التدريس والتعلم

5 نصائح لمنع الطلاب من الغش في الواجبات المنزلية


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “كابتن أوسم” (Captain Awesome)، والذي يقدِّم فيه 5 نصائح لمنع الطلاب من الغش ونسخ واجباتهم المنزلية من بعضهم بعضاً.

لذا؛ قرَّرتُ في هذه السنة أن أمنعهم من الغش من خلال عملية تتألَّف من 5 خطوات، سأقدِّمها على صورة نصائح، وقد ساعدتني كثيراً على الحدِّ من نسخ الطلاب واجبات بعضهم بعضاً، وهي:

1. تحقق من نوع الواجبات المنزلية التي تفرضها على الطلاب:

يجدر بك في البداية التحقُّق من نوع الواجب المنزلي الذي تطلب من طلابك إنجازه، فإذا كنت تستخدم أسلوب أوراق العمل كثيراً، فقد تجد أنَّ هذا الأسلوب أفضل بكثير للأنشطة داخل الفصل؛ لذا استخدم أسلوب الكتابة الحرَّة والأجوبة الفردية الإنشائية في الواجبات المنزلية.

حتى لو كنت مدرس رياضيات، اطلب من التلاميذ كتابة الطريقة التي استخدموها لحل المسائل، فهذه الطريقة فعَّالة جداً، تماماً مثل الواجب الذي تطلب منهم فيه أن يكتبوا المشكلات التي يواجهونها وتقديم أمثلة عن الموضوع الذي تعلَّموه؛ إذ يصعب على الطالب نسخ واجب زميله الذي تطلَّب منه جهداً وإبداع.

2. قلِّل من كمية الواجبات المنزلية:

كلما طلبت من الطلاب واجبات أكثر، احتجت إلى مزيد من الوقت لوضع الدرجات، وقد دفعني هذا الأمر إلى التفكير بحجم الواجبات المنزلية التي طلبتها منهم، ففي البداية شعرت أنَّني مرتبك، ووجدت نفسي أفكِّر في طلابي، فطالما أنَّ كمية الواجبات الكبيرة جعلتني أشعر بالارتباك، فلا بدَّ أنَّهم شعروا بذلك أيضاً، فإنَّ العبء الزائد من الواجبات المنزلية يدفع الطلاب إلى نسخ واجباتهم؛ لذلك قلَّلت من كمية الواجبات التي أطلبها منهم مع بداية العام الدراسي، فإذا لم يكن تصحيح الواجب يستحق وقتك، فإنَّه لا يستحق وقت طلابك أيضاً.

3. اشرح سبب تقليل كمية الواجبات المنزلية:

بعد أن تبدأ بتقليل كمية الواجبات التي تطلبها من الطلاب، يجب عليك أن تشرح لهم السبب في هذا التغيير، وهو لأنَّك لا تريد تضييع وقتهم، ما يعني أنَّك تطلب منهم ما هو هام فقط؛ ولذلك يجب عليهم فعله وحدهم دون غش، فهذه الحجة مقنعة جداً للطلاب وتدفعهم إلى العمل بنزاهة.

4. امنح طلابك مزيداً من الوقت لإنجاز الواجبات:

ربما يجب أن تساعد طلابك قليلاً عندما يتعلَّق الأمر بالواجبات المنزلية، فما يزال يتعلَّم طلابي من المرحلة الإعدادية كيف ينظِّمون وقتهم، وما يزالون يرتكبون أحياناً بعض الأخطاء؛ لذا أعطيت لكل طالب فترة تمديد لمدة يوم واحد يمكن الاستفادة منها ثلاث مرات خلال العام الدراسي؛ وذلك كي يتجنَّبوا عقوبة التأخُّر في تسليم الواجب المنزلي؛ لكن ثمَّة بعض المهام التي لا يمكن فيها استخدام فترة التمديد هذه؛ مثل المسودات الأولية التي تحتاج إلى تحرير، والمشاريع الجماعية.

لقد خفَّف هذا من توتر الطلاب، وأرسى ثقافة من الاحترام والمسؤولية شجَّعت الطلاب على التخطيط مسبقاً، فقد يحتجُّ أحد المعلمين بالقول إنَّه لن يُمنَح الطلاب أبداً فترات تمديد عندما يدخلون سوق العمل؛ لذلك لا يجب منحهم إياها، لكن ربما يجب أن يتذكَّر هؤلاء المعلمون أنَّه لا يوجد معلِّم لم يضطر إلى التأخر في تسليم الدرجات بعد الموعد المحدد.

شاهد بالفديو: كيف تطور مقدرتك على التركيز أثناء الدراسة

 

5. افرض عقوبات صارمة تدريجية في حالة الغش:

قد تقلِّل النصائح السابقة من احتمالية نسخ الطلاب لواجبات بعضهم بعضاً، لكنَّ بعض الطلاب قد يُقدِمون على ذلك على أيَّة حال، وهنا لا بدَّ من تنفيذ هذا الإجراء، وهو أن تقرأ وتُصحِّح كل واجب من الواجبات التي قدَّمها الطلاب دفعة واحدة، كي تتمكَّن من ملاحظة وجود جملة أو كلمة فريدة مكرَّرة، ومن ثمَّ راجع جميع الواجبات حتى تعثر على الواجب الذي نُسخت منه.

من الضروري أن تعرف عندما يغش الطلاب، وأن يكون عقابك مُنصفاً وحازماً، فلديَّ شخصياً آلية عقوبات متدرجة من حيث الشدة؛ فإذا كان الغش لأول مرة، فأوزِّع العلامة بالتساوي على الطالبين الذين شاركا في الغش، مثلاً إذا كانت درجة ورقة الواجب 90 درجة، يُعطى كل طالب 45 درجة، وإذا تكرَّر الغش للمرة الثانية، يأخذ كلا الطالبين علامة الصفر في الواجب، بالإضافة إلى حرمانهم من استراحة الغداء في مطعم المدرسة، وبدلاً من ذلك يتناولون الغداء في الفصل.

وإذا أعاد الطالب الغش للمرة الثالثة، أتَّصلُ بولي أمره، بالإضافة إلى حصوله على علامة صفر في الواجب، وعقوبة الاحتجاز بعد انتهاء دوام المدرسة.

لا يتجرَّأ أي طالب على الغش ثلاث مرات، لكن يجب أن يتأكَّدوا أنَّك توثق عمليات الغش وتتابعها؛ لذا اجعلهم يعرفون أنَّك تسجِّل أسماء الطلاب الذين قاموا بالغش، حتى يدركوا أنَّك على اطلاع بعدد محاولات الغش، فهذا نوع من الردع النفسي، وهو فعَّال جداً.

إنَّ طلابي لم يتفوقوا في الاختبارات لأنَّهم واظبوا على حل الواجبات المنزلية طيلة العام، لكن ما حدث أنَّ درجاتهم في الواجبات الكتابية كانت عالية جداً، ومن المؤكّد أنَّه لم تَفُتْهُم أي تجربة تعليمية قيِّمة نتيجة لاستبدالي أسلوب أوراق العمل بأسلوب الكتابة الحرة من أجل الواجبات المنزلية، ففي النهاية طالما أنَّني أقدِّم لهم أوراق عمل من أجل الواجبات المنزلية، فلن يتردَّدوا في النسخ عن بعضهم بعضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى