التفوق الدراسي

5 خطوات علمية للتفوق في الامتحانات


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون سكوت يونج (Scott H Young)، ويُقدِّم لنا فيه خمس خطوات للتفوق في الامتحانات.

استراتيجيات التفوق في الامتحانات:

1. متى يجب أن تدرس وما هي الكمية التي يجب دراستها؟

السؤال الأول الذي يجب الإجابة عنه هو متى يجب أن تدرس؟ وما هي الكمية التي يجب عليك دراستها؟ فالجواب الواضح عن هذا السؤال هو أنَّك ستقدم امتحاناتٍ أفضل كلَّما درست أكثر؛ فإذا قضيت مئات الساعات في التحضير للامتحان، سوف تأتي بنتيجة أفضل بكثير مما لو قضيت عشر ساعات أو أقل، وهذا أمرٌ واضحٌ جداً.

لكنَّ الأمر الأقل وضوحاً بالنسبة إلى الجميع هو كيف يجب عليك تخصيص وقتك الدراسي المحدود؛ إذ يقودنا هذا الأمر إلى أول مبدأ علمي معرفي لدينا، وهو تأثير التباعد (Spacing).

تُظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث عن تأثير التباعد، أنَّ وقت الدراسة يكون أكثر كفاءة إذا وُزِّع على جلسات متعددة مما لو ضُغِط في جلسة واحدة؛ إذ يؤدي تلقِّي المعلومات، في أوقاتٍ منفصلة إلى حفظها بصورة أفضل مما لو تمَّ تلقيها معاً دفعة واحدة؛ لذلك يجب أن يستغرق برنامجك الدراسي كل الوقت المتاح لديك، وأن تحاول توزيعه بصورة متساوية قدر الإمكان طوال الفصل الدراسي، فمن الطبيعي أن تدرس قليلاً قبل الامتحان مباشرة، لكن يجب أن تفعل ذلك أقل بكثير من المعتاد.

السؤال التالي هو: كم مرة يجب دراسة كل معلومة على حدة؟ ننصحك أنا وجاكوب جيليك (Jakub Jilek) الحاصل على درجة ماجستير في العلوم المعرفية، بتغطية كل معلومة تقوم بدراستها من خلال الأسئلة أو التمرينات، خمس مرات على الأقل، لكن يجب أن يكون بينها فترات متساوية من الوقت، من أول لحظة تعلُّمها حتى يحين وقت الاختبار النهائي، وهذا النهج يساعدك على حفظ المعلومات بأقل قدر من الجهد.

نصيحة: اترك فواصل زمنية كافية ومتساوية بين فترات الدراسة مع ترك معلومات سهلة فقط إلى قبل يوم الامتحان (إن وجدت)، وحاول أن تتدرب على كل معلومة لخمس مرات من لحظة تعلُّمها، حتى يوم الامتحان.

2. ماذا يجب أن تدرس وكيف تفعل ذلك؟

بعد تحديد جدولك الزمني، يحين الوقت للنظر فيما تقوم به بالفعل خلال الدراسة، وهنا توجد اختلافات كبيرة بين ما يعتقد معظم الطلاب بأنَّه فعال وما هو الأفضل في الواقع.

على سبيل المثال، التجربة التي قام بها علماء النفس جيفري كاربيك (Jeffrey Karpicke) وجانيل بلانت (Janelle Blunt) بشأن هذا الأمر، فقد كان لديهم طلاب مقسمين إلى أربعة مجموعات: مجموعة لمراجعة المعلومات لمرة واحدة، ومجموعة لمراجعة المعلومات بصورة متكررة، ومجموعة للتذكر الحر؛ أي محاولة تذكُّر أكبر قدر ممكن من المعلومات دون النظر إليها، ومجموعة لإنشاء خارطة مفاهيم تسمى أيضاً بالخارطة الذهنية.

ما هي المجموعة الأفضل برأيك؟

قبل أن أجيب عن هذا السؤال، دعني أخبرك ما الذي اعتقده الأشخاص أنفسهم؛ إذ إنَّ أولئك الذين أجروا خارطةً للمفاهيم ومراجعةً متكررة اعتقدوا أنَّهم سيقدمون أفضل النتائج في الامتحان، بينما توقَّع أولئك الذين يقومون بالتذكر الحر الأسوأ.

لكن في الحقيقة حصل نقيض ذلك تماماً، كانت المجموعة التي اعتمدت عملية التذكر الحر أفضل بكثير من المجموعات الأخرى، على الرَّغم من أنَّ الطلاب أنفسهم توقعوا الحصول على أدنى الدرجات في الامتحان.

هذه النتيجة هي واحدة فقط من العديد من الأبحاث الواسعة المتعلقة بتأثير الاختبار (testing effect)، ويشير هذا التأثير إلى أنَّ اختبار الذات؛ أي استرداد المعلومات الهامة من الذاكرة، يعمل بصورة أفضل من إعادة قراءة الملاحظات أو إنشاء الرسوم البيانية خلال الرجوع إلى كتابك المدرسي.

نصيحة: بعد أن درست المواد لأول مرة، يجب أن تكون غالبية الدراسة اللاحقة عبارة عن ممارسة استرجاع المعلومات التي درستها؛ أي محاولة إعادة إنتاج المعلومات أو حل مشكلة أو شرح فكرة ما دون النظر إلى مصدر المعلومات.

شاهد: كيف تطور مقدرتك على التركيز أثناء الدراسة

 

3. ما هي أنواع التمرينات التي يجب القيام بها؟

يوجد تسلسل هرمي محدد لأنواع المواد الدراسية التي ستكون أكثر فائدة بالنسبة إليك خلال التحضير للامتحان النهائي:

  1. الاختبارات الوهمية: هي الامتحانات التي يُقصد منها أن تكون متطابقة من حيث الأسلوب والشكل مع الاختبار الذي ستجريه بالفعل.
  2. بعد ذلك تأتي الأسئلة التي تُعطى في الواجبات المنزلية، أو أسئلة الكتب المدرسية، أو الاختبارات القصيرة والتي تُعطى للطلاب على وجه التحديد.
  3. الأسئلة التي تنشئها بذاتك بناءً على المادة.

غالباً ما تختلف مجموعات الأسئلة (Problems sets) من فصل إلى آخر من حيث المجال والتوقعات؛ لذلك لا أوصي باستخدامها إذا كان هدفك هو الدراسة لامتحان معين.

يُعرَف سبب هذا التسلسل الهرمي بالمعالجة المناسبة للنقل (Transfer-appropriate processing) وهذا يعني أنَّه كلَّما كانت التمرينات تشبه الامتحان الحقيقي، تحولت جهودك في الممارسة إلى نتائج فعلية.

إذا كنت لا تستطيع الوصول إلى مجموعات أسئلة عالية الجودة؛ فإنَّ إنشاء دافع للكتابة هو حلٌّ جيد؛ لذا اختر مفهوماً أو موضوعاً أو فكرة كبيرة ثمَّ حاول شرحها بإيجاز ودقة دون فتح الكتاب، ثم أعد قراءتها لمعرفة ما إذا كنت قد فهمتها بصورة صحيحة.

نصيحة: أعط الأولوية دائماً لمجموعات الأسئلة عالية الجودة ومن الأفضل إجراء الاختبارات الوهمية، ويليها الأسئلة التي تُطرح في الفصل الدراسي ثمَّ كتابة دوافع الكتابة من الأفكار أو المفاهيم الكبيرة التي تمت مناقشتها.

4. الحرص على أن تفهم جيداً:

معظم المواد الأكاديمية مفاهيمية؛ وهذا يعني أنَّ النجاح أو الفشل يعتمد بصورة حتمية على فهمك للأفكار الهامة؛ لذا إنَّ الحفظ هامٌّ جداً، ولكنَّه غالباً وسيلة للفهم وليس غاية في حدِّ ذاته، مما يعني أنَّ الفهم المعمق للمفاهيم الأساسية الكامنة وراء أي امتحان تدرس من أجله، يجب أن يكون له أولوية قصوى.

تساعد مجموعات الأسئلة التي تتدرب عليها على هذا الأمر، نظراً لأنَّ حل أي مشكلة يتطلب عادةً أن يتم فهمها؛ ومع ذلك فإنَّ المفاهيم السطحية التي تبدو على أنَّها مفاهيم معمقة، شائعة جداً؛ حتى إنَّ علماء النفس أطلقوا اسماً على هذا الأمر وهو العمق التوضيحي، والسبب وراء ذلك هو أنَّه على الرَّغم من سهولة التحقق الذاتي من المعرفة الواقعية – إمَّا أن تعرفها أو لا تعرفها – فإنَّ الفهم يتمُّ بدرجات؛ لذلك من السهل أن تقنع نفسك بأنَّك تعرف شيئاً لا تعرفه بعمق.

نتيجةً لذلك أوصي باستخدام تقنية فينمان (Feynman Technique) كأداة لتعمق فهمك للمفاهيم الأساسية التي يتمُّ تناولها في الفصل الدراسي وهي تهتم بصورة أساسية في تعلُّم المادة عن طريق تدريسها؛ إذ سيكون لديك فهم أفضل للمعلومات عندما تستطيع تدريسها.

نصيحة: حدد المفاهيم الأساسية وتأكد من أنَّه يمكنك شرحها دون النظر إلى المواد، وإذا لم تستفد شيئاً فانتقل بين الشرح الوارد في الكتاب المدرسي وفهمك الخاص إلى أن تأتي بنتيجة.

5. التغلب على القلق عن طريق محاكاة الامتحان أولاً:

الامتحانات الكبيرة مصحوبة بقلق كبير بصورة عامة، والقلق هو أكبر سبب لعدم قدرتك على الدراسة؛ إذ يؤدي شعورك بالقلق إلى مواجهة صعوبة في التركيز، كما أنَّ الضغط يجعلك تواجه صعوبة في تذكُّر المعلومات.

يكمن الحل في جعل بعض جلسات الدراسة على الأقل، محاكاة كاملة للامتحان إذا كان لديك بعض الاختبارات الوهمية؛ لذا يجب أن تحتفظ بها لإجراء محاكاة كاملة للاختبار؛ أي القيام بنفس الأمور التي تكون في الامتحانات عادةً سواء من ناحية الوقت أم الجلوس أم أي شيء آخر.

توجد ثلاث فوائد لإجراء عمليات محاكاة كاملة:

  1. يزداد قلقك المؤقت خلال الدراسة، مما يسهل عليك تذكر المعلومات بسبب تأثيرات الذاكرة المعتمدة على الحالة (State-dependent memory).
  2. من خلال تجربة الامتحان، ستكون أقل قلقاً عندما يحين وقت الاختبار النهائي.
  3. سوف تعرف كيف سيكون أداؤك في الاختبار.

نصيحة: قم بمحاكاة امتحانك من خلال إجراء امتحانات وهمية، وكأنَّك تقدِّم امتحاناً فعلياً، من ناحية الوقت والشروط.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى