أسلوب الشرط

ما هو أسلوب الشرط؟

يقول ابن مالك في الألفية: “والشرط يغني عن جواب قد عُلم والعكس قد يأتي إن المعنى عُلم”، فهو تعليق شيء بشيء بحيث إذا وُجِد الأول، وُجِد الثاني، يتكوَّنُ أسلوبُ الشرطِ من أداةِ شرطٍ وفعلَين، حصولُ الأولِ شرطٌ لحصولِ الثَّاني، والأداة تسمى أداة الشرط والجملة الأولى تسمى جملة الشرط والجملة الثانية تسمى جملة جواب الشرط.

يتضمن أسلوب الشرط نوعين من الأدوات:

1. أدواتُ الشَّرطِ الجازمةُ تجزمُ فعلين مضارعين يُسَمَّى الأوَّلُ فعلَ الشَّرطِ والثَّاني جوابَ الشرط، مثال: (إن تسامحْ الناس تصلْ إلى السعادة).
2. أدواتُ الشرطِ غير الجازمةِ لا تجزمُ فعلينِ مضارعينِ، مثال: (إذا سامحتَ الناس وصلتَ إلى السعادة).

أركان أسلوب الشرط:

الركن الأول: أداة الشرط

هي حرف أو اسم يربط بين جملة الشرط وبين جواب الشرط وهي نوعان:

1. أدوات الشرط الجازمة:

وهي الأسماء: (من، ما، مهما، متى، أيَّان، أينما، حيثما، أنَّى، أي، كيفما)، والحرفان (إنْ، إذْما).

2. أدوات الشرط غير الجازمة:

وهي الأسماء: (إذا، لما، كلما)، والحروف: (لو، لولا، لوما، أما).

الركن الثاني: جملة الشرط

هي الجملة الأولى بعد أداة الشرط وتسمى جملة الشرط ويجب أن تكون جملة فعلية، مثال: (إنْ تدرسْ تنجحْ).

الركن الثالث: جواب الشرط

هي الجملة الثانية في أسلوب الشرط ويمكن أن تكون جملة فعلية أو جملة اسمية: على سبيل المثال:

إن جاءْ محمد علمْته الحروف، (جملة فعلية).

إن جاء محمد فله الشكر، (جملة اسمية).

أدوات الشرط:

أدوات الشرط من أهم الأدوات التي تُسهم في بناء الجملة في اللغة العربية، فتتنوع استخدامات هذه الأدوات، وهذا يجعلها محوراً أساسياً في فهم النصوص العربية وتحليلها، وفي هذه الفقرة، سنسلط الضوء على أدوات الشرط بنوعيها الجازمة وغير الجازمة ودلالة كل منها:

أولاً: أدوات الشرط الجازمة

يقول ابن مالك في ألفيته: واجزِم بإنْ ومَن وما ومَهمَا أيُّ مَتى أيَّانَ أَينَ إذمَا، وحيثُمَا أنَّى وحرف إذما كإن وباقي الأدوات أسماء.

فأدوات الشرط الجازمة هي نوعان، الحروف: (إن، إذما)، والباقي هي أسماء: (من، ما، مهما، متى، أيان، أينما، حيثما، أنَّى، أي، كيفما)، وفيما يأتي دلالة كل منها:

1. إنْ:

«إن» هو حرف شرط جازم، يُستخدَم ليعبر عن أمر محقق وقوعه أو فرضية محتملة أو مشكوك في وجودها، ويليها فعل وسواء كان الفعل الذي يليها مضارعاً أم ماضياً، فإنَّها تصرف زمنه للمستقبل، كما في قوله تعالى في سورة الإسراء: «إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا»، فجعلت معنى «أحسنتم» أن تحسنوا و«أسأتم» أن تسيؤوا، وتُعرَب «أن» حرف شرط جازماً لا محل له من الإعراب.

شاهد بالفديو: حقائق ومعلومات قد لا تعرفونها عن اللغة العربية

 

2. إذما:

حرف شرط جازم دال على المستقبل بمعنى «أنْ» وهي «إذا» و«ما» وقد جُمِعَتا وأصبحتا «إذما»، «إذما» من الحروف التي لم يرد ذكرها في القرآن الكريم أبداً، مثلاً «إذ ما تشرقْ الشمس تنشطْ الطبيعة».

3. مَنْ:

اسم شرط جازم مبني على السكون، يستخدم للعاقل مذكراً كان أم مؤنثاً، يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جواب الشرط، وهي من الأدوات المبهمة التي لا تدل على زمن معين، مثال «فمَن يدرسْ، ينجحْ في حياته».

4. ما:

اسم شرط جازم مبني على السكون، يستخدم لغير العاقل، وهو اسم عام لا يرتبط بزمان محدد، كما أنَّها مبهمة، مثل القول «ما تفعلْ أفعلْ».

5. مهما:

اسم شرط جازم مبني على السكون لغير العاقل، كقول الشاعر امرؤ القيس:

أغركِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قاتلي

وأنَّكِ مهما تأمري القلبَ يفعل

6. مَتَى:

تشير إلى الظرفية الزمانية وهي اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان، «متى نسامحْ بعضنا على زلات اللسان، ننعمْ بالراحة».

7. أيَّان:

ظرف زمان، وهو اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان، «أيَّان تتجولْ في المدينة، تجدْ ما يبهجك».

8. أينما:

اسم شرط جازم يشير إلى المكان، وهو مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان، من مثل قول الله تعالى: «أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ».

9. حيثما:

اسم مكان يتضمن معنى الشرط، وهو اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان، «حيثما تذهبْ نور تذهبْ عبير».

10. أنَّى:

اسم شرط جازم يدل على المكان، وهو اسم مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان، «أنَّى تعملْ أعملْ».

11. أي:

تختلف دلالة «أي» باختلاف المضافة إليه، فتصلح للعاقل وغير العاقل وللزمان وكذلك المكان.

• العاقل: أي إنسان تعاشرْ أعاشرْ.
• غير العاقل: أي كتاب تقرأ، يساعدك.
• الزمان: أي يوم ترحلْ أرحلْ معك.
• المكان: أي بيت تسكنْ أسكنْ معك.

12. كيفما:

تُستخدَم كيفما للإشارة إلى الحال، وتقتضي وجود فعلين متفقين باللفظ، ويمكن أن تأتي «كيف» دون أن تلحقها «ما»، على سبيل المثال «كيفما تلعبْ ألعبْ»، أو «كيف تلعبْ ألعبْ».

ثانياً: أدوات الشرط غير الجازمة

1. إذا:

هي أداة شرط غير جازمة، وتفيد الربط بين جملتي الشرط والجواب، ولا يليها إلا فعل الشرط ظاهراً أو مقدراً؛ أي هي خاصة بالجمل الفعلية، وتشير إلى الزمن المستقبل المعلوم وقوعه، كقوله تعالى: «ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ».

2. لمَّا:

ظرف زمان للماضي بمعنى «حين» ويليها فقط الفعل الماضي وتأتي مقرونة بالفاء أو إذا الفجائية، أي فعل الشرط هو فعل ماض وجواب الشرط هو اسم مقرون بالفاء أو إذا الفجائية، كقوله تعالى: «فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ».

3. لو:

حرف شرط غير جازم يدل على تعليق فعل بفعل مضى، وتسمى لو، لو الامتناعية لأنَّها تدل على امتناع الشيء لامتناع غيره وترتبط كذلك بالتمني، كقول: «لو جاء أحمد لقدمت له جائزة».

4. لولا، لوما:

حرفان غير جازمين، يدخلان على الجملتين الفعلية والاسمية، يدلان على امتناع الجواب لوجود الشرط، من مثل «لولا أحمد لزرتك»، « لوما أحمد لذهب محمد».

5. كلَّما:

أداة شرط غير جازمة تفيد في معنى التكرار دون أن يتكرر في اللفظ، كقوله تعالى: «كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً».

أمثلة عن أسلوب الشرط:

الجملة	أداة الشرط	فعل الشرط	جواب الشرط
منْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوانُ عَليه	من	يهنْ	يسهل
أيَّان نؤمِنك تأمن غيرنا	أيَّان	نؤمنك	تأمن
أي يوم تسافرْ أسافرْ معك	أي	تسافرْ	أسافرْ
قال تعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْراً	ما	تقدموا	تجده
قال تعالى: فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً	من	يستمعْ	يجدْ
قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ	من	يعمل	يره
كيفما تصنعْ أصنعْ	كيفما	تصنعْ	أصنعْ
أي يوم تسافرْ أصحبك فيه	أي	تسافرْ	أصحبك
قال تعالى: كُلَّما رُزِقُوا مِنها مِن ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هَذا الَّذِي رُزِقْنا مِن قَبْلُ	كلما	رزقوا	قالوا
قال تعالى: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ	لو لو	علم أسمعهم	لأسمعهم لتولوا
قال تعالى: وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى	ما	تفعلوا	يعلمه

في الختام:

 أسلوب الشرط في اللغة العربية أداة للتعبير عن الفرضيات والشروط المحتملة، ويعد جزءاً لا يتجزأ من بنية الجملة وتراكيبها، ويبرز هذا الأسلوب بقوة في القرآن الكريم والأدب العربي، فيُظهر قدرة اللغة العربية على التعبير بدقة ووضوح عن الظروف المختلفة والتحليلات الشرطية، إنَّ فهم أسلوب الشرط يعزز فهمنا للغة العربية وطريقة استخدامها.