التدريس والتعلم

الاختبارات التحصيلية وأهميتها في عملية التعليم


الاختبارات التحصيلية:

الاختبارات التحصيلية هي وسيلة منظمة لتحديد الكمية التي اكتسبها المتعلِّم تحريرياً، شفهياً أو عملياً، وهي طريقة منظمة لتحديد مستوى تحصيل الطلاب للمهارات والمعلومات في المواد الدراسية المختلفة التي يتعلمونها مسبقاً بصفة رسمية، من خلال الإجابة عن عيِّنة من الأسئلة المُختارة والمضبوطة بعناية من قِبَل المعلمين والتي تمثل محتوى المواد الدراسية ولا تخرج عن سياقها.

تُعَدُّ الاختبارات التحصيلية إحدى الطرائق التربوية المُستخدمة في قياس مدى دراسة وتحصيل وفهم الطالب في المواد التي يدرسها، وتخوِّل المعلم معرفة المستوى العلمي لتلاميذه، ويُعَدُّ مفهوم الاختبار التحصيلي قديماً جداً، وتعاملت به جميع الحضارات السابقة، وقد تطوَّرت أساليب وأنواع الاختبارات بشكل كبير، وأصبحت الآن طريقة مطبقة في جميع المدارس والجامعات في شتى أنحاء العالم، ومن خلالها تبرز فروقات الذكاء والاجتهاد بين التلاميذ وتحدد المستويات والمؤهلات العلمية لهم بشكل صحيح ودقيق.

أنواع الاختبارات التحصيلية:

تنوَّعت وتطورت الاختبارات التحصيلية بعد التطور الذي لحق العلوم وطرائق التدريس، وأصبحت هذه الاختبارات هي المحدد الوحيد والدقيق لمؤهلات وذكاء ومستقبل كل طالب مدرسي أو جامعي؛ إذ إنَّ كل شخص منَّا قد مر عليه الامتحان في كل فصل من فصوله الدراسية، ونتائج اختباراتنا هي ما حددت نوعية عملنا ومستقبلنا على أقل تقدير.

تتمثل أنواع الاختبارات التحصيلية بما يأتي:

1. الاختبارات الشفهية:

وهي أقدم نوع كان، وما يزال مُتَّبعاً في العملية التعليمية والتربوية؛ إذ استُخدِمَت هذه الطريقة عند جميع الحضارات القديمة كالحضارة اليونانية الصينية والعربية، ومن قِبَل العديد من الفلاسفة والعلماء أمثال كونفوشيوس وسقراط، واستُخدِمَت أيضاً قبل انتشار الكتابة؛ إذ كان كل شيء في التدريس والحفظ يتم عن طريق التلقين الشفوي.

يُعَدُّ الاختبار الشفوي في مقدمة الاختبارات التحصيلية القديمة؛ إذ يتميز بانعدام احتمالية الطالب على الغش؛ إذ يقوم مبدؤه على قائمة من الأسئلة يحضرها المعلم ويطرحها على الطالب، وعليه أن يجيب عنها، ومن خلال إجاباته يُقيِّم المعلم ويقيس مدى استيعاب وحفظ الطالب واكتسابه للمعلومات التي درسها في مقرراته.

يتميز هذا النوع من الاختبارات بأنَّ المعلم بالإضافة إلى تقييمه للطلاب وقياس مستوى دراستهم، يستطيع مراقبة ردود أفعالهم، وثقتهم بنفسهم وبإجاباتهم والتأكُّد من سلامة حفظهم وصحة نطقهم وإلقائهم.

عيوب الاختبارات الشفهية:

  • الوقت الطويل الذي يكلِّفه إتمام الاختبار الشفهي، وخاصةً إن كان عدد الطلاب كبيراً.
  • عدم تطابق الأسئلة بين طالب وآخر؛ مما يُصعِّب تحديد الفروقات التعليمية بين الطلاب.
  • قصر المدة الزمنية المحددة للإجابة عن الأسئلة بأريحية.
  • الاختبارات التحريرية: الاختبارات التحريرية أو الاختبارات الكتابية التي تُعَدُّ من أشيع أنواع الاختبارات في كافة المراحل التعليمية، وتتألف من مجموعة أسئلة يُجاب عنها كتابياً وضمن فترة زمنية محددة، ويتميز هذا النوع من الاختبارات بأنَّه موحد على جميع الطلاب إلَّا في بعض الحالات الاستثنائية؛ إذ من الممكن أن يتألف الاختبار التحريري من نموذجين حرصاً من المعلِّم على منع حالات الغش، ويُقسَم هذا النوع من الاختبارات إلى قسمين:

2. الاختبارات المقالية:

هذا النوع من الاختبارات التحريرية يندرج تحت أسلوب الشرح والإسهاب والتوضيح؛ إذ يأتي السؤال على شكل اشرح أو وضِّح أو تحدَّث عن أو غيرها من هذا النمط.

هنا على الطالب أن يكتب بطريقة مقالية جميع المعلومات والأفكار التي تناسب السؤال المطروح، وبطريقته الخاصة، ويتميز هذا النوع من الاختبارات بالقدرة على معرفة مدى تركيز وفهم الطلاب للمعلومات، ومدى قدرتهم على الكتابة بشكل موضوعي وبأسلوبهم الخاص والمميز ويُوضِّح الفروقات بينهم.

عيوب الاختبارات المقالية:

تفتقد إلى الشمولية وتؤثر لغة الطالب وخطه وتنظيمه في موضوعية التصحيح، وتستغرق وقتاً وجهداً كبيرين في التصحيح.

3. الاختبارات الموضوعية:

هي الاختبارات التي تتكوَّن من أسئلة تكون الإجابة عنها مقتضبة ومختصرة، كأسئلة املأ الفراغات أو الصح والخطأ، أو الاختيارات المتعددة، أو أسئلة الترتيب وغيرها، ويتميز هذا النوع من الاختبارات بالدقة في الإجابة، وفيها يتميَّز الطالب الذي يركز ويحفظ المعلومات بدقة عن الطالب غير الدقيق في دراسته، وسُمِّيَت بالاختبارات الموضوعية لعدم تدخُّل النفس والمحاكمة العقلية فيها.

عيوب الاختبارات الموضوعية:

يسهل على الطلاب تخمين إجاباتهم، ويصعب إعدادها، ويسهل الغش فيها، كما أنَّ هذه الاختبارات لا تعطي الطالب حرية التعبير والإبداع، وهي مكلفة مادياً من حيث الكتابة والطباعة.

4. الاختبارات العملية:

ويعني هذا النوع من الاختبارات التطبيق العملي لما يدرسه الطالب؛ إذ يُطبِّق المُتعلِّم ما درسه من معلومات نظرية بشكل عملي على أرض الواقع، ومن خلال طريقة تطبيقه ونجاحه في الاختبار أو فشله تتم عملية تقييم وقياس مستوى الطالب ومدى فهمه واستيعابه للمادة، ونرى هذه النوعية من الاختبارات في العلوم الهندسية والصناعية والإلكترونية وغيرها من المجالات التي تتطلَّب التطبيق العملي لما يُدرَّس.

شاهد بالفيديو: كيف تطور مقدرتك على التركيز أثناء الدراسة

 

مواصفات الاختبارات التحصيلية الجيدة:

الاختبار الجيد الذي يحقق الغاية المرجوة منه في العملية التعليمية يجب أن يخضع إلى عدَّة شروط وخصائص معينة تحقق معايير جودته وهي:

1. الصدق:

والمقصود بالصدق هنا أنَّه على الاختبار أن يتضمَّن أسئلة تتعلق بالمادة المُدرَّسة ولا تخرج عما درسه الطالب في مقرراته؛ إذ إنَّ الاختبار في مادة ما يُستَخدَم لقياس مستوى الطالب في هذه المادة، وأي سؤالٍ يرد فيه من خارج هذه المادة يلغي مصداقيته، وللصدق في الاختبارات ثلاث أقسام وهي:

  1. الصدق في محتوى الاختبار: يجب كما قلنا أن تكون أسئلة الاختبار تختص بكل مادة مدروسة ولا تخرج عن سياق المقرر، وعليه يجب تحديد وتدقيق الأسئلة لمعرفة المعايير الصحيحة التي تقيسها ومدى قدرة الطالب على حلها واستيعابها.
  2. الصدق المتطابق: ويعني إجراء دراسة مقارنة على نتائج الاختبارات الحالية مع نتائج الاختبارات السابقة، وقياس وتحديد الأهداف التي حققها، ومدى استجابة الطلاب وحلِّهم لها والتفاوت الحاصل بين نتائجهم في الاختبارات التي تمت مقارنتها، وإثبات عدم التلاعب بالأسئلة وثباتها ضمن المقررات المطلوبة.
  3. الصدق التنبُّؤي: ويعني إجراء اختبار محدد للطلاب بشكل شكلي لا تُضاف نتيجته إلى معدلاتهم السنوية، لكن يُستخدم للتنبؤ بمدى استجابتهم ونتائجهم مستقبلاً، ويحتفظ بالنتائج وتتم مقارنتها مع نتائج الاختبارات القائمة مستقبلاً مع متابعة مسيرة الطلاب التعليمية؛ وذلك لتحديد إن كانت تنبؤات الاختبار هذا أفضت إلى النتائج المُتوقعة منه أم لا.

2. الثبات:

يشترط على الاختبار الجيد الثبات؛ إذ ينتج عنه نفس النتيجة إذا ما أُعيدَ الاختبار في نفس الظروف باشتراط عدم استمرار التعليم أو التدريب بين فترات الاختبار؛ أي إنَّ تقييم الطلاب ومستواهم لا يجب أن يتغيَّر إذا أُعيدَ اختبارهم مرة ثانية في نفس المقرر.

3. الموضوعية:

يشترط على الاختبار الجيد الموضوعية؛ أي عدم التعقيد والدخول مباشرةً في غرض الأسئلة المطروحة وتأمين الظروف المناسبة لإجراء الاختبار؛ إذ يجب على الطالب أن يُحيط بالتعليمات والأسئلة والهدف منها، وأن يوصل المعلِّم الغرض من اختباره بأسئلةٍ واضحةٍ منطقيةٍ تحقق الهدف من المقرر، وتأمين البيئة المناسبة لإجراء الامتحان من قاعات مُضاءَة مكيَّفة أو ذات تهوية مناسبة، وتأمين الحالة النفسية وتخفيف التوتر والقلق، وكذلك يمكن القول عن الاختبار التحصيلي إنَّه موضوعي إذا كانت نتائجه ذاتها مهما اختلف المصححون.

أهمية الاختبارات التحصيلية في عملية التعليم:

الاختبارات التحصيلية كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من العمليَّة التعليمية؛ إذ إنَّها حجر الأساس الذي تُقام عليه تقييمات الطلاب وتمييز المستويات وتنمية التنافس بينهم للوصول إلى الهدف الأسمى من التعليم؛ ألا وهو النجاح.

تبرز أهمية الاختبارات التحصيلية في عملية التعليم في:

  1. تقييم النظام التعليمي والعمل على استمرارية تطويره.
  2. تقييم المقررات الدراسية وإبراز أهدافها.
  3. قياس مدى استيعاب الطلاب وفهمهم للمقررات المدروسة.
  4. متابعة نتائج وتحصيلات الطلاب.
  5. تقييم جودة التعليم وقدرة المعلمين على الشرح والتعليم.
  6. الاختبارات التحصيلية هي الأساس في انتقال الطلاب من مرحلة تعليمية إلى أخرى أعلى بشكل مستمر.
  7. اكتشاف الفروقات الفردية بين الطلاب من حيث القدرة على الاستيعاب والفهم والحفظ والمهارة والذكاء وسرعة التعلُّم.
  8. تحديد توجهات الطلاب وطموحاتهم المستقبلية.
  9. معرفة مستويات الطلاب ونقاط ضعفهم.
  10. نتائج الطلاب في الاختبارات هي تحديدٌ لمدى قدرات الطالب ومقياس لدراسته واجتهاده.
  11. الاختبارات التحصيلية تحدد إن كانت العملية التعليمية تسير وفق منهج صحيح أو خاطئ.
  12. تحديد مستوى تحقيق المقررات الدراسية للأهداف المرجوة منها.
  13. الاختبارات التحصيلية تقيِّم الكادر التدريسي حسب نسب الاستجابة الناجحة لها من قبل الطلاب؛ إذ يقيِّم المعلم الجيد من السيئ.
  14. تحديد وتشخيص نقاط ضعف الطلاب عند رسوبهم في مقرر ما أو أكثر من مقرر، وتحديد المشكلة والعمل على حلها وتقوية الطلاب وتصحيح مسارهم.
  15. تقوية روح التنافس بين الطلاب على المراتب العليا.
  16. الاختبارات التحصيلية تتنبأ بمستوى الطلاب وأدائهم مستقبلاً.
  17. التشجيع على الدراسة وتقوية الدافع على التعلم.

في الختام:

لقد تحدثنا في هذا المقال عن الاختبارات التحصيلية وأنواعها، وتطرَّقنا إلى مواصفات الاختبارات التحصيلية الجيدة، وذكرنا أهميتها في عملية التعليم، على أمل تحقيق الفائدة المرجوة منه.

المصادر:1،2،3،4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى