التعليم المهني والتقني في الولايات المتحدة الأمريكية

كل ولاية لديها عاصمة وحكومة خاصة تصنع قوانينها الخاصة، وهي رابع أكبر دولة في العالم من ناحية المساحة وعدد السكان؛ إنّها أكبر من أوروبا بأكملها. يبلغ عدد السكان أكثر من 335 مليون نسمة من مختلف الأعراق والألوان، واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية للبلاد، والإسبانية هي اللغة الثانية (Institute Santa Guiliana Falconieri, 2020, P.1).
من الأسباب التي دعت إلى اختيار الولايات المتحدة الأمريكية أنّها قوة اقتصادية عظمى لكونها صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر اقتصاد في قارة أمريكا الشمالية؛ إذ زاد الناتج المحلي الإجمالي على 22 تريليون دولار أمريكي في عام 2021م (World Bank, 2022, P.1).
كما حصلت الولايات المتحدة الأمريكية على المركز الثاني في مؤشر الابتكار العالمي في عام 2022م (Soumitra Dutta, et.al, 2022, P.19).
تنتج الولايات المتحدة الأمريكية مزيداً من مُخرجات الابتكار مقارنةً بمستوى استثماراتها في الابتكار، وكان أداء الولايات المتحدة الأمريكية أعلى من متوسط دول مجموعة الدخل المرتفع في جميع ركائز مؤشر الابتكار العالمي.
كما أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية أداءً أعلى من المتوسط الإقليمي في خمس ركائز، وهي كالتالي: رأس المال البشري والبحث، البنية التحتية، تطور بيئة الأعمال، نواتج المعرفة والتكنولوجيا، والمخرجات الإبداعية (World Intellectual Property Organization, 2021, P.P.3-4).
حصلت أمريكا على المركز الرابع في مؤشر التنافسية العالمية للمواهب لعام 2022م (INSEAD, 2022, P.32).
أهمية التعليم المهني والتقني في الولايات المتحدة الأمريكية
في عام 2006م في الولايات المتحدة الأمريكية، تم تغيير مصطلح التعليم المهني إلى مصطلح التعليم المهني والتقني.
يُعد التعليم المهني والتقني مصطلحاً واسعاً للتعليم يجمع بين المهارات الأكاديمية والتقنية، والمعرفة والتدريب اللازمين للنجاح في سوق العمل (Kenai Peninsula Borough School District, 2022, P.1).
ترجع أهميته لكونه:
- يمنع التسرُّب الدراسي؛ إذ يمكن لطلاب التعليم المهني والتقني أن يكونوا أكثر حماساً واهتماماً بدوراتهم الدراسية بسبب ارتباطها بالعالم الحقيقي، مما يجعلهم أقل عُرضةً للتسرُّب.
- يمنح آفاقاً وظيفية أفضل؛ إذ يشارك طلاب التعليم المهني والتقني في البرامج التي تؤدي إلى التوظيف في المهن ذات المهارات العالية، والأجور المرتفعة، والطلب المرتفع.
- يساعد الطلاب العاطلين عن العمل؛ إذ يوفر للطلاب الذين يمرون بمرحلة انتقالية طريقة لبدء حياة مهنية جديدة مع فرصة لإعادة اكتشاف أنفسهم وصقل مهاراتهم وخبراتهم، ومن ثم المساعدة في بناء الاقتصاد والحفاظ عليه.
- يساعد في الإعداد لمهارات ومهن القرن الحادي والعشرين؛ إذ تُوفَّر برامج التعليم المهني والتقني التدريب على المهارات التي تلبّي احتياجات الصناعات عالية النمو، مثل مجالات الرعاية الصحية، ومجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. في حين يمكن للطلاب المهتمين بدراسة الجانب التجاري متابعة المبيعات ودراستها إضافةً إلى الإدارة أيضاً (Nancy Conneely & Alisha Hyslop, 2018, P.P.1-2).
في الختام، التعليم المهني والتقني هو استثمار في المستقبل. لا تترددوا في مشاركة هذا المقال مع المهتمين وصناع القرار، وتبادل الأفكار حول كيفية تعزيز هذا القطاع الحيوي وتمكين المزيد من الطلاب من الاستفادة من فرصه.
هذا المقال من إعداد:
د/محمد أمين حسن عثمان
دكتوراه أصول التربية والتخطيط التربوي – جامعة عين شمس