Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

من هو عنترة بن شداد؟


نسب عنترة بن شداد:

“عنترة بن شداد” من قبيلة “عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر”، وهو “ابن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد”، وأمه كانت أَمَة حبشية تدعى “زبيبة”.

لقد اختلف الناس في ترتيب اسمه، فقيل: “عنترة بن شداد”، وقيل: “عنترة بن عمرو بن شداد”، وقيل: “عنتر بن شداد”، ولُقب بـ “أبي الفوارس” لفروسيته وبـ “الفلحاء” لتشقق شفتيه، وكان شاعراً  من شعراء العصر الجاهلي وفارساً مشهوراً في زمانه، وقد عشق ابنة عمه “عبلة” وألَّف لها أشعاراً غزلية رائعة.

أسرة عنترة بن شداد:

أسرة “عنترة بن شداد” هي قبيلة “بني عبس” من العرب، وهي إحدى قبائل “قحطان”، أما والد “عنترة” هو “شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي”، وهو سيد قومه ومحارب عظيم، وأم “عنترة” هي “زبيبة”، وهي أَمة حبشية كانت تخدم عم “عنترة” “مالك بن زياد”.

كان عنترة عبداً في بداية حياته، ولم يعترف به أبوه إلا بعد أن أظهر بطولة وشجاعة في الحروب، ثم تزوج “عنترة” من “عبلة بنت مالك”، وهي ابنة عمه ومحبوبته بعد معاناة طويلة، وكان “عنترة” شاعراً مشهوراً في العصر الجاهلي، وله مُعلَّقة من المُعلَّقات العشر.

حياة عنترة بن شداد:

كانت حياة “عنترة بن شداد” صاخبة بالمواقف والعناء والعشق، فهو شاعر وفارس عربي عاش في العصر الجاهلي، وهو أحد أصحاب المُعلَّقات العشر، وعشق “عنترة” ابنة عمه “عبلة”، وكانت قصة حبهما من أشهر قصص الحب في التاريخ العربي، فقد ألَّف عنترة شعراً جميلاً في الفروسية والغزل والحكمة، وامتاز بالرقة والعذوبة والبلاغة، وتوفِّي “عنترة” في “حائل” في العام 608 ميلادية، ودُفن في مقبرة “عبس”.

قصة عنترة بن شداد:

قصة “عنترة بن شداد” وعبوديته وكيف تخلص منها، وقصة حبه وكيف بدأت وكيف انتهت هي قصة شهيرة في التاريخ والأدب العربي، فقد كتب “عنترة” شعراً غزلياً في “عبلة”، واشتُهر بمُعلَّقته التي تحمل اسمها، ولكنَّ والد “عبلة” وأخاها رفضا أن يزوجاها من “عنترة” لأنَّه عبد، وطلبا منه مهوراً باهظة ومستحيلة، مثل ألف ناقة من نوق الملك النعمان، أو رأس عنترة نفسه، فسعى عنترة جاهداً لتحقيق مطالبهم، وخاض مغامرات ومخاطر كثيرة، وحصل على النوق والغنائم، وقاتل الأعداء والوحوش، وأبدع في الشعر والفروسية.

في النهاية تمكَّن من الزواج من “عبلة”، لكن بعد ستة أشهر على زواجهما لم تحمل “عبلة”، فتزوج غيرها، ويُقال حسب كتاب سيرته إنَّه تزوج من ثماني نساء أخريات، منهن “مهرية”، و”سروة”، و”هيفاء”، و”غمرة” و”مريم”، ومات “عنترة” بسهم مسموم حسب ما قيل.

شعر عنترة بن شداد:

يتميز شعر “عنترة بن شداد” بالحماسة، والغزل، والوصف، والفخر، ويعبِّر عن مشاعره العفيفة تجاه محبوبته “عبلة بنت مالك”، وعن معاناته من العبودية والازدراء بسبب سواد بشرته وأمه الحبشية، ويضم ديوان “عنترة” مجموعة من قصائده المنوعة في الأغراض الشعرية، وهو مرتَّب ترتيباً أبجدياً على حسب القوافي الشعرية.

أشهر قصيدة في ديوان “عنترة” من الشعر الجاهلي، والتي نظمها في الرد على من شتمه وعيَّره بنسبه ولونه، وفيها أظهر “عنترة” براعته في الشعر وفروسيته في الحرب وعشقه لـ “عبلة”، كما كتب “عنترة بن شداد” عدداً من القصائد الرائعة في مختلف الموضوعات، ومن أهم قصائده:

1. مُعلَّقته:

معلقة عنترة بين شداد هي قصيدة طويلة تُعَدُّ من أجمل المعلقات لعنترة بن شداد في العصر الجاهلي، وفيها يدافع “عنترة” عن نفسه وعن قبيلته وعن حبه لـ “عبلة”، ويستعرض مكانته وشجاعته وفصاحته، وينتقد الظلم والتعصب والجهل.

شاهد بالفديو: حقائق ومعلومات قد لا تعرفونها عن اللغة العربية

 

2. قصيدة لا يحمل الحقد مَن تعلو به الرتب:

وهي قصيدة تنتمي إلى الشعر الفخري، وفيها يتغنى “عنترة” بأصله ونسبه وأفعاله، ويهاجم من يحقدون عليه ويحسدونه، ويبين أنَّه لا يخاف الموت ولا يهتم بالدنيا.

3. قصيدة أنا في الحرب العوان:

وهي قصيدة تنتمي إلى الشعر الحماسي ومن أهم قصائده عن الشجاعة، وفيها يصف “عنترة” مواقفه في الحروب والمعارك، وكيف يواجه الأعداء بشجاعة وبأس، وكيف يحمي قبيلته وحماها، وكيف يستخدم سيفه ورمحه وخيله.

قصيدة أرض الشربة تربها كالعنبر: وهي قصيدة تنتمي إلى الشعر الغزلي، وفيها يعبِّر “عنترة” عن حبه العذري لـ “عبلة”، ويصف جمالها ومحاسنها، ويتمنى أن يراها ويزورها، ويشكو من بُعدها ومن عذاب الهوى.

إقرأ أيضاً: أشهر الكتاب والأدباء العرب وأهم مؤلفاتهم

خصائص شعر عنترة بن شداد:

شعر “عنترة بن شداد” هو شعر جاهلي مميز يعبِّر عن حياة الشاعر الفارس البطل الذي عاش في القرن السادس الميلادي، ويتميز شعر “عنترة” بخصائص فنية وتصويرية ولغوية عدة، منها:

  1. التفرد في وصفه واعتزازه بالصفات الذاتية لشخصيته، ومنها التباهي بفروسيته وشجاعته وحبه لـ “عبلة” ابنة عمه.
  2. الواقعية وبعده عن الخيال، فقد تفرَّد في وصف الواقع والأحداث وخَطَّ لها مشاهد وتراكيب رائعة.
  3. بث الحياة والحركة في المشاهد الجامدة وخاصةً في النسب، ويتمكن من هذا من خلال انتقاء المفردات التي مكَّنته من تحريك اللوحات الثابتة بيسر وسهولة.
  4. العناية بعناصر الصورة، وهذه ميزة يتميز بها “عنترة” عن غيره، فهو بما يملكه من قدرات يستطيع أن يصور مجريات الحياة من خلال الملاحظة المباشرة لها.
  5. العناية بالتشبيه، فقد أورد “عنترة” في أشعاره كثيراً من التشبيهات، وعدَّد في أنواعها، فتارة يكون التشبيه تمثيلاً، وتارة مفصلاً، وتارة مؤكداً، كما اعتنى بالاستعارة، والكناية، والصور الخيالية.
  6. سهولة المفردات، فقد كانت مفرداته سلسلة قليلة التعقيد أو الغرابة.
  7. احتوت الصياغة في شعر “عنترة” على جميع أدوات الصياغة المتمثلة بالألفاظ والأساليب والخيال والموسيقى، وبالحديث عن أسلوب الشاعر فهو يشابه أسلوب شعراء عصره، فكانوا يبدؤون شعرهم بالوقوف على الأطلال، ثم ينتقلون إلى وصف الطريق الذي يقطعونه، ثم يصفون الناقة، ثم يصلون إلى أغراضهم سواء أكانت مدحاً أم هجاءً أم غزلاً.
  8. كانت تأخذ ألفاظ “عنترة” في شعره سمة الموقف الذي قيلت فيه؛ بمعنى إن ذُكرت في الحرب كانت ألفاظاً قوية صلبة، وإن كانت في الغزل كانت لينة.

وفاة عنترة بن شداد:

توجد أربع روايات مختلفة عن وفاة “عنترة بن شداد” الشاعر والفارس العربي الشهير، وهي كالآتي:

  1. رواية ابن حبيب وابن الكلبي وصاحب الأغاني: تقول هذه الرواية إنَّ عنترة قُتل بسهم مسموم أطلقه عليه “وزر بن جابر النبهاني” الملقب بـ “الأسد الرهيص” في إحدى الغزوات، وإنَّ “عنترة” تحامل بالرمية حتى وصل إلى أهله وهو جريح، ونظم بعض الأبيات قبل موته.
  2. رواية أبي عمرو الشيباني: تقول هذه الرواية إنَّ “عنترة” غزا “طيئاً” مع قومه، فانهزمت “عبس”، فخرَّ “عنترة” عن فرسه، ولم يقدر من الكبر أن يعود فيركب، فدخل دغلاً؛ أي شجر كثيف ملتف، وأبصره “ربيئة طيء” فنزل إليه، وهاب أن يأخذه أسيراً، فرماه وقتله.
  3. رواية أبي عبيدة: تقول هذه الرواية إنَّ “عنترة” كان قد أسن وافتقر وعجز عن الغارات، وكان له على رجل من “غطفان” بعير، فخرج يتقاضاه، فهاجت عليه ريح شديدة في يوم صائف بين شرج وناظرة، فأصابته وقتلته.
  4. رواية القصاص الشعبي: تقول هذه الرواية إنَّ “عنترة” أحس أنَّه ميت بعد أن أصابه “الرهيص” بالسهم المسموم، وفي ذلك الوقت اتخذ خطة الليث المناضل، فبقي ممتطياً صهوة جواده، ومرتكزاً أيضاً على رمحه يلتقط أنفاسه الأخيرة، ثم أمر الجيش بأن يتراجع حتى ينجو من الأعداء، وبقي حامياً ظهر الجيش في أثناء هروبهم أمام العدو، وبقي كذلك حتى هرب الجيش وتوفي “عنترة”، وعندما طال وقوفه شك العدو في أمره، فأطلق إلى الجواد فرساً تهيجه، وفي ذلك الحين هاج الجواد فسقط الفارس على الأرض بعدما قدَّم روحه لحماية قومه.

لا يمكن التأكد من صحة هذه الروايات الأربع عن موت “عنترة بن شداد”، فقد تكون الحقيقة مختلفة عما رُوي.

إقرأ أيضاً: أهم قواعد اللغة العربية

في الختام:

يظل “عنترة بن شداد” شخصية أسطورية تتجاوز حدود الزمان والمكان، فهو ليس مجرد شاعر ومقاتل؛ بل هو رمز للشجاعة والفروسية والإصرار على تحقيق العدالة، وقد ترك تاريخه وإنجازاته بصمة عميقة في ثقافة العرب وتاريخهم، وسيظل تأثيره يستمر عبر الأجيال القادمة بوصفه مصدر إلهام وفخر للعربية والإنسانية بأسرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى