كيف ستؤثر التقنيات الحديثة على طرق التعليم في المستقبل؟
كيف ستؤثِّر التقنيات الحديثة في طرائق التعليم في المستقبل؟
قدَّمت التقنيات الحديثة كثيراً من الأدوات والموارد التي تم استخدامها في سياق عملية التعليم من خلال طرائق عدة، من أهمها إمكانية تفاعل الطلاب عن بُعد ومتابعة دراستهم من المنزل إذا لزم الأمر، لكن كيف ستؤثر التقنيات الحديثة في طرائق التعليم في المستقبل، إليك هذه التفاصيل:
1. دخول الأجهزة اللوحية إلى الفصول الدراسية:
سيكون تأثير التقنيات الحديثة في طرائق التعليم جلياً وواضحاً عند دخول الأجهزة اللوحية إلى الفصول الدراسية سواء كانت هذه الأجهزة صغيرة يمكن للطالب استخدامها بشكل فردي، أم كبيرة يمكن للجميع مشاركتها، كما لهذه الأجهزة استخدامات عدة، فقد تعمل في تشغيل الفيديوهات أو لعرض الألعاب التعليمية أو في معالجة وقراءة النصوص وغيرها.
بالاستناد إلى دراسات عدة، يعترف كثير من الأشخاص بالدور الكبير لهذه الأجهزة في تغيير التعليم، ويجدون أنَّه من الحكمة اعتماد بعض المدرسين على الأجهزة اللوحية إما في إعطاء الواجبات أو مشاركة الوسائط وغير ذلك، وخاصةً فيما يتعلق بإنشاء الأفكار الإبداعية عند الطلاب الذين لديهم ميول فنية.
في المقابل يعرب بعض النقاد عن قلقهم تجاه هذا الموضوع، ويجدون أنَّ مخاطر هذه التقنيات أكثر من فوائدها، وينصحون بإبقاء دورها مقتصر على كتابة الملاحظات والأمور الثانوية، إلا أنَّه وعند استخدام المعلمين الجدد للتقنيات الحديثة في التعليم سيكون لديهم تأثير كبير في طلابهم؛ وذلك لأنَّهم سيوفرون لهم كماً كبيراً من المعرفة التكنولوجية، الأمر الذي سيزيد من تعلُّمهم بطرائق جديدة في المستقبل.
2. تأثير منصات الصوت والواقع الافتراضي:
لا يمكننا أن نتجاهل تأثير منصات الصوت والواقع الافتراضي بوصفها إحدى أهم تأثيرات التقنيات الحديثة في طرائق التعليم في المستقبل؛ وذلك لأنَّ الواقع الافتراضي سهَّل من خلال بعض المقاطع مثلاً على المدرسين تمهيد الدروس العلمية الجديدة والصعبة بالنسبة إلى الطلاب، فمن خلال ذلك يتحول التعليم من عملية مملة ورتيبة إلى عملية ممتعة، وسهَّل عملية إيصال الفكرة للطالب من قِبل المعلم.
كما تعمل التقنيات الحديثة مثل تقنية الواقع المعزز على تطوير مواد العالم الواقعي، كأن تجعل خريطة العالم تقفز خارج الصفحة، وتؤسس ما يشبه العالم الرقمي ليتسنى للطلاب فرصة التفاعل مع عالم ثلاثي الأبعاد تعزز من خبراتهم وتزيد من مستوى إدراكهم.
كذلك توجد بعض المنصات الصوتية مثل (Echo Google) التي تنتشر انتشاراً واسعاً بجميع أنحاء العالم لديها تطبيقات ضمن الفصول الدراسية، وتؤمِّن للطالب إمكانية الإجابة الفورية عن أي تساؤل يدور في ذهنه.
3. ضمان تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة:
يمتنع كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة من متابعة تعليمهم أو الالتحاق بمدارسهم بسبب وقوف إعاقتهم حاجزاً أمام اللحاق بباقي زملائهم، إلا أنَّ تأثير التقنيات الحديثة في طرائق التعليم يتجلى تجلياً واضحاً في ضمان تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، فتضعهم على قدم المساواة مع باقي زملائهم في الفصل أكثر بكثير من أي وقت سابق؛ إذ توجد أجهزة الإدخال البديلة مثل أجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية ذات لوحات المفاتيح المعدَّلة بأزرار أكبر مثلاً أو وسائل أخرى يمكن استخدامها بواسطة أقدامهم أو أفواههم وغير ذلك.
أصبحت ميزة تحويل الكلام إلى نصوص حلاً بديلاً للأشخاص الذين تمنعهم إعاقتهم من استخدام أي نوع من أجهزة الإدخال اليدوية، ومن ثمَّ هذه الطرائق ستكسر الحواجز بين الطالب ذي الاحتياجات الخاصة وبين عملية تعلُّمه ليستفيد المعلم من هذه الوسائل في توصيل المعلومة بشكل أكثر سهولة.
شاهد بالفديو: صفات معلم المستقبل وكيف يمكن صقلها
4. تمكين تقنية التعليم الذاتي لدعم مهارات الطالب:
يتيح التعليم الذاتي أو الفردي للطلاب التعلم بشكل مستقل عن بيئات التعلم التقليدية، ومن ثمَّ يُعَدُّ تأثير التقنيات الحديثة في طرائق التعليم هاماً في تمكين تقنية التعليم الذاتي لدعم مهارات الطالب، ويشمل ذلك وسائل عدة مثل الحوسبة السحابية والتطبيقات التعليمية وكذلك الهواتف الذكية التي تسهل للطالب الوصول إلى المعلومة وتنمية مهاراته بسرعة، كما تمكِّنه من تعلُّم أشياء جديدة ترفع مستواه الأكاديمي أكثر من أي وقت مضى، فإنشاء نظام تعليمي أكثر تطوراً وفاعلية يعتمد اعتماداً كبيراً على هذه التقنيات.
تأثير التكنولوجيا في التعليم العالي:
تعتمد الجامعات اعتماداً أساسياً في إلقاء الدروس حتى يومنا هذا في كثير من الدول على الحضور الشخصي للطلاب، إلا أنَّ تأثير التكنولوجيا في التعليم العالي يُعَدُّ واحداً من أبرز تأثيرات التقنيات الحديثة في طرائق التعليم، ويعتين على الجامعات اليوم أن تتمتع بالمرونة وتقبل الأفكار الجديدة لتضمن استمراريتها ضمن العصر الرقمي.
يُعَدُّ التعلم عن بُعد الذي انتشر انتشاراً واضحاً بعد جائحة كورونا أحد أهم هذه التقنيات، إلا أنَّه من الصعب تدريس جميع الأفرع من المنزل، وخاصةً الأفرع الطبية والهندسية وغير ذلك، ولكنَّ دخول الأجهزة اللوحية والذكاء الاصطناعي وتقنية دمج التعليم بالتكنولوجيا من شأنه زيادة قدرات الطلاب على الفهم ورفع المستوى الأكاديمي للجامعات التي تتبع هذه التقنيات.
الآثار الإيجابية للتقنيات الحديثة في التعليم:
ستجبر التكنولوجيا التعليم التقليدي على التحول والتكيف لتوفُّر خدمات تركز تركيزاً أكبر على العميل، وإليك تلخيص لبعض الآثار الإيجابية للتقنيات الحديثة في التعليم:
1. تسهيل الوصول إلى التعليم:
إذ أصبحت المصادر التعليمية متاحة في أي زمان ومكان بشكل أكثر اقتصادية.
2. تشجيع المشاركة والتفاعل:
إذ يوفر استخدام التقنيات الحديثة في طرائق التعليم من خلال أدوات تفاعلية تحفز الطلاب على تنمية مهاراتهم مثل التفكير النقدي.
3. تقنية الواقع الافتراضي في التعليم:
سيتم تغيير مستقبل التعليم؛ إذ تعمل هذه التقنية على إنشاء بيئة تفاعلية وواقعية، ويتم استخدامها في مجالات متعددة بدءاً من التعليم الطبي والمهني.
4. توفير تجارب علمية متخصصة ومتكاملة عن طريق تجارب الذكاء الاصطناعي:
إذ يتم من خلاله تحليل أداء الطالب وتقديم توصيات وتعليمات فردية لجعل التعلم أكثر فاعلية.
الآثار السلبية للتقنيات الحديثة في التعليم:
لكل تقنية حديثة إيجابيات تقابلها عدة سلبيات وخاصةً عند توفُّر التقنيات للأشخاص غير الجديرين باستخدامها، فما هي الآثار السلبية للتقنيات الحديثة في التعليم؟ إليكم بعض النقاط:
1. تدنِّي مستوى المهارات الرئيسة عند الطالب:
أدى استبدال الأقلام والكتب والدفاتر بالتكنولوجيا مثل الأجهزة اللوحية وأجهزة الكومبيوتر إلى تدني مستوى المهارات الرئيسة عند الطالب مثل مهارة الكتابة والإملاء وغيرها، وأصبح من الصعب جداً العثور على طالب يمكنه الكتابة بسرعة يدوياً، الأمر الذي يؤثر في جودة عملية التفكير، ويصفه بعض الخبراء بسبب بطء عملية إيصال الأوامر للخلايا العصبية المتحكمة بالكتابة التي تجعلها غير فعالة.
شاهد بالفديو: الذكاء الاصطناعي في التعليم هل يحل الروبوت محل المعلم
2. جعل دور المعلمين ثانوياً في عملية التعليم:
على الرغم من تأثير التقنيات الحديثة في طرائق التعليم، لكن توجد بعض المخاوف من أنَّه جعل دور المعلمين ثانوياً في عملية التعليم؛ وذلك لأنَّ الطالب أصبح يحصل على المعلومة مباشرة من الإنترنت بدلاً من طرحها على المعلمين وسؤالهم عنها، وهذا الأمر له ناحية سلبية على الطالب والمعلم، فلا يتسنى له فهمها بشكل واضح.
كذلك أصبح المعلم الذي ليست لديه خبرة كبيرة في التكنولوجيا غير مقبول في المدارس الحديثة للتعليم، وهذا الأمر أدى إلى إنفاق كثير من المال على المعلمين لتعليمهم هذه التقنيات الحديثة وإدخالهم ضمن دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال.
3. حصول الطلاب على معلومات مغلوطة:
على الرغم من تنوع المحتوى التعليمي في الإنترنت، إلا أنَّه بدا ملحوظاً جداً أنَّ بعض المواقع تؤدي إلى حصول الطلاب على معلومات مغلوطة؛ إذ يتم تناقل هذه المعلومات من موقع لآخر بعملية النسخ واللصق دون التحقق من مصادر هذه المعلومة، والسبب في ذلك هو سعي أصحاب المواقع إلى الوصول إلى ترتيب عالٍ بين المواقع الأخرى دون التحقق من جودة المحتوى التعليمي، وهذا ما جعل التقنيات الحديثة نقمة وليست نعمة في هذه الحالة.
4. تراجُع التفاعل بين المعلم والطالب:
أدى الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة إلى تشتيت انتباه الطالب ضمن الفصل الدراسي وتراجع التفاعل بين المعلم والطالب، وهذا دفع بعض المدارس إلى حظر التقنيات الحديثة ضمن الفصل الدراسي وتحديد دور هذه التكنولوجيا فقط بعد ساعات الدوام الفعلية.
إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: هل التَّعليم الإلكتروني هو مستقبل التَّعليم؟
في الختام:
لا يمكن أن ننكر أنَّ تأثير التقنيات الحديثة في طرائق التعليم شكَّل عبئاً على المعلم بحد ذاته؛ لذا يجب الاعتدال واستخدام هذه التقنيات في حد معقول بعيداً عن تهميش المعلم ومحو دوره في العملية التعليمية.