كيف أطوِّر من نفسي بصفتي معلِّماً؟

نصائح للمعلِّم المبتدئ، كيف أطوِّر من نفسي بصفتي معلِّماً؟ هذا عنوان مقالنا اليوم، والذي يمكن أن نعدَّه مرجعاً لك بصفتك معلِّماً مبتدئاً تبحث عن يدٍّ تمسك بها لتوصلك إلى برِّ الأمان مع تلاميذك، وحتى تؤدي رسالتك بكل أمانة، وتطوِّر نفسك بما يُمليه عليك واجبك ودورك في إعداد وتعليم جيل قادر على النهوض ببلده.

ماذا يفعل المعلِّم عند بداية الدرس؟

يواجه المعلِّمون صعوبات عديدة داخل الصف، ويأتي في مقدمة هذه الصعوبات كيفية إدارة الصف، وكيفية بدء الدرس بأسلوب صحيح؛ إذ يجب عليك في بداية الدرس أن تقوم بإلقاء التحية على التلاميذ بابتسامة، ثمَّ عليك أن تسجِّل على السبورة تاريخ اليوم، بعدها يجب أن تبدأ الإثارة التي ستكون مختلفة بين درس وآخر لتضمن دخول الطلاب إلى درسك وهم مندمجون ومتفاعلون، وبعدها عليهم استنتاج عنوان الدرس من خلال التمهيد الذي قمت به، والأهم من هذا كله أن تضبط الصف، وتحافظ على هدوئه، وتجذب التلاميذ لك قبل البدء بالشرح والمناقشة.

كيف تكون أُستاذاً متمكِّناً؟

يحتاج المعلم الجديد إلى موجِّهٍ ومرشدٍ له في عمله، وخاصةً أنَّ مهنة التدريس مهنة حسَّاسة جداً، وفيما يأتي ستجد مجموعة نصائح للمعلِّمين الجدد، والتي ستساعد جداً كي تكون معلِّماً متمكِّناً:

أعدَّ نفسك جيداً لعملية التعليم فهي مهنة مثل أي مهنة أخرى، ويمكنك فعل ذلك مثلاً بحضور دروس المعلِّمين القدماء والمميزين في المدرسة قبل دخول صفك، وفي أثناء حضورك الدرس سجِّل الملاحظات حتى تستفيد منها لاحقاً.
اقرأ كثيراً من الكتب عن مهنة التعليم وعن خصائص المعلِّم المتميز.
حاوِل تحفيز نفسك دائماً بمشاهدة الأفلام؛ إذ يجب على المعلمين الجدد دخول الصف برغبة وحب.
لا تتردَّد بمشاركة المشكلات مع معلِّمين قدماء حتى يقدِّموا لك النصائح المناسبة إذا واجهتك بعض الصعوبات داخل صفك.
ضع خطوطاً حمراء منذ دخولك الصف، واجعلها قانوناً للصف وعلى الجميع الالتزام به.
تواصَل مع الأهل باستمرار.
ثقِّف نفسك، فالمعلم المثقَّف سيمتلك قدرة أكثر من غيره على إدارة الصف بطريقة أفضل، فيجب أن تطَّلِع على كتب علم النفس وعلم النفس التربوي.
واكِب التغيُّرات التي تحدث في عالم التربية والتعليم.

إلى ماذا تحتاج المعلِّمة المستجدة؟

مهما تطوَّرت الأدوات والوسائل التعليمية يبقى المعلِّم الموجه الأول للعملية التعليمية، والضابط الأساسي لسير الدرس سيراً صحيحاً، وفيما يأتي بعض النصائح التي يحتاج إليها كل معلم ومعلِّمة مستجدة:

لا يجب أن تدخل المعلمة المستجدة التي لا تمتلك أي خبرة بالمنهاج دون تحضير مسبق للدرس ولجميع الوسائل التعليمية التي ستستخدمها في الحصة الدرسية.
لا تتصرَّفي بالطريقة التي تجدين زملاءك يتصرَّفون بها، اصنعي أسلوبك الخاص، وكوني قريبة من التلاميذ.
اجذبي انتباه التلاميذ للدرس، واستخدمي الطرائق التعليمية المختلفة لتحقيق ذلك.
ابني علاقة جميلة مع الطلاب من خلال تعريفهم بنفسك والتعرُّف إلى أسمائهم ومناداتهم بها، إضافةً لإشعارهم أنَّك مهتمة بكل تفاصيلهم، فمن الهام جداً الإصغاء إليهم وفهم ما يريدون.
لا تميزي بين الطلاب وعامليهم جميعاً بالطريقة ذاتها.
لا تركِّزي فقط على المعلومات الموجودة في الكتاب المدرسي؛ بل يجب البحث أكثر لتكوني متمكِّنة من مادتك جداً.

هذه النصائح تُعدُّ من أفضل نصائح المعلِّمين المبتدئين؛ لذلك يجب التعرف إليها والالتزام بها.

ماذا يجب أن تفعل المعلِّمة قبل الحصة؟

ما يجب على المعلِّمة فعله قبل الحصة:

التأكد من إحضار جميع الوسائل التعليمية، والتأكد من سلامة هذه الوسائل والأدوات.
مراجعة الخطة التي أعدَّتها للدرس، والتأكد من تغطيتها لكافة جوانب الدرس.
تحضير الدرس جيداً، والبحث عن المعلومات خارج الكتاب المدرسي؛ أي الاعتماد على مراجع أخرى.
عدم التأخر على الدرس والدخول إلى الحصة في الوقت المناسب.

مشكلات المعلِّم المبتدئ:

توجد عدة صعوبات تواجه المعلِّم المبتدئ، وفيما يأتي سنذكر أكثر مشكلات المعلِّم المبتدئ انتشاراً:

عدم القدرة على تنظيم عمله في البداية.
عدم التكيُّف مع كادر المدرسة.
عدم القدرة على التعامل مع الفروق الفردية بطريقة صحيحة، بسبب قِلَّة الخبرة.
الخوف والقلق من عدم القدرة على إيصال معلومات المنهاج بطريقة صحيحة.
عدم القدرة على ضبط الصف وجذب انتباه التلاميذ له.
عدم تنظيم الدرس وحدوث الفوضى في أثناء الشرح.
مشكلات إدارية بسبب حداثة عهده في المدرسة، وعدم معرفته بطبيعة النظام المعتمد فيها.
مشكلات باختيار أساليب وطرائق التدريس المناسبة، وهذا ما سيصبح أسهل مع مرور الوقت.

من الجدير بالذكر أنَّ المشكلات السابقة هي عيِّنة فقط من كثير من المشكلات التي قد يتعرَّض لها المعلِّم المبتدئ في بداية مشواره المهني.

توصيات ومقترحات للمعلِّم:

يخاف معظم المعلِّمين المبتدئين الدخول إلى الصف، وتتملَّكهم الهواجس عن سنتهم التعليمية الأولى، ويفكِّرون كثيراً بطريقة للحصول على نصائح للمعلِّمين المبتدئين، ولأنَّنا ندرك تماماً حجم القلق الذي يسيطر عليك، إليك فيما يأتي توصيات ومقترحات للمعلِّم، ستساعدك وتكون مُلهمة لك لتجاوز المراحل الصعبة في رحلتك:

تواصَل مع التلاميذ واكسر حاجز الجليد بينك وبينهم، أشعرهم باهتمامك، وأنَّك هنا من أجلهم، تعرَّف إلى أسمائهم وعرِّفهم إلى نفسك؛ إذ يجب أن تُبنى العلاقة بينك وبين تلاميذك بطريقة صحيحة بعيدة عن الترهيب والتخويف، وعليك أن تشعرهم أنَّك مصدر أمان بالنسبة إليهم.
كن حازماً معهم، لكن بنفس الوقت لا تكن قاسياً، اجعل القانون حكمك وحكم تلاميذك، علِّم التلميذ أن يخاف تجاوز القانون لا أن يخافك أنت، فالعقوبة أو التوجيه الذي يناله ليس أمراً شخصياً؛ بل يحدث بسبب مخالفته لقواعد الصف أو المكان الذي يوجد فيه.
لا تدخل الصف دون تحضير مادتك جيداً، كن قادراً على استيعاب أي سؤال من تلاميذك، أفسِح لهم مجالاً للتفكير والإبداع، لا تطلب منهم تكرار ما تقوله كالببغاوات؛ بل علِّمهم كيف يفكِّرون بطريقة صحيحة وبطريقة مبتكرة.
ابذل جهدك ليكون تلميذك إنساناً صالحاً فكل تلميذ هو مشروع إنسان في المستقبل؛ لذا ازرع بذرة الخير داخله من خلال تصرفاتك، فمثلاً إذا أردت أن يحافظ على نظافة المدرسة، شاركه بتجميع الأوراق المرمية على الأرض، سيشعر بذلك أنَّك قريب منه جداً، وستزيد ثقته بك، وستصبح قدوة له، يقلِّدك في كل تصرفاتك وأفعالك.
حاول ابتداع طرائق لاستغلال الطاقة الكبيرة الموجودة لدى التلاميذ، لا تحاول كبتها، فذلك لن يفيدك؛ بل سيرهقك دون فائدة، فحاول توجيه هذه الطاقة بما يفيدهم وينفعهم، مثلاً إذا كان لديك في الصف تلميذ يضرب زملاءه دائماً ويتباهى بقوته الجسدية، فاستغل نقطة القوة التي يمتلكها، فبدلاً من التركيز دائماً على سلوكه السلبي، حاول إشراكه بأعمال تحتاج إلى قوة عضلية، وعزِّز هذه القوة، كأن تطلب منه مساعدة مثلاً لتعديل مكان مقعد، أو لرفع الطاولة، اجعله يعرف أنَّ قوته هذه إن استخدمها بطريقة صحيحة سينال المديح بدلاً من العقوبة.
لا تكن جامداً في الصف؛ بل كن مرناً وقادراً على استيعاب الاختلافات والفروق الفردية بين التلاميذ، تقبَّل مشاركات التلاميذ وإجاباتهم، وابحث دائماً عمَّا يشجِّعهم ليحسِّنوا من أنفسهم، ونوِّع من الأنشطة التي تستخدمها، لتبعد عنهم الملل، ولتكتشف نقاط القوة عند كل تلميذ.
لا تتعامل مع تلاميذك على أنَّهم أعداد، فكل تلميذ منهم له قصته وحياته ومشكلاته، وعليك أن تدرك ذلك جيداً حتى لا تبالغ في القسوة تجاههم.
ركِّز على تنمية العمل الجماعي؛ لأنَّ العالم كله الآن يسير في هذا الاتجاه.
كن واثقاً من نفسك عندما تدخل الصف، وافرض شخصيتك على التلاميذ بطريقة محبَّبة، كأن تدخل بابتسامة حتى يحبوك ويحترموك.
استخدم أسلوب المدح والتعزيز، بدلاً من الصراخ والتهديد.

شاهد بالفديو: 8 صفات يتميّز بها المُعلم الناجح