واكتشاف حالات التحيز والتلاعب ومعرفة المعلومات التي يجب أن تقبلها، أو ترفضها، أو تتجاهلها.

ثمة مزية أخرى تدل على أنَّك متعلم من المستوى الرابع وهي تنوع المصادر، بصفتك متعلماً من المستوى الرابع لن تقلق بشأن مسألة تنوع المصادر وأشكال التعلُّم المتاحة حالياً، فأنت تعرف كيف تحصل على المعلومات اللازمة عبر القراءة، والاستماع، والتطبيقات والدورات التدريبية عبر الإنترنت، والاجتماعات، والمحادثات، وحتى الألعاب، والمحاكاة، وغيرها.

تطبيق التعلُّم من المستوى الرابع:

توجد سمات أخرى تميز التعلُّم في المستوى الرابع، ويمكن للمتعلمين الاستفادة من هذه السمات التعليمية الاستثنائية عبر تطوير مهاراتهم في 7 مجالات هامة لتطبيق التعلُّم من المستوى الرابع:

1. إدراك فرص التعلُّم الضرورية:

يكتشف متعلمو الجيل الرابع الفرص التعليمية قبل غيرهم؛ فهم ميالون للتعلم، ويمتلكون بصيرة نافذة، وتراهم يخوضون تجارب تعليمية هادفة قبل أن تبرز على أنَّها مشكلات وأزمات حقيقية في العالم.

2. التصميم على تحقيق أهداف المستقبل:

يتخيل متعلمو الجيل الرابع مستقبلاً مشرقاً يدفعهم إلى بذل جهدهم في سبيل تحقيق أهدافهم، وعندما يكون لديك تصور عن الهدف الذي تبتغي تحقيقه سيتكون لديك حافز يدفعك لبلوغه، ويطلق بعض الأشخاص على هذا المفهوم اسم قانون الجذب، ويسميه آخرون السرنديبية؛ أي هو عبارة عن التخيل وعمليات التعلُّم غير الواعية في العمل.

3. التوسع في البحث:

لا يمكنك أن تعامل كثافة المعلومات في العصر الحديث دون أن تستعين بمحركات البحث، وأجهزة الفحص الأخرى للعثور على مبتغاك، فيعرف متعلمو الجيل الرابع كيف يحصلون على الخدمات ويصلون للأشخاص الذين يمكنهم مساعدتهم في إيجاد ما يحتاجون إليه.

4. وضع خطط تعليمية متكاملة:

يمتلك متعلمو الجيل الرابع المهارة اللازمة لوضع خطة تعليمية متكاملة وتجهيز أنفسهم بالأدوات والمصادر اللازمة؛ أي إنَّهم يحققون التوازن بين العزم على تحقيق الهدف التعليمي والمرونة اللازمة لتعديل الخطة بما يتلاءم مع المستجدات الطارئة.

5. البحث عن التجارب التعليمية المثمرة:

يستخلص متعلمو الجيل الرابع الفائدة من جميع المصادر التعليمية، ويقدرون على تحديد الأدوات الفعالة التي يجب استخدامها في التجارب التعليمية.

6. استبقاء المعلومات:

يعرف متعلمو الجيل الرابع كيف يحولون الأفكار والمعلومات المكتسبة من التجارب التعليمية إلى معارف دائمة، ومهارات، وأساليب تفكير جديدة، وأفكار إبداعية.

7. استخدام المعارف المكتسبة في تحسين جودة الحياة:

يستفيد متعلمو الجيل الرابع من المعارف المكتسبة من خلال اتخاذ تدابير فعلية لتغيير عاداتهم، والتأثير في البيئة المحيطة بهم سواء في المنزل أم في العمل.

في الختام:

حان الوقت لتغيير الوعي والعقلية والممارسات التعليمية؛ وذلك لأنَّ تحديات القرن الواحد والعشرين تفرض علينا بيئة تعلُّم جديدة، وتساعدنا أساليب التعلُّم الجديدة وأدواته في الترقي لمستوى التعلُّم الرابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى