التدريس والتعلم

التحديات التي تواجه معلمي المدارس والمدراء في ضوء مدرسة المستقبل


ففي عالم مليء بالمعلومات ويتميز بسرعة التقدم التكنولوجي، وتغيرات احتياجات سوق العمل، واستجابة الأفراد للتحديات العالميَّة، أصبح من الضروري استحداث نماذج تعليميَّة جديدة تتناسب مع طموحات المستقبل، فكانت فكرة (مدرسة المستقبل) التي تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والمنهجيات التعليميَّة الحديثة، بهدف تحقيق تجربة تعليميَّة أكثر تفاعلية، ملهمة، ومتجددة.

لن تكون مدرسة المستقبل مجرد مبنى؛ بل ستكون بيئة تعليميَّة تشجع على الاكتشاف والتفكير النقدي، وتمكِّن الطلاب من تطوير مهاراتهم واكتساب المعرفة بطرائق مبتكرة، فمدرسة المستقبل مشروع يقوم على تطوير التعليم والمناهج وأساليب التفكير لدى الطلاب، والعمل على إبراز قدراتهم الإبداعية بهدف تحقيق تحول إيجابي في عملية التعليم وتحضير الأجيال لمستقبل يتسم بالتعقيد والتحديات والفرص الجديدة إضافة إلى الإيفاء بمتطلبات مجتمعهم.

مدرسة المستقبل، نشأتها ومفهومها:

ينظر الإنسان منذ بزوغ الحضارات الأولى إلى المستقبل بعيون مفتوحة وتساؤلات لا تنتهي، فيمثِّل تفكير الإنسان بالمستقبل جوهر النشاط البشري، فهو دائماً ما يتطلع إلى غدٍ أفضل، وتزداد أهمية التفكير في المستقبل في ظل التغيرات المتسارعة التي يعيشها العالم الحالي، وقد جاء الألماني Flechteim في عام 1943 بفكرة استشراف المستقبل؛ واستشراف المستقبل لا يعني التخمين أو الرجم بالغيب بل هو علم يعتمد على تحليل مجريات الماضي وربطه بالواقع والتنبؤ العلمي على أساسه بالمستقبل القريب والبعيد.

في ظل تزايد الاهتمام بالدراسات المستقبلية، بدأ الباحثون في مجال التربية بدراسة واقع نظمهم التعليميَّة ووضع استراتيجيات إصلاحية مستقبلية لها، ومن ثم توالت التقارير والدراسات التي طالبت بالتحول إلى سياسات تعليميَّة مستقبلية مثل تقرير (أمة في خطر) الذي انتقد النظام التعليمي الأمريكي، وجاءت من بعده عدة تقارير في الدول الأوروبية، حتى جاء تقرير اليونسكو بعنوان (التعليم ذلك الكنز المكنون) الذي صار أساساً تعتمده الدول كافة للقيام بالإصلاحات والتجديدات التربوية التي تحتاجها مدرسة المستقبل في القرن الواحد والعشرين، واقترح أن تقوم فلسفة التعلُّم على مبادئ أربعة هي: تعلَّم لتكون، تعلَّم لتعرف، تعلَّم لتعمل، تعلَّم لتعيش مع الآخرين، وتُطبَّق عبر التعلم مدى الحياة.

مدرسة المستقبل هي مفهوم يشير إلى نموذج تعليمي متطور ومتجدد يهدف إلى تلبية احتياجات وتطلعات العصر الحديث والمستقبلي، تمتاز هذه المدارس بتبنيها للابتكارات والتكنولوجيا والأساليب التعليميَّة المتقدمة من أجل تحسين تجربة التعلم وتطوير مهارات الطلاب بما يتوافق مع متطلبات المجتمع وسوق العمل المتغير.

بشكل أوضح مدرسة المستقبل هي النموذج المأمول للمدرسة والذي يتخلص من جميع المشكلات التي تعاني منها المدارس بأنظمتها التقليدية، مدرسة يتحمل فيها المتعلم مسؤولية تعليم نفسه بالاستناد إلى إشراف وتوجيه ودعم المعلمين والمشرفين الذين تنحصر مهمتهم في تيسير عملية التعليم والتعلم.

ملامح مدرسة المستقبل:

مدرسة المستقبل من الموضوعات المحورية والتي تثير اهتمام كثير من الباحثين والتربويين في هذا العصر، وتتجلى ملامح وصفات مدرسة المستقبل من خلال مزج فعال بين التقنية والتعليم، فتُوظَّف الأدوات التكنولوجية الحديثة لتعزيز عمليات التعلم وتوسيع آفاقها، وأبرز تلك الملامح:

1. استخدام التكنولوجيا المتقدمة:

يتضمن استخدام تقنيات حديثة مثل الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والتعلم الآلي، والتحليلات البيانية لتعزيز التفاعل والتعلم الفعال.

2. مراعاة الفروق الفردية وتخصيص التعليم:

تعتمد مدرسة المستقبل على تلبية احتياجات الطلاب الفردية؛ من خلال تقديم مناهج مُعدَّة وتضع في الحسبان معرفة واحتياجات كل طالب.

3. تعزيز مهارات التفكير العليا:

تبدأ مدرسة المستقبل بإنشاء بيئة تعليميَّة تحفِّز الفضول والاستقلالية في التفكير، وتعمل على توفير فضاءات للبحث والاستقصاء وتنظيم نشاطات تفكيرية تحفِّز تحليل المشكلات والبحث عن حلول إبداعية؛ وذلك بهدف تمكين الطلاب من التعامل مع تحديات المستقبل المتنوعة.

4. تعليم تقليدي وتجريبي:

تجمع مدرسة المستقبل بين التعليم النمطي والتقليدي مع التعليم التجريبي والعملي؛ لتحفيز الطلاب على التعلم من خلال التجربة والتفاعل العملي.

5. تعلُّم مدى الحياة:

تسعى هذه المدارس إلى تزويد الطلاب بمهارات تعلم مستدام تمكنهم من التكيف مع التغيرات المستمرة في المجتمع وسوق العمل.

6. تعاون وتفاعل اجتماعي:

تشجع على التفاعل والتعاون بين الطلاب وتعزز من تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي.

7. التنوع والشمول:

تولي اهتماماً خاصاً لتقدير التنوع الثقافي والاجتماعي وتعزز البيئة التعليميَّة الشاملة للجميع.

8. تركز على المهارات الحياتية:

تعمل مدرسة المستقبل على تنمية المهارات الحياتية مثل القيادة، والتفكير النقدي، وحل المشكلات، والتعلم الذاتي.

9. فريق عمل واحد:

المدرسون والمديرون فريق عمل واحد، فالعمل التشاركي هو سمة مدرسة المستقبل.

شاهد بالفديو: ما هي أهمية التعليم المدمج؟

 

مجالات توظيف التكنولوجيا في مدرسة المستقبل:

لقد أحدثت التكنولوجيا ثورة جذرية في مجال التعليم، فأصبحت أداة حيويةً لتحسين تجربة الطلاب وتعزيز جودة العملية التعليميَّة، تبرز أنواع متعددة من أدوات التكنولوجيا التي تُستخدَم لتحقيق رؤية التعليم المبتكر والشامل في سياق مدرسة المستقبل، ومنها:

1. البريد الإلكتروني:

تبادل المعلومات والرسائل بين أعضاء المجتمع المدرسي (طلاب، معلمون، مشرفون، مديرون، أولياء الأمور).

2. المكتبة الإلكترونية:

معلومات وكتب مخزنة إلكترونياً في ملفات أو قواعد بيانات متاحة عبر الاتصال المباشر أو أقراص ممغنطة.

3. عرض الدروس إلكترونياً:

تُعرَض الدروس عن طريق استخدام الحاسوب أو مقاطع الفيديو.

4. الدردشة:

وسائل وتطبيقات عبر الإنترنت تُستخدَم للرد السريع على استفسارات الطلاب وأسئلتهم.

5. الكتاب الإلكتروني:

أو الكتاب الرقمي هو شكل من أشكال المحتوى المكتوب الذي يُخزَّن ويُعرَض على الأجهزة الإلكترونية، وبخلاف الكتب التقليدية المطبوعة، تُوفَّر الكتب الإلكترونية عبر وسائط رقمية، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.

6. الصفوف الذكية:

هي بيئات تعليميَّة تستفيد من التكنولوجيا الحديثة والأجهزة الإلكترونية لتعزيز عملية التعلم وتحسين تفاعل الطلاب والمعلمين مع المواد التعليميَّة، تعتمد الصفوف الذكية على توظيف الأجهزة اللوحية والشاشات الذكية والكمبيوترات والبرمجيات التعليميَّة المخصصة لإنشاء بيئة تعليميَّة متطورة ومفعمة بالتفاعل.

7. التعليم الافتراضي:

نوع من أنماط التعليم يعتمد على استخدام التكنولوجيا لتوصيل المحتوى التعليمي وتفاعل الطلاب معه عبر الإنترنت ومنصات تعليميَّة عبر الشبكة.

التحديات التي تواجه المديرين في ضوء مدرسة المستقبل:

إنَّ تطوُّر مفهوم مدرسة المستقبل لم يأتِ فقط بوصفه تغييراً في منهجيات التعليم ووسائله التقنية، بل أيضاً بوصفه تحوُّلاً شاملاً يمس جميع جوانب البيئة التعليميَّة، ومن ذلك دور المدير الذي أصبح بصدد مواجهة مجموعة من التحديات أهمها:

1. تحديات ترتبط بالأعمال الإدارية:

مثل مشكلة مركزية السلطة وتعدد الجهات التي تشرف على مدرسة المستقبل، فيواجه المدير مشكلة بعدم التوفيق بين المهام التي عُيِّن مديراً لتنفيذها وبين الصلاحيات الممنوحة له واقتصار مهامه على الأعمال الروتينية كما هي مرسومة من الإدارة العليا.

2. التحديات المرتبطة بتبني النماذج الإدارية الحديثة:

لا يميل مديرو المدارس التقليدية إلى التغير أو السعي إلى تطوير مستواهم الإداري أو استخدام أساليب التكنولوجيا في برامجهم القيادية، وبخلاف ذلك فإنَّ مدرسة المستقبل تحتاج إلى قائد تربوي يمتلك مهارات القيادة والتفاوض وإدارة الأزمات.

3. التحديات المرتبطة بالمدرسين:

مثل نقص أعداد المدرسين المؤهلين للتعامل مع متطلبات مدرسة المستقبل، ووجود تخوف لديهم من تغير مهامهم التي اعتادوا عليها في المدارس التقليدية، ومواجهة هذا التغير بالتخوف أو الكراهية، وهذا يدفع بالمدير إلى تجاهل متابعة التغير والتقدم للوصول إلى مدرسة المستقبل.

4. تحديات مرتبطة بالبناء المدرسي:

تتطلب مدرسة المستقبل توفر وسائل الراحة والأمان، وتعاني المدارس العربية بشكل عام من عدم صلاحية المباني المدرسية أو وجود مشكلات تمنع التحول نحو مدرسة المستقبل.

5. تحديات مرتبطة بالمنهاج:

مع تطور التكنولوجيا وظهور معرفة جديدة، يصبح من الصعب تحديث المناهج بسرعة كافية لتلبية احتياجات المجتمع، وهذا يتطلب ضبط آليات لتقييم وتحديث المناهج بانتظام، كما أنَّ دمج التكنولوجيا في المناهج يتطلب تخطيطاً دقيقاً لتنفيذها بفاعلية؛ لذا يجب توفير البنية التحتية اللازمة وتدريب المعلمين على استخدامها بطريقة مبتكرة.

6. التحديات المرتبطة بالطلبة:

مثل تزايد أعداد الطلاب واكتظاظ الصفوف الدراسية وضعف إعدادهم لاستخدام الحاسوب، إضافة إلى أنَّ استخدام وسائل التكنولوجيا في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تشتت انتباه الطلاب ويؤثر في التركيز في أثناء الدراسة؛ لذا يجب أن يتعامل المديرون مع كيفية توجيه استخدام التكنولوجيا بطريقة تسهم في تعزيز التعليم.

7. التحديات التكنولوجية:

يتطلب توظيف التكنولوجيا بشكل فعَّال في العملية التعليميَّة تكاملهما في جميع جوانب التعليم، من تصميم المناهج إلى تقديم الدروس وتقييم الأداء، ويتطلب هذا التحدي توفير البنية التحتية والتدريب اللازم للمعلمين وتقديم دورات تدريبية مناسبة ودعم مستمر للمعلمين لتحسين كفاءتهم التكنولوجية، كما يجب على المديرين توجيه استخدام التكنولوجيا بطريقة تعزز من تعلُّم الطلاب بدلاً من تشتيت انتباههم، وهذا يتطلب امتلاك المدير استراتيجيات تعليميَّة جيدة وتوجيه فعَّال.

8. تحديات مالية:

ترتبط بصعوبة إيجاد الموارد المالية لمتابعة عمليات التطوير والتحول نحو مدرسة المستقبل.

9. التحديات الاجتماعية:

تتلخص هذه المشكلات بصعوبة جعل المدرسة مرتبطة بالمجتمع وملبية لاحتياجاته المتغيرة ومواكبة التغيرات الحاصلة فيه.

التحديات التي تواجه المعلمين في ضوء مدرسة المستقبل:

تظهر مدرسة المستقبل بوصفها مفهوماً يمتزج بين الابتكار والتقنية والتحولات الاجتماعية، يؤدي فيها المعلم الدور الأبرز، لكنَّ هذا الدور المتميز يترافق مع تحديات كبيرة تفرضها المتغيرات السريعة في العولمة والتكنولوجيا والتنوع الثقافي، ومن تلك التحديات:

1. تحديات ثقافية:

ترتبط هذه التحديات بالعولمة، فالصراع الدولي في عصر العولمة سيكون على المعرفة وليس رأس المال، فالمعرفة هي التي توفر المال وتضمن القوة، ولذلك سوف يتعين على المعلمين تكريس جهودهم في إعداد الطالب الذي يتوافق مع حاجات المستقبل من خلال الحاجات الآتية والتي تمثل تحدياً لهم وهي: المهارات التقنية الحديثة، والقدرة على حل المشكلات، والتفكير الإبداعي، ومهارات التواصل، والاستدامة البيئية، وكيفية المحافظة على الموارد الطبيعية، والتأكيد على التعليم الواقعي من خلال التجارب والرحلات والتعليم التعاوني.

2. تحديات مرتبطة بالهوية:

تتمثل مهمة المدرسة كما هو معروف بنقل الإرث الفكري والحضاري من جيل إلى جيل والحفاظ عليه، لكنَّ نمو الوسائل التكنولوجيا وانتشارها وتأثيرها في القيم والمعتقدات يجعل المعلم يواجه مشكلة في نقل هذا الإرث الثقافي، إضافة إلى ذلك ففي مدرسة المستقبل، يمكن أن يتعامل المعلم مع طلاب من خلفيات ثقافية واجتماعية متنوعة، يمكن أن يؤدي هذا التنوع إلى تحديات في فهم احتياجات الطلاب وتقديم تجارب تعليميَّة تتناسب مع تلك الهويات المختلفة، والمعلم هو أيضاً فرد يملك هويته الشخصية والمهنية.

3. تحديات مرتبطة بالطلاب:

في مدرسة المستقبل، يواجه المعلم مجموعة متنوعة من التحديات التي ترتبط بالطلاب، والتي يمكن أن تكون نتيجة للتغيرات في البيئة والتكنولوجيا والثقافة، وتشمل بعض هذه التحديات: مراعاة الفروق الفردية، وتعليم الطلاب مهارات أساسية مثل: التعلُّم للمعرفة، التعلُّم للعمل، التعلُّم للتعايش، التعلُّم الذاتي، وتحفيز الفضول والتفكير النقدي، وإدارة الانتباه والتركيز وغير ذلك.

4. تحديات مرتبطة بطرائق التدريس:

من أكثر التحديات التي تواجه المعلم في مدرسة المستقبل هي التخلص من طرائق التدريس التقليدية القائمة على التلقين والحفظ والتحول نحو الطرائق التي تعتمد على التكنولوجيا، والتي تهدف إلى إكساب الطالب مهارات حل المشكلات والتفكير الإبداعي.

5. تحديات ترتبط بالبيئة التعليميَّة:

يجب أن تتوافر في مدرسة المستقبل التجهيزات المناسبة لتشغيل الأدوات التكنولوجية، مثل الحواسيب والسبورة الضوئية إضافة إلى توفر شبكة إنترنت؛ وهذا يمثل تحدياً كبيراً فغالباً لا تتوافر هذه البنى التحتية في المدرسة لا سيما في مدارس المنطقة العربية.

6. تحديات ترتبط بالمعلم نفسه:

مثل ضعف الإعداد في أثناء التدريب، فقد تكون هذه البرامج عاجزة عن إكساب المعلم مهارة التعلم الذاتي، ومن ثم يصبح نتيجة لذلك عاجزاً عن متابعة التطورات في ميدان التعليم، والأدوات الحديثة، والطرائق، ومحتوى المناهج وغيرها، إضافة إلى أنَّ معظم برامج الإعداد تركز على الجانب النظري دون العملي وانفصاله عن الواقع في أغلب الحالات.

شاهد بالفديو: 8 طرق تساعد المعلم على أداء مهنته بنجاح

 

في الختام:

لم تعد مدرسة المستقبل مجرد مكان لنقل المعرفة، بل أصبحت بيئة تعليميَّة تعزز من مهارات القرن الواحد والعشرين، وإنَّ تحقيق تلك الرؤية يأتي مع تحديات كبيرة تواجه المعلمين والمديرين، فتعزز التكنولوجيا من طرائق التعليم والتفاعل في الصف، ولكنَّها تتطلب تطوير مهارات التدريس الجديدة والتكيُّف مع تغيرات الوسائل التعليميَّة.

على الجانب الإداري، يتعيَّن على المديرين التفكير الاستراتيجي وتطوير استراتيجيات إدارة تشجع على الابتكار وتمكين المعلمين، ويجب أن يكون التركيز على تجاوز التحديات بروح التحدي والإيجابية، فمدرسة المستقبل لن تكون مكاناً فقط للتعليم، بل ستكون محوراً لتنمية الأجيال القادمة وتجهيزها لمواجهة تحديات مجتمع المعرفة والتكنولوجيا، فيشكل المعلم والمدير قوة دافعة لهذا التغيير، ومن خلال التعاون والتطوير المستمر، سيتسنى لنا صقل رؤيتنا لمدرسة تلبي تطلعات المستقبل وتحقق تحدياته بنجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى