التدريس والتعلم

التعليم التقليدي والتعليم عن بُعد: إيجابيات وسلبيات


ما هو التعليم التقليدي وما هي إيجابياته وسلبياته؟

“التعليم التقليدي أو التعليم الحُضوري”: هو نمط التعليم الموجود قبل ثورة التكنولوجيا والإنترنت، والقائم على التفاعل الحقيقي واليومي بين الطالب والمعلم، ويكون وجهاً لوجه داخل الغرفة الصفية؛ إذ يكون المُعلم هو المصدر الرئيس للمعلومة، ويستخدم التعليم التقليدي الوسائل التعليمية القديمة “الكتاب، السبورة، الأقلام” دون استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة.

إيجابيات التعليم التقليدي:

تتمثل إيجابيات التعليم التقليدي فيما يأتي:

1. التنظيم:

يتمتع التعليم التقليدي بالتنظيم والتخطيط لكل شيء؛ من المنهج الدراسي إلى الأنشطة إلى توزيع الطلاب إلى الجدول الزمني اليومي على مدار العام الدراسي.

2. الالتزام:

يفرض التعليم التقليدي نوعاً من الالتزام على الطالب من ناحية الحضور في موعد محدد والمغادرة في وقت محدد، وأوقات محددة للاستراحة، وأيام محددة للعطل والإجازات.

3. التفاعل:

يُتيح التعليم التقليدي جواً من التفاعل الحقيقي بين الطلاب مع بعضهم بعضاً ومع معلميهم؛ مما يجعل عملية التعليم ممتعة وغير مملة.

4. مهارات التواصل الاجتماعي:

يكتسب الطالب في التعليم التقليدي مهارات التواصل الاجتماعي؛ وذلك نتيجة تفاعله مع أقرانه، ويتعلم تقبُّل الاختلاف مع الآخر واحترام وجهة نظره.

5. النشاطات الخارجية:

يتضمن التعليم التقليدي ممارسة نشاطات خارجية؛ مثل الحملات التطوعية وغرس الأشجار وزيارة الأماكن الأثرية وغيرها من النشاطات التي تقدم الفائدة والمتعة للطالب.

6. البيئات الفقيرة:

يتناسب التعليم التقليدي مع البيئات الفقيرة التي لا يوجد فيها التيار الكهربائي، أو لا تتوفر فيها البنية التحتية اللازمة للتكنولوجيا والإنترنت وأجهزة الحاسوب.

7. درجة الاعتراف:

تتمتع الشهادة الحاصل عليها الطالب من التعليم التقليدي بدرجة اعتراف قطعية من قِبل أيَّة مؤسسة علمية أو مهنية في كل أنحاء العالم.

سلبيات التعليم التقليدي:

تتمثل سلبيات التعليم التقليدي في أنَّه:

1. مُكلف:

من سلبيات التعليم التقليدي أنَّه أكثر كلفة من التعليم عن بُعد؛ وذلك بسبب مصاريفه المتمثلة في أجور الطريق من وإلى المدرسة أو الجامعة، والسكن والطعام والكتب والأوراق، بالإضافة إلى المصاريف اليومية الروتينية.

2. غير مرن:

لا يتمتع التعليم التقليدي بالمرونة؛ فهو عبارة عن نظام دوام صارم بأوقات ومواعيد محددة لا يمكن تغييرها أو التأخُّر عنها، ويكون في مكان محدد يُلزَم الطلاب والمعلمون الحضور فيه يومياً.

3. إهمال البحث:

يقوم التعليم التقليدي على أسلوب التلقين وإهمال تعليم الطالب البحث عن المعلومة؛ مما يجعله يأخذ دوراً سلبياً يقتصر على تلقِّي المعلومة جاهزة من المعلم، دون أن يبذل أي جهد في البحث أو ممارسة التفكير النقدي المبدع.

4. العدد الكبير:

يُعاني التعليم التقليدي في بعض الحالات من وجود عدد كبير من الطلاب في الصف الدراسي الواحد؛ مما ينتج عنه الكثير من السلبيات؛ مثل إهمال المعلم للفروقات الفردية بين الطلاب، وعدم إتاحة الفرصة للطالب للاستفسار عن معلومة لم يفهمها، وكثرة الضجة والفوضى في الصف.

ما هو التعليم عن بُعد وما هي إيجابياته وسلبياته؟

“التعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني”: هو نظام تعليمي قائم على استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الإلكتروني، كما أنَّه قائم على الفصل المادي بين المُعلم والطلاب؛ إذ يتم فيه التواصل بين المعلم والطلاب وحضور الدروس عبر الإنترنت، ولا توجد حاجة إلى حضورهم في نفس المكان؛ وإنَّما يُجمَعون في غرفة افتراضية على شبكة الإنترنت، ولا يكون المعلم في “التعليم عن بُعد” هو المصدر الوحيد للمعلومة؛ بل يمكن أن يحصل عليها الطالب من أكثر من مصدر؛ مثل المواقع الإلكترونية والمنصات التعليمية والمجلات العلمية.

إيجابيات التعليم عن بُعد:

تتمثل إيجابيات التعليم عن بُعد في:

1. المرونة في التعليم:

من أبرز إيجابيات “التعليم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني” هي المرونة التي يُوفِّرها، فالطالب حر في اختيار الوقت والمكان الذي يناسبه، والبرنامج الذي يتناسب مع ظروفه الصحية أو العائلية أو المهنية، واختيار الدوام الجزئي أو الكلي، بالإضافة إلى توفُّر المادة العلمية طوال الوقت؛ إذ يُمكن حضور فيديوهات الدرس أو المحاضرة وإعادتها كلما احتاج الطالب إلى ذلك ومراسلة المعلم عند الحاجة، وكل ذلك دون أن يحتاج إلى مغادرة منزله أو مكتبه.

2. توفير الوقت والجهد:

يُساهم “التعليم عن بُعد” في توفير وقت وجهد كل من الطالب والمعلم، فقد أراحهما من عبء الحضور إلى مكان وموعد المحاضرة أو الدرس المحدد، والمعاناة من الموصلات وأزمات السير.

3. توفير المال:

يُوفِّر “التعليم عن بُعد” الكثير من المصاريف على الطالب؛ مثل مصاريف المواصلات وأجور السكن شراء الكتب والأوراق وغيرها من متطلبات الحضور، وفي حال الدراسة في مدارس أو جامعات أجنبية؛ تُوفَّر نفقات التأشيرة أو جواز السفر، فكل ما يحتاج إليه هو جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت.

4. المزيد من الفرص:

يُوفر “التعليم عن بُعد” المزيد من الفرص أمام الطالب؛ إذ يكون في إمكانه الدراسة عن بُعد في مختلف الجامعات حول العالم بمختلف المجالات، دون أن يضطر إلى السفر والحضور الجسدي فيها.

5. مهارات تكنولوجية:

يكتسب الطالب في “التعليم عن بُعد” المزيد من المهارات التكنولوجية؛ مثل البحث عبر الإنترنت واستخدام البريد الإلكتروني والنشر على المواقع والمدونات واستخدام برامج الكمبيوتر المختلفة (Word, PowerPoint) وعمل الفيديوهات، وتتمثل أهمية الأمر فيما نُشر في تقرير أمريكي عام 2018: “في أنَّ ثلثي الوظائف المتاحة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010 كانت تشترط امتلاك الشخص مهارات تكنولوجية، وكان ذلك من أصل 13 مليون وظيفة”.

6. حل مشكلة كثرة الطلاب:

يحل “التعليم عن بُعد” مشكلة كثافة وكثرة الطلاب في الصف الواحد، والتي تؤثر في جودة العملية التعليمية؛ إذ يحضر الطالب درسه وحده في جوٍّ من الخصوصية، دون التشويش أو التشتت الذي يحدث عادةً في صفوف التعليم التقليدي.

شاهد بالفديو: ما هي إيجابيات التعليم عن بعد للأطفال؟

 

سلبيات التعليم عن بُعد:

تتمثل سلبيات التعليم عن بُعد في:

1. نقص التفاعل الاجتماعي:

يجمع التعليم التقليدي الطلاب من أماكن مختلفة في مكان واحد؛ مما يُتيح لهم التفاعل فيما بينهم وتبادل الخبرات الشخصية، أما في “التعليم عن بُعد”، فلا يوجد تفاعل حقيقي بين الطلاب مع بعضهم أو مع المعلمين؛ وإنَّما يكون التفاعل عبر لوحات المناقشة الإلكترونية أو عبر البريد الإلكتروني أو غرف الدردشة؛ أي يكون تفاعلاً بارداً؛ مما قد يؤدي إلى نقص مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطالب.

2. التشكيك في مصداقية التعليم:

ما يزال يوجد الكثيرون من الأشخاص الذين يُشككون في مصداقية وجدية “التعليم عن بُعد”.

3. مشكلات في الإنترنت:

يعتمد “التعليم عن بُعد” على جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت، وقد تحدث الكثير من المشكلات والأعطال في هاتين الوسيلتين.

4. الملل وفقدان التحفيز:

قد يُصاب الطالب في “التعليم عن بُعد” بنوع من الملل والروتين؛ وذلك بسبب غياب التفاعل مع زملائه وأجواء المرح والتسلية التي تكون في الصف، والتنافس والتحديات التي تحصل بينهم.

5. عدم إفادته كل التخصصات:

لا يتناسب “التعليم عن بُعد” مع بعض التخصصات التي تحتاج إلى التطبيق العملي واستخدام معدات أو أدوات؛ مثل الهندسة والطب والصيدلة أو الفنون.

6. درجة الموثوقية:

يحتاج الطالب في “التعليم عن بُعد” إلى الحذر والتأكُّد من وجود إثبات على موثوقية المدرسة أو الجامعة الإلكترونية؛ إذ تنتشر الكثير من الجامعات والمراكز الوهمية التي يقع الطلاب ضحية احتيال لها.

في الختام:

إلى الآن لا يُمكن حسم القضية لمصلحة التعليم التقليدي أو التعليم عن بُعد، فلكلٍّ إيجابياته وسلبياته، ولا يُمكن القول إنَّ أحدهما أفضل من الآخر، فكلاهما ضروري، ولا يُمكن إلغاء أحدهما على حساب الآخر؛ إذ تبقى للتعليم التقليدي أهميته، خاصة للأطفال الذين يحتاجون إلى التفاعل الحقيقي مع المعلم وتعلُّم الانضباط والالتزام.

يبقى “التعليم عن بُعد” مفيداً للطلاب الكبار ممن يريدون الحصول على شهادات من جامعات عالمية ولا يمكنهم السفر إليها أو يرتبطون بأعمال والتزامات، وهو الخيار الأفضل في أوقات الأزمات والأوبئة “كما وجدنا في جائحة كورونا”، كما يبقى الطريقة الأمثل للتعلم مدى الحياة.

لكن في الختام يمكن القول إنَّ أسلوب التعليم الأفضل حسب ما تؤكده أغلب الدراسات والأبحاث هو “التعليم المُدمج” الذي يجمع بين التعليم التقليدي والتعليم عن بُعد أو الإلكتروني، كونه يُتيح التعلم الذاتي والتواصل بين الطالب والمعلم عن طريق الإنترنت والمنصات التعليمية لإيصال الدروس وعرضها، وبين الحضور إلى غرفة الصف والاجتماع الحقيقي بين الطالب والمعلم لمناقشته وتقييمه وجهاً لوجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى