Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

كيفية تطوير مهارات الطلاب في الابتكار والإبداع


يوفِّر التعليم التقليدي بيئة تعليمية منتظمة ومنظَّمة، ويضمن توصيل المعلومات سريعاً، ومع ذلك، يشعر الطالب بالملل؛ لأنَّ دوره الاستماع فقط، ومهما كان الدرس شيِّقاً، فلن يشعر الطالب بالمتعة، بخلاف التعليم الابتكاري الذي زاد الاعتماد عليه بزيادة التقدم التكنولوجي، والقدرة على الابتكار، والتطور الكبير في الصناعات المختلفة ومجالات حياتنا، فما هو التعليم الابتكاري؟ وكيف تستطيع المدارس والجامعات الاعتماد على التعليم الابتكاري لتطوير مهارات الطلاب في الابتكار والإبداع؟

التعليم الابتكاري:

هو نهج تعليمي يعتمد على منهجية تعليمية مميَّزة تتمثل في توفير بيئة تعليمية تُحفِّز التفكير النقدي للطلاب، وتُطوِّر مهاراتهم في حل المشكلات، وتعزِّز التفكير الإبداعي لديهم، وتزيد التفاعل بين الطلاب والمدرِّس والمجتمع المحيط بهم أيضاً، ومن ثم يُنمي التعليم الابتكاري مهارات الطلاب الأكاديمية والاجتماعية والحياتية بمختلف جوانبها.

يُعَدُّ تطبيق هذا النهج التعليمي أمراً هاماً في ظل التطورات المتسارعة، فهو يبني جيلاً قادراً على التأقلم مع المتغيرات، وقادراً على إيجاد الجوانب الإيجابية من المتغيرات والاستفادة منها، ويعمل على تقليل السلبيات.

الفرق بين التعليم التقليدي والابتكاري:

يساعدنا توضيح الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم الابتكاري على التعرُّف أكثر إلى التعليم الابتكاري لنستطيع تطبيق تقنياته تطبيقاً أمثل، وأبرز الفروق بينهما هي الفروق الآتية:

1. طريقة التدريس:

الطريقة المعتمدة في التعليم التقليدي هي تقديم المعلومات مباشرة، أما في التعليم الابتكاري فتصل المعلومة إلى الطلاب باستخدام برامج تفاعلية، ومشاريع بحثية، وتجارب، وألعاب تعليمية.

2. دور المعلم:

يتحمل المعلِّم في التعليم التقليدي مسؤولية إيصال المعلومة إلى الطلاب مباشرة من خلال التحدث عنها وشرحها، بينما في التعليم الابتكاري يكون دور المعلم الإشراف، ومراقبة الطلاب، وتوجيههم إلى الإبداع، واستنتاج المعلومات بأنفسهم.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تساعد المعلم على أداء مهنته بنجاح.

 

3. دور الطلاب:

يكون الطالب في التعليم التقليدي هو متلقِّي المعلومة، وعليه حفظها، أما في التعليم الابتكاري فيجب المشاركة في عملية التعليم، والوصول إلى المعلومات، والتفكير في طريقة العمل، والاستنتاج.

4. تقييم أداء الطلاب:

يُقيَّم الأداء في التعليم التقليدي من خلال إجراء المعلم للاختبارات والامتحانات التي تعتمد على طرح أسئلة على الطلاب، ويكون دور الطالب هو الإجابة عنها، أما في التعليم الابتكاري فيُقيَّم أداء الطلاب من خلال التجارب، والمشاريع البحثية، والأعمال، والواجبات التي يُوكَّل الطلاب فيها لتُنجَز خلال فترة زمنية محددة.

5. البيئة التعليمية:

البيئة التعليمية في التعليم التقليدي مُمِّلة وغير مُلهِمة ومحدودة جداً، بينما التشويق والمتعة والتغيير هي أبرز صفات التعليم الابتكاري، فالطالب لا يشعر بمرور الوقت في أثناء الدرس.

كيف تستطيع المدارس والجامعات تطوير مهارات الطلاب في الابتكار والإبداع؟

بعد التعرُّف إلى التعليم الابتكاري وميزاته، نشعر بأهمية تطبيقه في المدارس والجامعات، لذلك نوضح لك فيما يأتي أفضل الطرائق لتطبيق التعليم الابتكاري:

1. التعلُّم باستخدام التجارب:

هو طريقة في التعليم تعتمد على التجارب العملية المُصمَّمة جيداً، وهو متقَن لفهم المعلومات والمهارات العلمية والبحثية، وتطبيق المفاهيم والقواعد النظرية عملياً، وهذا يجعل فهمها وحفظها أسهل وأفضل بكثير، ولكنَّ الصعوبة تكمن في تصميم التجارب، فتصميمها يحتاج إلى تحديد الهدف منها، وتحديد المتغيرات التي يريد الطالب اختبارها، وتحديد العينة التي ستُستَخدَم التجربة عليها، ومن ثم التنفيذ يجب أن يكون دقيقاً ومنظَّماً؛ إذ تُوثَّق النتائج بدقة وتُحلَّل لتُعتَمَد التجربة بصفتها وسيلة للتعليم الابتكاري.

2. التعلُّم باستخدام المشاريع:

يعتمد هذا النوع من التعليم على استخدام مشاريع علمية تهدف إلى تنمية مهارات الطلاب في حل المشكلات، ولاعتماد هذه الطريقة، يجب في البداية تحديد المشكلة التي سيُعمَل عليها، لتكون ملائمة لمستوى الطلاب الفكري والعمري، ومن ثم تُحدَّد الموارد المتاحة، والمهام المطلوب تنفيذها، والمدة الزمنية المخصصة لإنجاز المشروع، وأما طريقة التنفيذ فتعتمد على مهارات الطالب المكتسبة سابقاً، وقدرته على التحليل والتقييم، وعند الانتهاء من العمل يُعرَض المشروع والحلول التي توصل إليها الطالب أمام الآخرين لتبادل الأفكار والآراء ووجهات النظر، وهذا يُحفِّز التفكير الابداعي لديهم ويُنمِّي المهارات الاجتماعية؛ إذ يُحفَّز على التعاون والتفاعل المثمر بينهم.

3. التعلُّم باستخدام الألعاب التعليمية:

تُعَدُّ من أدوات التعليم الابتكاري الفاعلة بشرط استخدامها بالطريقة الصحيحة؛ إذ تُختار اللعبة التعليمية التي تناسب مستوى تفكير الطلاب وقدراتهم الإبداعية، ومن ثم تعليمهم القواعد والأساسيات الضرورية لفهم اللعبة بدقة، ويجب تحدي الطالب على اللعب بطريقة إيجابية ومشجِّعة تدفعه إلى اللعب بحب وشغف، كما يجب تشجيع الطلاب على التعاون فيما بينهم إن كانت اللعبة جماعية؛ وذلك من أجل تبادل الأفكار ليتوصلوا إلى الحل الأفضل، وبعد الانتهاء من اللعب، يجب عرض اللعبة والحلول التي توصَّل إليها كل طالب ومناقشتها ليتعلموا من بعضهم بعضاً، وليُقيَّم الأداء الفردي والجماعي للطلاب.

4. التعلُّم المُدمَج:

يجمع هذا النمط بين التعليم التقليدي والتعليم الابتكاري؛ إذ تُقدَّم المعلومات للطالب بالطريقة التقليدية مع توفير الأدوات والموارد المناسبة التي تحفز التفكير الإبداعي لديه، ويُشجَّع الطلاب على التعاون فيما بينهم وتبادل الأفكار ووجهات النظر لإيجاد الحلول للمشكلات، كما تُوفِّر فرصاً لهم للتعلم الذاتي من خلال التطبيق العملي للأفكار والقواعد التي تعلَّموها.

شاهد بالفيديو: ما هي أهمية التعليم المدمج؟

 

5. التعلُّم بواسطة الأفلام التعليمية:

تُعَدُّ من الوسائل التي تساعد على استمتاع الطالب بالتعلم إلى جانب تقديمها للفائدة، لكن إن استُخدِمَت هذه الوسيلة بالطريقة المناسبة، فمن الضروري اختيار الأفلام التي تناسب المرحلة العمرية والمستوى الفكري للطلاب، والتي تعالج موضوعاً تعليمياً مُحدَّداً.

قبل عرض الفيلم، يجب تقديم معلومات عن الموضوع الذي يعالجه الفيلم، كما يجب تحضير الجو الملائم الذي يساعد الطلاب على التركيز في مشاهدة الفيلم، ويمنع تشتتهم وبعد الانتهاء من المشاهدة، يجب فتح باب النقاش وتشجيع كل طالب على إبداء رأيه بما شوهِد، وتحفيزهم على البحث بأنفسهم عن مزيد من المعلومات المتعلقة بموضوع الفيلم، وتقييم فهم الطلاب للموضوع في وقت لاحق.

6. التعلُّم باستخدام التكنولوجيا:

تؤدي التكنولوجيا دوراً هاماً في مختلف المجالات وجوانب الحياة، لذلك يجب الاستفادة منها قدر المستطاع في التعليم، فمثلاً يُختار مشروع تعليمي يتطلب إنجازه استخدام التكنولوجيا والاستفادة من الأدوات التقنية المتوفرة، مثل استخدام الواقع الافتراضي والواقع المُعزَّز والروبوتات والذكاء الاصطناعي.

يجب تعريف الطالب بكل الوسائل التي يستطيع استخدامها لتسهيل إيجاد المعلومات وإنجاز المشاريع، إضافة إلى ضرورة تشجيع الطلاب على التعلم الإلكتروني بواسطة الدورات التدريبية عبر الإنترنت، التي يلزم نجاحها المشاركة النشطة ومتابعة التمرينات والنشاطات التي تتيحها الدورة، وبالطبع، واجب المعلم توجيه الطالب إلى الدورات التي تفيده، وإلى الموضوعات التي تهمه وتساعد على تحسين مستواه العلمي والثقافي.

هل نستطيع تطبيق التعليم الابتكاري في المراحل الدراسية المختلفة؟

هذا السؤال يراود كثيراً من الناس المعنيين بالأمر، والجواب هو نعم؛ فالتعليم الابتكاري هو نهج هام في المراحل الدراسية المختلفة، ويساعد على تنمية مهارات الطالب في مختلف المراحل العلمية، بشرط استخدام الوسائل التعليمية استخداماً صحيحاً ومناسباً لكل مرحلة علمية.

نستطيع في مرحلة التعليم الابتدائي تطبيق التعليم الابتكاري من خلال استخدام المعلم للنشاطات والألعاب التفاعلية والتعليمية واستخدام التمرينات المشجعة والمُحفِّزة على الابتكار، أما في مرحلة التعليم الثانوي فيُركَّز أكثر على استخدام التجارب والمشاريع البحثية، ويُتوجَّه إلى الاعتماد على التكنولوجيا والاستفادة من التطبيقات المتطورة.

أما في مرحلة الدراسة الجامعية، فيصبح الاعتماد أكثر على الحوسبة السحابية التي تسمح للطالب بالوصول إلى التطبيقات عبر الإنترنت دون الحاجة إلى تثبيتها على جهاز الحاسوب، إضافة إلى الاعتماد على التعليم عن بعد، والواقع الافتراضي والمُعَزز، والألعاب التعليمية المتطورة التي تزيد من تفاعل الطالب مع المحتوى التعليمي.

في الختام:

يُعَدُّ التعليم الابتكاري طريقة نتجاوز من خلالها كل ما هو تقليدي، فلا يعتمد على إيصال المعلومات مباشرة إلى الطالب؛ وإنَّما يُحفِّز التفكير الإبداعي والنقدي ليصل الطالب بنفسه إلى المعلومات بتوجيه من المعلم الذي يصبح دوره في التعليم الابتكاري الإشراف والمراقبة، أما دور الطالب فهو المشاركة في عملية التعليم، وليس سماع المعلومات وحفظها، كما كان سائداً في التعليم التقليدي.

وسائل التعليم الابتكاري متعددة، ومنها التجارب العلمية التي تُصمَّم لدراسة عينة محددة، والمشاريع البحثية التي تساهم في تنمية قدرة الطالب على حل المشكلات، والتعلُّم بواسطة الألعاب التعليمية التي تُختَار؛ إذ تتناسب مع قدرات الطالب الفكرية ومرحلته العمرية، والتي تشجع الطلاب على التعاون فيما بينهم لتحقيق الأهداف الرئيسة من اللعب.

يقدِّم التعلُّم بواسطة الأفلام التعليمية المتعة إلى جانب الفائدة للطالب، وإضافة إلى ما سبق، تُستَخدَم التكنولوجيا في سبيل تعليم الطالب؛ إذ تُوفِّر أدوات كثيرة تساعد على إيجاد المعلومات المطلوبة، وتساهم في فهم الطالب لها، ويُطَبَّق التعليم الابتكاري في المراحل التدريسية المختلفة؛ لأنَّه قادر على تحقيق فوائد عظيمة إن اُختِيرَت أدوات التعليم اختياراً أمثل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى