أشهر القصائد العربية
سنقدِّم في هذا المقال أشهر القصائد في الشعر العربي.
مُعلَّقة “امرئ القيس”:
امرؤ القيس هو جندح بن حُجر بن الحارث الكندي، توفي عام 540 ميلادي، عاش في عصر الجاهلية. يعد امرؤ القيس من أشهر الشعراء العرب وأجودهم شعراً، ومن أشهر قصائده معلَّقته المعروفة. يقول فيها:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ |
|
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ. |
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها |
|
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ. |
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ |
|
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي. |
وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ |
|
فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ. |
أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي |
|
وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ؟ |
وأنَّكِ قَسَمْتِ الفؤادَ فنِصْفُهُ |
|
قتيلٌ ونِصْفٌ بالحَدِيدِ مُكَبَّلِ. |
وبَيْضَةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَا |
|
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ. |
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ |
|
تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ. |
وجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ |
|
إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلاَ بِمُعَطَّلِ. |
تُضِيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَا |
|
مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ. |
مُعلَّقة “عنترة بن شدَّاد”:
عنترة هو شاعر وفارس عاش في عصر الجاهلية، توفي عام 608 ميلادي، عرف عنه الكرم والشجاعة والصفات الحميدة جميعها، نظم في الغزل والحماسة وغيرها من الأغراض الشعرية. يقول في مُعلقته:
هَلْ غَادَرَ الشّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ |
|
أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ؟ |
يَا دَارَ عَبْلَةَ بِالْجِوَاءِ تَكَلَّمِي |
|
وَعِمِي صَبَاحاً دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي. |
فَوَقَفْتُ فِيها نَاقَتي وكَأَنَّها |
|
فَدَنٌ لأَقْضِيَ حَاجَةَ الْمُتَلَوِّمِ. |
أَثْنِي عَلَيّ بِمَا عَلِمْتِ فَإِنَّنِي |
|
سَمْحٌ مُخَالَقَتِي إِذَا لَمْ أُظْلَمِ. |
وَإِذَا ظُلِمْتُ فَإِنَّ ظُلْمِي بَاسِلٌ |
|
مُرٌّ مَذَاقَتُهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ. |
لَمَّا رَأَيْتُ القَومَ أَقْبَلَ جَمْعَهُمْ |
|
يَتَذَامَرُونَ كَرَرْتُ غيرَ مُذَمَّمِ. |
يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّمَاحُ كَأَنَّهَا |
|
أَشْطَانُ بِئْرٍ فِي لَبَانِ الأَدْهَمِ. |
مَا زِلْتُ أَرْميهِمْ بِثُغْرَةِ نَحْرِهِ |
|
وَلَبَانِهِ حَتّى تَسَرْبَلَ بِالدَّمِ. |
فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنَا بِلَبَانِهِ |
|
وَشَكَا إِلَيّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ. |
لَوْ كَانَ يَدرِي مَا الْمُحَاوَرَةُ اشْتَكَى |
|
وَلَكَانَ لَوْ عَلِمَ الكَلَامَ مُكَلِّمِي. |
قصيدة “البُردة” لـ “كعب بن زهير”:
هو شاعر مخضرم عاش في عصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي، توفي عام 662 ميلادي. في بداية عصر الإسلام هجا كعب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فسمع النبي شعره وأهدر دمه. بعد ذلك عاد كعب إلى رشده وقرر الاعتذار للنبي الكريم؛ فدخل عليه المسجد وألقى عليه قصيدته المشهورة البُردة، فعفى عنه وخلع عليه بردته. يقول كعب في قصيدته:
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ |
|
مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ. |
وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا |
|
إِلَّا أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ. |
فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أبالَكُمُ |
|
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ. |
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني |
|
والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ. |
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً |
|
والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ. |
مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ |
|
الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ. |
لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاةِ ولَمْ |
|
أُذْنِبْ وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ. |
إنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضاءُ بِهِ |
|
مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ. |
في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ |
|
بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أسْلَمُوا زُولُوا. |
زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ |
|
عِنْدَ الِّلقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ. |
قصيدة “نعيب زماننا والعيب فينا” لـ “الشافعي”:
الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس، توفي عام 820 ميلادي. وهو ثالث أئمة الأمة الإسلامية عند أهل الحديث والسنة والجماعة، وصاحب مذهب الشافعية الهام الذي قد ساهم في وضع أصول الفقه الإسلامي.
من أشهر قصائده “نعيب زماننا والعيب فينا”؛ إذ قالها مُعاتباً النفوس البشرية التي ترى أنَّ أسباب تعاستها هو الزمن ومصائبه.
يقول فيها:
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا |
|
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا. |
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ |
|
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا. |
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ |
|
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا. |
شاهد بالفديو: أشهر الكتاب والأدباء العرب ومؤلفاتهم
قصيدة “طواه الردى” لـ “ابن الرومي”:
ابن الرومي هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، توفي عام 896 ميلادي. عاش في العصر العباسي حياةً صعبةً مليئةً بالأحزان والمتاعب والأزمات. وأثَّر هذا في شعره إيجاباً؛ إذ ترك لنا شعراً مصاغاً صياغة متينة لافتة للنظر، معبراً عن آلامه كلها. ومن ذلك قصيدته التي قالها في رثاء ابنه الأوسط. يقول:
بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي |
|
فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي. |
بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى |
|
فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي. |
ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها |
|
من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ. |
تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي |
|
فلله كيفَ اخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ. |
طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ |
|
بعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ. |
لقَد قلَّ بين المهْد واللَّحْد لُبْثُهُ |
|
فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ. |
بودِّي أنِّي كنتُ قُدِّمْتُ قبْلَه |
|
وأنَّ المنايا دُونَهُ صَمَدَتْ صَمْدِي. |
ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي |
|
وللرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ. |
ثَكِلتُ سُرُوري كُلَّه إذْ ثَكلتُه |
|
وأصبحتُ في لذَّاتِ عيْشي أَخَا زُهْدِ. |
أقُرَّةَ عيني لو فَدَى الحَيُّ مَيِّتاً |
|
فَدَيْتُك بالحَوْبَاء أَوَّلَ من يَفْدِي. |
قصيدة “على قدر أهل العزم” لـ “المتنبي”:
المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن هانئ الكوفي الكندي أبو الطيب، تُوفِّيَ عام 965 ميلادي. من أشهر الشعراء العرب وأفصحهم وأكثرهم تمكُّناً في اللغة العربية. عاش في العصر العباسي، عصر ازدهار الدولة العربية اقتصادياً وساسياً وفكرياً وثقافياً وأدبياً.
من أشهر قصائده “على قدر أهل العزم”، نظمها مادحاً سيف الدولة الحمداني ويقول فيها:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ |
|
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ. |
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها |
|
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ. |
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ |
|
وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ. |
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً |
|
وَوَجهُكَ وَضَّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ. |
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى |
|
إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ. |
وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ |
|
وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ. |
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ |
|
وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ. |
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ |
|
فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ. |
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً |
|
وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ. |
هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى |
|
وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ. |
قصيدة “أراك عصي الدمع” لـ “أبي فراس الحمداني”:
أبو فراس هو الحارث بن حمدان الحمداني التغلبي الرَّبعي، توفي عام 968 ميلادي. عاش أبو فراس في كنف ابن عمه سيف الدولة الحمداني، ودافع عنه في الحرب والشعر. من أشهر قصائده تلك التي نظمها وهو أسير لدى الروم، يستنجد فيها ابن عمه ليحرره. يقول:
أرَاكَ عَصِيَّ الدَّمعِ شِيمَتُكَ الصَّبرُ |
|
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟ |
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ |
|
ولكنَّ مثلي لا يُذاعُ لهُ سرُّ. |
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى |
|
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقه الكبرُ. |
معللتي بالوصلِ والموتُ دونهُ |
|
إذا مِتُّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ. |
حفظتُ وضيعتِ المودةَ بيننا |
|
وأحسنَ منْ بعضِ الوفاءِ لكِ العذرُ. |
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ وإنُّهُمْ |
|
وإيايَ لولا حبكِ الماءُ والخمرُ. |
أُسرتُ وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى |
|
ولا فرسي مهرٌ ولا ربهُ غمرُ. |
ولكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرئ |
|
فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ ولا بحرُ. |
وَنَحْنُ أُنَاسٌ لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا |
|
لَنَا الصَّدرُ دُونَ العالَمينَ أو القَبرُ. |
أعزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا |
|
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ. |
قصيدة “إرادة الحياة” لـ “أبي القاسم الشابي”:
هو شاعر تونسي، وُلِدَ عام 1909 ميلادي في قرية الشابية. عاش الشابي حياته ممنوعاً عن كثير من ملذَّات الحياة بسبب داءٍ في قلبه خُلِق معه؛ وهذا أثَّر في نفسيته سلباً. مات الشابي صغيراً في عمر الخامسة والعشرين بعد تجربة مَرضية مريرة.
كتب في الشعر والنثر والمسرح. من أشهر قصائده “إرادة الحياة”، التي اتُّخِذَت نشيداً وطنياً لدولة تونس اليوم.
يقول فيها:
إذا الشَّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ |
|
فلا بدَّ أن يستجيب القدرْ. |
ولا بُدَّ لِلَّيلِ أنْ يَنْجَلِي |
|
وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِر. |
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَياةِ |
|
تَبَخَّرَ في جَوِّهَا وَانْدَثَر. |
إذَا مَا طَمَحْتُ إلِى غَايَةٍ |
|
رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر. |
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُورَ الشِّعَابِ |
|
وَلا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِر. |
وَمَنْ يتهيَّب صُعُودَ الجِبَالِ |
|
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَر. |
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَابِ |
|
وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر. |
وَأَطْرَقْتُ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ |
|
وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَر. |
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ |
|
لَهِيبُ الْحَيَاةِ وَرُوحُ الظَّفَر. |
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ |
|
فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ. |
قصيدة “نهج البردة” لـ “أحمد شوقي”:
أحمد شوقي شاعر مصري، من شعراء العصر الحديث. لُقِّب بـ “أمير الشعراء”. تُوفِّيَ عام 1932 ميلادي. كتب في النثر روايات شعرية تمثيلية، وفي الشعر الديني والوطني. عُرِفت عنه ثقافته الواسعة حتى صار ينظم شعراً سهلاً وعذباً تستسيغه العقول والقلوب معاً.
من أشهر قصائده ” نهج البردة”، وهي معارضة لقصيدة “البردة” لـ “كعب بن زهير”.
يقول فيها:
ريمٌ على القاعِ بين البانِ والعلَمِ |
|
أَحَلَّ سفْكَ دمي في الأَشهر الحُرُمِ. |
رمى القضاءُ بعيْني جُؤذَر أَسداً |
|
يا ساكنَ القاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِ. |
لما رَنا حدَّثتني النفسُ قائلةً |
|
يا وَيْحَ جنبِكَ، بالسهم المُصيب رُمِي. |
رزقتَ أَسمح ما في الناس من خُلق |
|
إِذا رُزقـتَ التماس العذْر في الشِّيَمِ. |
يا لائمي في هواه والهوى قدَرٌ |
|
لو شفَّك الوجدُ لم تَعذِل ولم تلُمِ. |
يا ناعس الطرف لا ذقتَ الهوى أبداً |
|
أسهرتَ مضناكَ في حفظِ الهوى فَنَمِ. |
إنْ جلَّ ذنبي عن الغفرانِ لي أملٌ |
|
في الله يجعلني في خيرِ معتصمِ. |
ألقى رجائي إذا عزَّ المجير على |
|
مفرِّج الكربِ في الدَّارينِ والغممِ. |
إذا خفضتُ جناح الذلِّ أسأله |
|
عز الشفاعة لم أسأل سوى أممِ. |
وإنْ تقدَّم ذو تقوى بصالحة |
|
قدَّمت بين يديه عَبْرَة الندمِ. |
10. قصيدة “الحزن” لـ “نزار قباني”:
نزار بن توفيق القباني، حفيد أبو خليل القباني رائد المسرح العربي. هو دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في دمشق، وتوفي عام 1998 ميلادي. عرف بـ “شاعر الحب والمرأة”. ونظم أيضاً شعراً سياسياً تناول فيه قضايا حساسة.
نظم الشعر بنوعيه القديم؛ أي المنظوم في شطرين، والحديث؛ أي شعر التفعيلة. وقد غنت السيدة فيروز والسيد كاظم الساهر بعض أشعاره. ومن أشهر قصائده قصيدة “الحزن”. يقول فيها:
علَّمني حبُّك ..أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأةٍ تجعلني أحزن
لامرأةٍ أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأةٍ.. تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور
***
علَّمني حبُّك..
كيف الحب يغيِّر خارطة الأزمان..
علَّمني أنِّي حين أحبُّ..
تكفُّ الأرض عن الدوران
علَّمني حبُّك أشياء..
ما كانت أبداً في الحسبان
فقرأتُ أقاصيص الأطفال..
دخلتُ قصور ملوك الجان
في الختام:
إنَّ ما تقدم ذكره غيضٌ من فيضِ الشعر العربي الوفير. وإذا ما عزمنا على جمعه وحسبانه لن نقدر ولن تكفينا الأوراق ولا المدوَّنات؛ فالشعر العربي كثير غزير متنوع عديد. ولم يترك شعراء العربية موضوعاً إلا كتبوا فيه؛ وهذا ما أغنى وأثرى تراثنا الأدبي، وأدى إلى تمسية الشعر بـ “ديوان العرب”.
لإيجاز ما سبق انظر الجدول الآتي:
أشهر القصائد العربية |
مُعلَّقة امرئ القيس |
امرؤ القيس |
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ. |
مُعلَّقة عنترة |
عنترة بن شداد |
هَلْ غَادَرَ الشّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ؟ |
|
البُردة |
كعب بن زهير |
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ. |
|
نعيب زماننا والعيب فينا |
الشافعي |
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا. |
|
طواه الردى |
ابن الرومي |
بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي. |
|
على قدر أهل العزم |
المتنبي |
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ. |
|
أراك عصي الدمع |
أبو فراس الحمداني |
أرَاكَ عَصِيَّ الدَّمعِ شِيمَتُكَ الصَّبرُ أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟ |
|
إرادة الحياة |
أبو القاسم الشابي |
إذا الشَّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ فلا بدَّ أن يستجيب القدرْ. |
|
نهج البردة |
أحمد شوقي |
ريمٌ على القاعِ بين البانِ والعلَمِ أَحَلَّ سفْكَ دمي في الأَشهر الحُرُمِ. |
|
قصيدة الحزن |
نزار قباني |
علَّمني حبُّك ..أن أحزن وأنا محتاج منذ عصور لامرأةٍ تجعلني أحزن لامرأةٍ أبكي بين ذراعيها مثل العصفور.. لامرأةٍ.. تجمع أجزائي كشظايا البللور المكسور |