من هم أشهر شعراء العصر الأموي؟ تعرف على نبذة عن حياتهم وأشعارهم

إضافة إلى ذلك فإنَّ المهاجاة بين الشعراء قد كثرت، ولكثرة الأحزاب السياسية قد كثر الشعر السياسي، كما كثر الغزل البدوي العفيف والغزل الحضري الذي اتسم بالترف والغناء واللهو، ولكي لا يعود الشعراء إلى أخلاق الجاهلية، فقد حرص الخلفاء الراشدون على تعليم الناس جميعهم القرآن الكريم والتأكيد على أنَّه أهم من الشعر، وفي مقالنا اليوم سنتعرف إلى شعراء الإسلام في عهد الرسول وأهم شعراء العصر الإسلامي وأيضاً شعراء الإسلام المخضرمين، فتابع القراءة.
من هم شعراء الإسلام في عهد الرسول؟
شعراء العصر الإسلامي كثر، يوجد بعض من شعراء الإسلام في عهد الرسول الكريم يعدون شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم مَن ساعدوا في الدفاع عن الدعوة، والرد على أقاويل المشركين، والرفع من شأن أبطال المسلمين لأنَّهم يشيدون بالإسلام بشكل عام.
شعراء العصر الإسلامي الذين يعدون شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم هم: كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وحسان بن ثابت، وكل منهم برز شعره بشيء معين فكعب بن مالك تميز بذكر الحرب وما حدث فيها، وبتهديده للكفار والتوعُّد لهم، أما حسان بن ثابت فقد ركَّز على عيوب المشركين، وردَّ على من هجا الرسول الكريم، وأما عبد الله بن رواحة فكان ينعتهم بالكفار.
من شعراء الإسلام المخضرمين أيضاً الخنساء؛ وهي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد التي لحقت أواخر الجاهلية وبداية الإسلام، وعُرِفت بالشخصية القوية والرأي الحر، وأصبحت من أشهر شعراء الرثاء.
أشهر شعراء العصر الأموي:
شهد الشعر في العصر الأموي ازدهاراً أدبياً هائلاً، وبرز فيه العديد من الشعراء الذين أبدعوا في مختلف الأغراض الشعرية، تاركين لنا إرثاً أدبياً غنياً يعد من أهم روائع الشعر العربي. وفيما يأتي نقدم أهم وأشهر شعراء العصر الأموي:
1. قيس بن الملوح:
من أهم شعراء العصر الإسلامي، الشاعر قيس بن الملوح الهوزاني، ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية في عام 645م، وعُدَّ من شعراء الغزل العربي، ولُقب بـ “مجنون ليلى” لكونه وقع بحب ابنة عمه ليلى فقد تربيا معاً ولكن عندما كبرت زوَّجها والدها من رجل آخر، فلم يتزوج قيس غيرها ومات معتزلاً جميع الناس في سنة 688م.
كتب قيس بن الملوح ديواناً شعرياً لليلى من أبرز القصائد “يقولون ليلى بالعراق مريضة” وقصيدة “أليس الليل يجمعني وليلى”، ومن أشهر أقوال قيس بن الملوح ما يأتي:
أرى أهل ليلى أورثوني صبابة | ومالي سوى ليلى الغداة طبيبُ |
إذا ما رأوني أظهروا لي موّدةً | ومثل سيوف الهند حين أغيبُ |
عند مماته وُجِدَ في وادٍ كثير الحصى ووجدوا بيتين من الشعر إلى جانب رأسه هما:
توسَّد أحجار المهامه والقفر | ومات جريح القلب مندمل الصدر |
فيا ليت هذا الحب يعشق مرةً | فيعلم ما يلقى المحبُّ من الهجر |
2. جرير:
هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي، والخطفي لقبه، عُدَّ من أهم شعراء العصر الإسلامي وأيضاً من شعراء الإسلام المخضرمين، فقد أجمع أهل العلم والنقاد على أنَّ الإسلام ليس فيه شعراء مثل جرير والأخطل والفرزدق.
وُلد جرير في اليمامة في الحجاز في 648م وعاش عمره فيها وتوفي فيها 728م، واشتهر بأنَّه وقف في حرب هجائية ضد ثمانين شاعراً ولم يثبت أمامه سوى الأخطل والفرزدق؛ لامتلاكه قدرة عجيبة على الهجاء، ولكونه كان شاعراً غزلياً عفيفاً محافظاً على كرامته ولا ينام على ضيم أبداً.
لقد نال مدح الخلفاء الأمويين وجوائزهم أيضاً، وكثر في مديحه للأمويين الألفاظ الإسلامية والاقتباسات القرآنية، وكذلك في شعره بشكل عام بالرغم من أنَّه أكثر فيه الصور المتعلقة بالبادية، لكن مع ذلك كان تأثير الإسلام واضحاً فيها، ومن أشهر أبيات الغزل لجرير ما يأتي:
يا أم عمرو جزاك الله مغفرة | ردِّي عليَّ فؤادي مثلما كانا |
لقد كتمتُ الهوى حتى تهيمني | لا أستطيع لهذا الحب كتمانا |
إنَّ العيون التي في طرفها حور | قتلننا ثم لم يحيين قتلانا |
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به | وهن أضعف خلق الله إنسانا |
3. الفرزدق:
شاعر من أهم شعراء العصر الإسلامي كما ذكرنا آنفاً، وهو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، لُقِّب “الفرزدق” بسبب ضخامته وولد في بادية البصرة في 641م في بيت سيادة وعز، فكان لذلك أثر كبير في تربيته، فافتخر بنسبه.
كان الفرزدق هو الشاعر الأول الناطق باسم قبائل تميم لدى الأمراء والخلفاء الأمويين، وقد اتصف بالذكاء والفصاحة وقيل إنَّه لولا شعر الفرزدق لضاع ثلث اللغة العربية ولذهب نصف أخبار الناس حينها، فلم يترك الفرزدق مجالاً إلا ونظم الشعر فيه سواء الرثاء أم المدح أم الهجاء أم الغزل.
لقد كثر مدحه لآل البيت، ومن قصائد الرثاء ما رثى نفسه به فقال: “أنا مدينة الشعراء”، أما وفاته فكانت في مدينة البصرة، وذكر حينها أنَّ جرير رثاه بعدة أبيات.
4. الأخطل:
هو أحد الثلاثي الشعري الأشهر من بين شعراء العصر الإسلامي، وهو غياث بن غوث بن الصلت يُكنَّى “أبا مالك”، وقد ولد في الحيرة في 640م، ونشأ على الدين المسيحي في مدينة دمشق، أما لقب الأخطل فبعضهم يقول إنَّه لُقِّب كذلك إهانة له لطول أذنيه ورخاوتهما، وبعضهم يقول نتيجة كلامه الفاحش.
أكثر الأخطل تواصله مع الأمويين، ونظم شعر المدح لهم وتقرَّب منهم، وقد عُرِف أنَّه غير ملتزم بتعاليم ديانته، وعُرِف الأخطل كثيراً بشعر الهجاء، وهذا ما جعل الخليفة الأموي “يزيد” يستعين به عندما هاجم والده جماعة من الأنصار، فقد اتهموا أخته بقصص غرامية معهم، فردَّ عليهم الأخطل رداً لاذعاً شفى غليل الجميع منهم، فقرَّبه الحدث كثيراً من بلاط الأمويين.
دلَّ شعر الأخطل على الموسوعة الثقافية التي تميز بها، فقد عدَّ بعض النقاد شعره مصدراً من مصادر اللغة العربية، ووفاة الأخطل كانت في عام 710م.
5. عمر بن أبي ربيعة:
أيضاً من شعراء الإسلام المخضرمين المشهورين في العصر الإسلامي، وهو عمر بن أبي ربيعة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ولد في عام 664م لدى أسرة ثرية جداً، وتميز بالوسامة والطلعة الحسنة، ويلتقي نسبه مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
لقد عُدَّ فخر قريش لتفوقه في الشعر، وقريش قد عرفت بتفوقها في التاريخ والسياسة والدين فأتى عمر بن أبي ربيعة ليعلن تفوقها في مجال الشعر أيضاً، والفرق بينه وبين الثلاثي الأشهر الفرزدق والأخطل وجرير أنَّه لم يحترف الهجاء والمدح لدرجتهم، بل احترف الغزل وطوره، فأدخل عليه الحوار ورقق الأوزان ليصبح شعره قابلاً للغناء.
لقد انصرف لحياة اللهو وكثرت قصائد الغزل الفاحش والصريح لديه، فقد دوَّن مغامراته مع النساء فيها بالرغم من أنَّ مجون عمر قد تسببت بوقوعه بعدة مشكلات، لكنَّه توقف عن أفعاله السابقة عندما تزوج، ويُذكَر أنَّه اعتزل الشعر قبل وفاته، وقد توفي في مكة عام 711م.
6. أبو الأسود الدؤلي:
أحد شعراء العصر الإسلامي، وهو مميز بأنَّه عالِم في اللغة وفصيح لكونه واضع النقاط على الحروف، كما أنَّه واضع علم النحو وقواعده، وقد قام بتشكيل القرآن الكريم وتلك أهم إنجازاته، وهو ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي.
بالرغم من أنَّه ليس أسود اللون، لكنَّه عرف بكنيته “أبو الأسود الدؤلي”، وُلد في شبه الجزيرة العربية في الحجاز عام 603م قبل بعثة النبي، ثم أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذلك يعد من شعراء الإسلام في عهد الرسول، وتولى كثيراً من المهام في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وقاتل إلى جانب علي بن أبي طالب فقد ولَّاه إمارة البصرة، أما وفاة أبو الأسود الدؤلي فكانت نتيجة الطاعون الجارف في عام 688م في البصرة بحسب أكثر الروايات.
في الختام:
تطوَّر الشعر العربي في عصر الإسلام، وهذا ما ميز الشعر الأموي عن الشعر في الجاهلية، وكثر الشعراء ومنهم مَن عُدوا شعراء الإسلام المخضرمين، ومنهم شعراء الإسلام في عهد الرسول مثل حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة.
أيضاً ذكرنا في مقالنا أهم شعراء العصر الإسلامي بدءاً بقيس بن الملوح الذي عرف بأنَّه مجنون ليلى لشدة حبه لها بالرغم من أنَّه لم يكن مجنوناً، وجرير الذي عُرف بقوته في الهجاء، وكذلك الفرزدق الذي عُرف بالفصاحة والذكاء، أما الأخطل فهو مسيحي إلا أنَّه عرف بمدحه للأمويين، فقضى معظم حياته في بلاط الخلفاء.
أما عمر بن أبي ربيعة فقد عرف بشعر الغزل الذي دوَّن فيه مغامراته الكثيرة مع النساء، فقد نذر نفسه للغزل والحب ثم ترك الأفعال السابقة بعد زواجه، وأيضاً من أهم شعراء العصر الإسلامي أبو الأسود الدؤلي الذي شكَّل القرآن الكريم، فقد وضع علم النحو وقواعده، وترك أثراً هاماً جداً في اللغة العربية بشكل عام.