التدريس والتعلم

النظريات المعرفية في التعلم مميزاتها وعيوبها


ما هو مفهوم النظرية المعرفية في التعلم؟

أُسِّسَت النظرية المعرفية من قبل جان بياجيه وهو عالم نمساوي، وتعد النظرية المعرفية ذات أهمية لكل من مصادر المعرفة والاستراتيجيات الداخلة في التعلم، وهذه الاستراتيجيات هي:

  • الانتباه.
  • الفهم.
  • تجهيز المعلومات ومعالجتها.
  • الذاكرة.
  • الاستقبال.

من خلال استخدام هذه النظرية يكون الإنسان نشطاً من الناحية الميتا معرفية، وتتمحور النظرية المعرفية في تغيير سلوك الفرد من خلال التدريب الذي اتبعه، وتدخل هذه النظرية بشكل أساسي في البنية المعرفية للفرد من خلال تطبيقها بعض الخصائص، وهي:

  • الكيف.
  • الثبات النسبي.
  • التنظيم والترابط.
  • التكامل.
  • الكم.
  • التمايز.

من رؤية النظرية المعرفية أنَّ المعرفة تعبر من خلال عدد من الاستراتيجيات تكون في زمن متتالي، وهذه الاستراتيجيات هي:

  • الانتباه بشكل انتقائي للمعلومات الموجودة.
  • التفسير الانتقائي للمعلومات المطروحة.
  • إعادة في صياغة المعلومات ثم بناء معرفة من جديد.
  • حفظ المعلومات من خلال الذاكرة.
  • العودة إلى المعلومات عند الضرورة.

تقسم نظرية التعلم المعرفية إلى نوعين:

1. نظرية التعلم القائمة على المعنى:

المعروفة بنظرية أوزوبل المختصة في النمو المعرفي، وضعها العالم الأمريكي ديفيد بول أوزوبل، وأساسها التفاضل والتكامل، وتعتمد بشكل أساسي على دعم الطريقة بالمعنى؛ وذلك لربط المعلومات الجديدة بالقديمة فأساس نظرية التعلم الربط.

لتنظيم المنهج الدراسي من خلال الطريقة المعرفية القائمة على المعنى والتي تستند إلى مبدأين وهما:

  • مبدأ التفاضل المتوالي: يتم من خلاله تنظيم المحتوى التعليمي عن طريق طرح الأفكار والمفاهيم ليتم الانتقال بعدها إلى التخصص والتفصيل معاً.
  • مبدأ التكامل التوفيقي: يعتمد على المعلومات القديمة من خلال فهمها ليتم بعدها تعلم معلومات جديدة.

2. نظرية التعلم القائمة على الاكتشاف:

وضعها العالم جيروم برونر الأمريكي، وافترض أنَّ كل إنسان في العالم له طاقة خاصة بالتعليم، إضافة إلى أنَّ تفكير الفرد يتطور من خلال تفاعله مع الوسط المحيط به؛ لذلك نوَّه العالم إلى ضرورة إثراء البيئة الموجود فيها الفرد لأجل تنمية مهاراته الخاصة بالتفكير.

قُسِّمَت الاكتشافات إلى ثلاث مراحل:

  • مستوى العياني العملي.
  • مستوى الأيقونة.
  • مستوى الرمزي.

أهم النظريات المعرفية في التعلم:

تعد النظرية المعرفية أداة موجَّهة للطفل ليستطيع التعلم بشكل أفضل، وبرأي العالم جان بياجيه مؤسس النظرية إنَّ الطفل يمر بأربع مراحل أساسية في التطور المعرفي تبدأ منذ ولادته وتستمر إلى عمر 12 سنة.

جاء بعدها علماء النفس ليطوروا هذه النظرية بحسب دراسات أُجريَت لتصبح كل نظرية مستقلة بحد ذاتها، ومن أهم النظريات التي طرحها إضافة إلى القسمين الأساسيين في النظرية:

نظرية معالجة المعلومات:

تقسم إلى قسمين:

  1. الأولى: نظرية ميللر، تقول هذه النظرية إنَّ عمل الدماغ البشري كجهاز الحاسوب، اقترح هذه النظرية العالم الأمريكي جورج ميللر في خمسينيات القرن الماضي مع مجموعة مع علماء نفس آخرين، وتنص النظرية على التركيز الذي يجب أن ينصب على المعلومات المُقدَّمة للفرد وكيف يمكن أن يعالجها ويضعها في الذاكرة حالاً.
  2. الثانية: نظرية العالمان أتكنسون وشيفرين، فقد بيَّنا أنَّ المعلومات تمر عبر ثلاث مراحل في الدماغ لتصبح بعدها مشفرة فيها وموجودة، فالمرحلة الأولى الذاكرة الحسية، وهي الذاكرة طويلة الأمد التي تحفظ المعلومات بشكل أطول، والثانية الذاكرة العاملة، وهي الذاكرة قصيرة الأمد لا تدوم المعلومات فيها مدة طويلة، والذاكرة الثالثة الذاكرة الكاملة، وهي أيضاً ذاكرة طويلة الأمد.

نظرية الجشطلت:

يعد علم الجشطلات مدرسة من الفكر والنظرية المعرفية، وتقوم مبادئ هذا العلم على أن يرتب الإنسان الطبيعي الفوضى الحاصلة في دماغه فقط وليس في الأعضاء الحسية فيه، وينشأ الإدراك من المحفزات التي يتلقاها العقل من العين مباشرة وفقاً للمبادئ التي يعمل بها، ويبدأ من إدراك الشكل الموحد وليس إدراك مجموعة من الصور فقط.

من علماء النفس في الجشطلات:

مميزات النظريات المعرفية في التعلم:

مع التطور الكبير الذي تم إحداثه أصبح من السهل العمل على تدريب الطفل ليستطيع النجاح بحياته العلمية، وذلك عن طريق استخدام النظرية المعرفية في التعلم بأشكالها كافة، والتي تقوم على تطوير الطفل ليصبح قادراً على الاعتماد على نفسه، ومن إيجابيات النظرية المعرفية والتي لقيت دعماً كبيراً من علماء النفس هي:

  • إنشاء نوع من التحدي بين الطلبة وأنفسهم أو بين الطلبة وزملائهم، وهذا التحدي ساعد كثيراً من المعلمين وأهالي الطلبة، ولكن مع الوضع في الحسبان عدم تجاوز قدرتهم على التحدي.
  • المراقبة الدائمة التي حصل عليها الطالب من معلمي المدرسة والإدارة وتدخلهم بدراسته لمعرفة إن كان يحقق مراحل النظرية أم لا.
  • تغير نظرةُ كثير من الآباء والمدرسين رأيَهم عن عالم الأطفال وأسلوبهم وكيف يمكن التعامل معهم.
  • تم إنشاء نوع جديد من البحث فيما يتعلق بالطفل من حيث النمو العقلي له، فأثبتت الدراسات أنَّ تفكير الأطفال بشكل عام يختلف تماماً عن تفكير الأفراد البالغين.
  • الحصول على أكثر من استراتيجية تعليمية بناءً على النظرية المعرفية من قبل علماء النفس تتضمن توفير متطلبات الطفل، مثل البيئة المريحة التي يجب أن يحاط بها، وكيف يمكن مساعدته على حل المشكلات التي تواجهه كالتناقضات في تفكيره، إضافة إلى تعليمه استخدام التفاعلات الاجتماعية في حياته.
  • تمت مساعدة المدارس ذات التعليم الابتدائي وكل من يدرِّس اختصاص يخص الأطفال على تعليمهم كيفية التعامل معهم وتوفير أساس التعليم البنَّاء لهم.
  • تم تقسيم الأفراد إلى مراحل معتمدة على العمر حسب توقعات تم وضعها.
  • تم إثبات أنَّ الأطفال لديهم قدرة كبيرة تجابه قدرة البالغين الكبار، ويجب أن يتم إخضاعهم إلى معايير تختلف عن المعايير التي يتم التعامل فيها.
  • تتوافق النظرية المعرفية في التفاهم مع الأطفال، وكيف يمكن التعامل معهم بما يناسبهم وبالأخص المجال العلمي.
  • يمكن التطبيق العملي لهذه النظرية من خلال عدة تطبيقات مقترحة.
  • التشجيع الدائم للطفل على التعلم دون أن يشكل له أي رهبة أو خوف؛ وذلك من خلال اتباع النهج العلمي في حياته، وهذا يؤدي إلى تحقيق النجاح في تطوير التعليم المقدم.

عيوب النظريات المعرفية في التعلم:

على الرغم من كمية الإقبال من قبل مختصي الأطفال على تطبيق النظريات المعرفية في التعلم وخصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققته، لكن لا بدَّ من وجود بعض السلبيات التي واجهها المعلمون والآباء وصعَّبَت تحقيقها، وهذه السلبيات هي:

  • ركَّزَ بياجيه في نظريته على الأطفال العاديين دون أن يتطرق أو يأخذ بالحسبان كلاً من الوضع الاجتماعي والاقتصادي للطفل وأهله، والاختلافات بين الأطفال سواء أكانت ثقافية أم اجتماعية.
  • كان في الاختبار الذي وضعه بياجيه نوع من الصعوبة في فهم نقطة التقليل من الطفل وأهميته في مراحل معينة.
  • استخدام مجموعة من الأطفال من قبل بياجيه لتطبيق نظريته من بلد واحد وهو سويسرا المكان الذي ينتمي إليه، ومكانة واحدة، وهنا بيَّن علماء النفس أنَّ هذه العينة تعد عينة متحيزة لا يمكن شمل نتائجها على باقي الأطفال.
  • بيَّنت النظرية أنَّ الأطفال بشكل عام يكتمل تطورهم الفكري عندي بلوغهم عمر 12 عاماً، ولكن حسب الدراسات الحديثة والتي أُجرِيَت على أرض الواقع تبيَّن أنَّ عمر المراهَقة والبلوغ هو العمر الأهم للتطور المعرفي أيضاً.
  • وضع بياجيه نظريته بناءً على دراسات أجراها على أولاده الثلاثة إلى جانب عدد من الأطفال لهم مكانة اجتماعية وثقافية واقتصادية كبيرة، فبيَّن علماء النفس أنَّ النظرية المعرفية في التعلم تفتقر إلى المصدر الأساسي في الإلهام، ولأنَّ الدراسة كانت على نخبة الأطفال؛ فمن الصعب تعميم النتائج على بقية الأطفال.
  • انقسام العلماء إلى قسمين الأول يدعم النظرية ويعمل بها، والثاني يرى أنَّه لا يوجد عمر للنمو محدد للطفل، وهو مستمر بشكل دائم، وتم رفض تقسيمه إلى عدة مراحل كما بيَّنها بياجيه في نظريته، وبيَّن العلماء أنَّ بعض الأطفال لا يمكن أن تتحقق لديهم كامل مراحل النمو.
  • بعض من الاعتقادات غير مدعومة علمياً وكانت على حسب رأيه، مثل انتقال المراهقين إلى المرحلة المعرفية القادمة عند نضجهم.
  • لم تؤخذ بالحسبان بيئة الأطفال الموجودين فيها، فيلزم الطفل ليصل إلى المعرفة الكاملة بيئة مريحة من جميع نواحي الحياة.

إقرأ أيضاً: أشهر نظريات التعلم في علم النفس

في الختام:

لقد ذكرنا في هذا المقال أحد أهم النظريات المعرفية الموجودة، إضافة إلى إيجابياتها وسلبياتها، وما هي النظريات المعرفية الأخرى الموضوعة من قبل علماء النفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى