التدريس والتعلم

ترتيب التخصصات الجامعية حسب الصعوبة


قد تنتج تلك المشاعر السلبية عن الضغوطات التي تفرضها العائلة والمجتمع أحياناً على الطالب، فتجعله يشك في قدراته فلا يدرك ما الاختصاص الجامعي المناسب له، وذلك الخوف من الاختيار مبرر؛ لأنَّ التخصص الجامعي هو ما يحدد مسار الحياة المهنية غالباً، ويساهم في الحصول على الفرص المناسبة في سوق العمل ليصل بالفرد إلى الرضى الشخصي عن عمله وحياته عامةً، ويثق بنفسه وقدراته التي ساعدته على الاستقلالية والاستقرار المادي.

لأنَّ التخصص الجامعي يؤدي ذلك الدور الحاسم في حياة الطالب؛ سنقدم لك في مقالنا الحالي صورة واضحة عن أصعب التخصصات الجامعية، ونعرِّفك إلى أصعب تخصص في العالم؛ وذلك لتسطيع اختيار التخصص الجامعي الأنسب لقدراتك وطموحك وأحلامك المستقبلية.

ما هو أصعب تخصص في العالم؟

يتساءل الجميع عن أصعب تخصص جامعي في العالم، وفيما يأتي الإجابة عن ذلك:

إن تحدَّثنا عن أصعب التخصصات في العالم بالترتيب، نجد أنَّ الطب البشري يحتل المرتبة الأولى بين أصعب التخصصات الجامعية، حتى إنَّه أكثر التخصصات تعقيداً في العالم، ومن المهن الشاقة والمليئة بالتحديات؛ وذلك لتعقيد الجسم البشري وكمية المعلومات الهائلة التي يجب على طالب الطب البشري دراستها، فعلى الطالب دراسة آلاف الأمراض وعلاجاتها المختلفة.

إضافة إلى التدريب العملي المستمر والمكثف، يتطلب الطب أيضاً دقة ومهارة في العمل؛ لأنَّ العمليات الجراحية على اختلافها صعبة ولا يمكن التقليل من شأن أي منها، ولكن تختلف مستويات الصعوبة بين تخصصات الطب البشري، فبعضها يتطلب مهارة ومعرفة عميقة بالتشريح والفيزيولوجيا أكثر من غيره، مثلاً يعد تخصص جراحة الأعصاب وجراحة القلب والتخدير وطب الأطفال والأورام من أصعب التخصصات الطبية في العالم، بينما يعد طب الأسرة والطب الرياضي أيضاً من أسهل التخصصات الطبية، ولكن بشكل عام لا يوجد تخصص طبي سهل فجميعها تحتاج إلى دراسة وعمل مكثف.

ترتيب التخصصات الجامعية حسب الصعوبة:

قد يختلف الترتيب أحياناً بحسب الخبرة الفردية والقدرات والمهارات، ولكن فيما يأتي أصعب التخصصات في العالم بالترتيب برأي المختصين:

1. الطب البشري:

 أصعب تخصص دراسي في العالم كما ذكرنا سابقاً؛ وذلك بناءً على سنوات الدراسة الطويلة وضرورة التدرب والتعلُّم المستمر لمواكبة التقدم، فالتطور في الطب لا حدود له، كما أنَّها مهنة شاقة؛ لأنَّ الطبيب يواجه تحديات متنوعة ولا يمكن توقعها، فحياة المريض متعلقة بما يصدر عن الطبيب من تعليمات أو إجراءات، ويعد الطب البشري من التخصصات الجامعية التي لا يمكن الاستغناء عنها؛ لأنَّ استمرار البشرية والحفاظ على صحتها وسلامتها متعلق بشدة بالأطباء.

2. الهندسة:

ثاني أصعب تخصص في العالم بعد الطب البشري هو تخصص الهندسة، فهو علم شامل يدرس مختلف المعارف العلمية والتقنية لحل المشكلات الهندسية التي تواجه مختلف المجالات في حياتنا، ويتفرع عن هذا العلم عدة فروع وكل منها تعد تخصصات هامة جداً وصعبة في الوقت ذاته، وأهمها ما يأتي:

  • الهندسة المعمارية: التي تعد من أصعب التخصصات الجامعية؛ لأنَّ دراستها تضم دراسة الرياضيات والفيزياء والفن وغيرها من العلوم الأساسية، فتعنى الهندسة المعمارية بمجال البناء والتشييد والتصميم والترميم؛ لذلك يتطلب هذا التخصص من الطالب موهبة وإبداعاً وشغفاً في التصميم، إضافة إلى المهارات التحليلية والتقنية.
  • الهندسة المدنية: هي إحدى التخصصات الهندسية الصعبة التي تعنى بتصميم وبناء وصيانة الهياكل والطرق والجسور وما شابه ذلك؛ لذلك تحتاج إلى تركيز عميق ودقة في التصميم ومعرفة كافية بالمواد والبيئة والإحصاء.
  • الهندسة الكهربائية: تعد الهندسة الكهربائية من التخصصات المطلوبة جداً وتعتمد دراسة الهندسة الكهربائية جداً على التجريب والبحث العلمي والتطوير.
  • هندسة البترول: ويعنى هذا التخصص بدراسة كل ما يتعلق باستخراج وإنتاج الغاز الطبيعي والنفط وخصائص مختلف السوائل النفطية وعلوم الأرض والطبيعة، ويشمل ذلك تدريب عملي وجولات ميدانية لخارج البلاد أحياناً.
  • الهندسة الميكانيكية: هي التخصص الذي يدرس تصميم الآلات والمركبات والمعدات المختلفة وتطويرها، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بعلوم الفيزياء.
  • هندسة الطيران والفضاء: ويقسم هذا التخصص إلى قسم يهتم بتطوير الطائرات ليُستخدَم داخل الغلاف الجوي للأرض، وقسم آخر يهتم بتطوير المركبات الفضائية ليُستخدَم خارج الغلاف الجوي.

3. العلوم النووية:

تحتل المرتبة الثالثة من ضمن أصعب التخصصات في العالم بالترتيب، ويدرس هذا التخصص الظواهر والتطبيقات التي تتعلق بالنواة الذرية والطاقة النووية، فيعمل على تحليل الظواهر وتطبيقاتها في مختلف المجالات، ويعد من أصعب التخصصات الجامعية.

بالنسبة إلى بعض الأشخاص هو أصعب تخصص دراسي في العالم؛ لأنَّ دراسته تتضمن دراسة الفيزياء النووية المختصة بالظواهر والمواد المشعة ودراسة التكنولوجيا النووية ودراسة الطاقة النووية من حيث توليدها وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة، إضافة إلى الطب النووي الذي يدرس استخدام التقنيات النووية في تشخيص وعلاج الأمراض، وهذا التخصص مطلوب للقطاع العام والخاص؛ من أجل البحث العلمي والتطوير والاستشارات الفنية.

4. علم الحاسوب وتقنية المعلومات:

هو التخصص المعني بدراسة المفاهيم والتقنيات التي ترتبط بتصميم وتطوير البرامج والأنظمة الحاسوبية، وحل المشكلات التي تواجه الأنظمة الحاسوبية، فتضم دراسة تخصص علم الحاسوب دراسة لغات البرمجة المختلفة ودراسة مختلف المفاهيم والنظريات الأساسية للحوسبة وكيفية تصميم التطبيقات وتطويرها ودراسة حماية المعلومات والأنظمة الحاسوبية من السرقة أو التجسس.

هذا ما جعل دراسة علم الحاسوب تتطلب تميز الطالب ببعض المهارات مثل القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين، والقدرة على التعلم المستمر لمواكبة مختلف التطورات، إضافة إلى التفكير الإبداعي لحل المشكلات بطرائق متطورة وأسهل من السابق، ففي المستقبل قد يصبح خريج هذا التخصص باحثاً علمياً في مجال تطوير التقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

5. الفيزياء:

كثيراً ما يعد هذا التخصص أصعب تخصص جامعي في العالم؛ لأنَّه من العلوم الأساسية التي تدخل في كثير من العلوم والتخصصات الجامعية الأخرى، فيدرس الطبيعة وخصائصها دراسة عملية وتأثير مختلف القوى فيها بما يشمل الطاقة والحركة والديناميكا والضوء والحرارة والكهرباء والجاذبية والمغناطيسية والتفاعلات الجزيئية والأشعة الكونية والأجرام السماوية والكواكب لتوضيح العلاقة بين الزمان والمكان والطاقة والمادة.

تتطلب دراسة هذا التخصص مهارة عالية في الرياضيات والتجربة والتحليل، فيضم عدة مجالات مثل فيزياء الجسيمات، وفيزياء النانو المتعلقة بالإلكترونيات، والأجهزة وفيزياء الطاقة، وفيزياء الفلك، وأيضاً الفيزياء الطبية التي تؤدي دوراً هاماً في حياتنا، فتُستخدَم التقنيات الفيزيائية في علاج الأمراض؛ ولذلك إنَّ تخصص الفيزياء مطلوب في قطاع الصناعة ومجال التكنولوجيا ومختلف المؤسسات التي تهتم بالبحث العلمي والتطوير.

6. الكيمياء الحيوية:

هي من فروع الكيمياء الهامة جداً والمميز بصعوبتها، ويهتم هذا التخصص بدراسة التفاعلات الكيميائية ولكن فقط التي تحدث داخل الكائنات الحية، إضافة إلى دراسة الهياكل الكيميائية والوظائف للمركبات الحيوية، مثل الأحماض النووية والدهون والكربوهيدرات والبروتينات لتوضيح العلاقة بين الحياة والكيمياء.

إنَّ مجالات الكيمياء الحيوية متعددة، منها البيوكيمياء، وعلم الأحياء الجزيئي، وعلم الجينوم المتعلق بالوراثة والتطور الجيني، إضافة إلى التحليل الكيميائي الحيوي؛ لذلك خريجو الكيمياء الحيوية يمكنهم العمل في مجال صناعة الأدوية والتحليل الكيميائي والصناعة والزراعة والغذاء.

7. علم الفلك:

هو تخصص يدرس الأجرام السماوية والظواهر الفلكية المختلفة التي تحدث في الكون من نيازك وثقوب سوداء وما شابه ذلك، وبالرغم من صعوبة هذا المجال، لكنَّه من التخصصات المثيرة؛ لأنَّه يساعد على فهم الكون والأحداث المختلفة فيه، أما سبب عده من التخصصات الصعبة فهو تعلُّق هذا التخصص بعدة علوم أساسية كالفيزياء والرياضيات والكيمياء وعلم الحاسوب والجيولوجيا؛ ليتمكن الدارس من تحليل البيانات والنتائج وتطبيق النظريات.

يتميز هذا التخصص بأنَّه يحتاج إلى الصبر والتركيز والدقة، وينجح به من يمتلك شغفاً كبيراً بالتعرف إلى الكون، أما مجال العمل فيمكن العمل في مؤسسات التطوير والابتكار ومجال الصناعات الفلكية والفضائية ومراقبة النجوم والكواكب ومختلف النشاطات الفلكية، ويعد هذا العلم من العلوم المتجددة والتي تحتاج إلى تعلُّم مستمر لمواكبة التطورات والتكيُّف مع التقنيات الحديثة في هذا المجال.

في الختام:

التخصص الجامعي هو مفتاح المستقبل؛ لذلك يجب التعرف إلى كافة الاختصاصات قبل اختيار التخصص الجامعي وخاصة التخصصات الصعبة التي تحتاج إلى دراسة وتركيز وتدريب مستمر، وبحسب رأي معظم الخبراء والمختصين فإنَّ أصعب تخصص في العالم هو الطب البشري، الذي يقسم بدوره لعدة تخصصات منها تخصصات تعد أصعب تخصص دراسي في العالم كجراحة الأعصاب.

أما ثاني أصعب تخصص في العالم فهو الهندسة وخاصة الهندسة المعمارية والمدنية فهما أساس البناء والتشييد، ومن ثم تخصص العلوم النووية وعلم الحاسوب الذي يحتاج النجاح فيه إلى تعلُّم مستمر لمواكبة التطورات والتحديثات المستمرة.

أيضاً من أصعب التخصصات الجامعية نذكر تخصص الفيزياء الذي يعد أساساً لكثير من التخصصات والعلوم الأخرى، وأيضاً تخصص الكيمياء الحيوية الذي يدرس العلاقة بين الحياة والكيمياء، وكذلك علم الفلك يعد تخصصاً صعباً، ولكنَّه ممتع، ويمكن عد مختلف التخصصات الجامعية ممتعة حتى الأصعب منها في حال توفر الشغف والاهتمام والتركيز اللازم لدراستها والتميز فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى