Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

معلقة امرؤ القيس (قفا نبك)


قصة مُعلَّقة امرؤ القيس:

مُعلَّقة امرؤ القيس ساحرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ لذا لا بد من التعرف إلى قصيدة “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل” وشرح مُعلَّقة امرؤ القيس؛ لذا تابع معنا في هذه الفقرة.

الشاعر هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي، وأحد أصحاب المُعلَّقات السبع، عاش في القرن السادس الميلادي، وتختلف الروايات بشأن قصة مُعلَّقة امرؤ القيس، لكن أشهرها هي قصة حبه لامرأة جميلة تُدعى عُنَيزة.

1. رواية عُنَيزة:

يُقال إنَّ امرؤ القيس وقع في حبِّ عُنَيزة وكان يلتقيها سراً في خدرها، وفي أحد الأيام، بينما كان امرؤ القيس مع عُنَيزة، دخل عليهما أبوها ففوجئ بهما، فهرب امرؤ القيس تاركاً ثيابه خلفه، وركب فرسه ونجا من الموت، وبعد ذلك، نظم امرؤ القيس مُعلَّقته، متحدِّثاً فيها عن قصة حبه لعُنَيزة وعن هروبه من أبيها.

2. رواية عقر الناقة:

يُقال إنَّ امرؤ القيس كان مع مجموعة من النساء، فعقر ناقتهنَّ ليمنعهنَّ من اللحاق به، فغضبت النساء من فعل امرؤ القيس، وطلبن من الملك النعمان بن المنذر أن ينتقم لهنَّ، فخاف امرؤ القيس من بطش النعمان، فهرب إلى بلاد الروم، ولم يعد إلى بلاده إلا بعد موت النعمان.

3. رواية الانتقام لمقتل أبيه:

قُتل والد امرؤ القيس على يد بني أسد، فعاهد امرؤ القيس على الانتقام لمقتله، ونظم امرؤ القيس مُعلَّقته، متحدِّثاً فيها عن رغبته في الانتقام من بني أسد.

أبيات مُعلَّقة امرؤ القيس:

ذكر قصة قصيدة “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل” وشرح مُعلَّقة امرؤ القيس يغني عن معرفة القصيدة ذاتها؛ لذا سنتعرف إلى القصيدة كاملاً:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ

بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْملِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها

لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَا

وَقِيْعَانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا

لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُمُ

يَقُوْلُوْنَ: لا تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّلِ

وإِنَّ شِفائِي عَبْرَةٌ مُهْرَاقَةٌ

فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ؟

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَا

وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ

إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا

نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً

عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي

ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ

وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ

ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِي

فَيَا عَجَباً مِنْ كورها المُتَحَمَّلِ

فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا

وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ

ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ

فَقَالَتْ: لَكَ الوَيلاَتُ! إنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعاً:

عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا: سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَه

ولاَ تُبْعدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ

فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ

إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ

بِشَقٍّ، وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَوَّلِ

ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ

عَلَيَّ، وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ

وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزمعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَةٌ

فسُلِّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ

أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي

وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ؟

شاهد بالفديو: حقائق ومعلومات قد لا تعرفونها عن اللغة العربية

 

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِي

بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

وبَيْضَةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَا

تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ

تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَراً

عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِي

إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ

تَعَرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ

فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَا

لَدَى السِّترِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ

فَقَالتْ: يَمِيْنَ اللهِ، مَا لَكَ حِيْلَةٌ،

وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِي

خَرَجْتُ بِهَا تمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَا

عَلَى أَثَرَيْنا ذيل مِرْطٍ مُرَحَّلِ

فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى

بِنَا بَطْنُ خَبتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

هَصَرْتُ بِفَوْدَيْ رَأْسِهَا فَتَمَايَلَتْ

عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ

إذا التفتت نحوي تضوَّع ريحُها

نسيمَ الصَّبا جاءت بريا القرنفُلِ

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ

تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ

كَبِكْرِ المُقَانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْرَةٍ

غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ مُحَلَّلِ

تَصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقي

بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ

وجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّيمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ

إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلاَ بِمُعَطَّلِ

وفَرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِمٍ

أثِيْثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ

غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُلا

تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَلِ

وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ

وسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ

وَتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَا

نَؤُومُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ

وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَشْنٍ كَأَنَّهُ

أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِلِ

تُضِيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَا

مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ

إِلَى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً

إِذَا مَا اسبَكَرَتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ

تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصبَا

ولَيْسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَلِ

ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُهُ

نَصِيْحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَلِ

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَهُ

عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُوْمِ لِيَبْتَلِي

فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ

وأَرْدَفَ أَعْجَازاً وَنَاءَ بِكَلْكَلِ

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِي

بِصُبْحٍ، وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَلِ

فَيَا لَكَ مَنْ لَيلٍ كَأنَّ نُجُومَهُ

بكل مُغار الفتل شُدَّت بيذبل

كَأَنَّ الثُرَيَّا عُلِّقَت في مَصامِها

بِأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْدَل ِ

وَقَدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا

بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً

كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

كمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْدُ عَنْ حَالِ مَتْنِهِ

كَمَا زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بِالمُتَنَزَّلِ

مِسِحٍّ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنى

أَثَرْنَ الغُبَارَ بِالكَدِيْدِ المَرَكَّلِ

عَلَى الذبل جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِزَامَهُ

إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَميُهُ غَلْيُ مِرْجَلِ

يزل الغُلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَوَاتِهِ

وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْفِ المُثَقَّلِ

دَرِيْرٍ كَخُذْرُوفِ الوَلِيْدِ أمَرَّهُ

تقلب كَفَّيْهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ

لَهُ أيْطَلا ظَبْيٍ، وَسَاقَا نَعَامَةٍ

وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ، وَتَقْرِيْبُ تَتْفُلِ

كَأَنَّ عَلَى الكتفين مِنْهُ إِذَا انْتَحَى

مَدَاكُ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَلِ

وبَاتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ ولِجَامُهُ

وَبَاتَ بِعَيْنِي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَلِ

فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَهُ

عَذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذيَل

فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّلِ بَيْنَهُ

بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْوِلِ

فَأَلْحَقَنَا بِالهَادِيَاتِ ودُوْنَهُ

جَوَاحِرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّلِ

فَعَادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ

دِرَاكاً، وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَلِ

وَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ

صَفِيفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّلِ

ورُحْنَا وَراحَ الطَّرْفُ ينفض رأسه

مَتَى تَرَقَّ العَيْنُ فِيْهِ تَسَفَّلِ

كَأَنَّ دِمَاءَ الهَادِيَاتِ بِنَحْرِهِ

عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْبٍ مُرَجَّل

وأنت إِذَا اسْتَدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَهُ

بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ

أحارِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَهُ

كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّلِ

يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِبٍ

أَمان السَّلِيْطَ بالذُّبَالِ المُفَتَّلِ

قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ حامر

وبَيْنَ إكام، بُعْدَمَا مُتَأَمَّلِي

فأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ عن كل فيقةٍ

يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ

وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَةٍ

وَلاَ أُطُماً إِلاَّ مَشِيداً بِجِندَلِ

كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً

مِنَ السَّيْلِ وَالغُثَّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ

كَأَنَّ أباناً فِي أفانين ودقه

كَبِيْرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ

وأَلْقَى بِصَحْرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَهُ

نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المحملِ

كَأَنَّ سباعاً فِيْهِ غَرْقَى غُديَّة

بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عَنْصُلِ

عَلَى قَطَنٍ، بِالشَّيْمِ، أَيْمَنُ صَوْبِهِ

وَأَيْسَرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُل

وَأَلْقى بِبَيسانَ مَعَ الليلِ بَرْكَهُ

فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْزِلِ

شرح مُعلَّقة امرؤ القيس:

من أشهر المعلقات في العصر الجاهلي معلقة أمرؤ القيس قفا نبك، الآن سوف نعرض شرح مُعلَّقة امرؤ القيس من خلال شرح بعض الأبيات بعد أن تعرفنا إلى قصة قصيدة “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل”.

البيت الأول:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ

بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْملِ

يَطلب من صاحبيه أو نفسه التوقف عند “سقط اللوى” وهو اسم موضع بين “الدخول” و”حومل” (اسما موضعين) للبكاء على ذكرى حبيب ومكان سكنه، ويعد هذا البيت من أشهر الأبيات في الشعر العربي، ويُعدُّ من مطلع مُعلَّقة امرؤ القيس، وهي من أقدم وأشهر المُعلَّقات السبع، ويعكس هذا البيت مشاعر الحزن واللوعة على فراق الحبيب والديار.

إقرأ أيضاً: الأسرار الأربعة لبداية التميُّز في تعليم اللغة العربية

البيت الثاني:

فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها

لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْأل

يقول الشاعر إنَّ آثار الدار في “المقراة” لم تُمحَ بسبب الرياح التي تهبُّ من الجنوب والشمال، فكلما طمستها ريح من جهة، كشفتها ريح من جهة أخرى.

البيت الثالث:

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَا

وَقِيْعَانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

يصف الشاعر الديار التي هجرها أهلها بأنَّها أصبحت مأوىً للظباء، فيرى بعرها في ساحاتها وقيعانها، وكأنَّه حبات الفلفل.

وبذلك نكون قد تعرفنا إلى قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل وشرح مُعلَّقة امرؤ القيس.

في الختام:

إنَّ شعر امرؤ القيس هو بمنزلة شهادة خالدة على قوة اللغة في إثارة المشاعر، والتقاط التاريخ وتجاوز الحدود الثقافية، وهو من خلال أشعاره خلَّد جمال وطنه وتعقيدات التجربة الإنسانية تاركاً وراءه إرثاً غنياً ما يزال يلهم القراء ويتردد صداه عبر الأجيال والقارات، ويظل امرؤ القيس رائداً في الشعر العربي، ويظل أيضاً رمزاً للتأثير الدائم للتعبير الشعري على النفس البشرية؛ لذا من الضروري التعرف إلى قصيدة “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل” وشرح مُعلَّقة امرؤ القيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى