التدريس والتعلم

هل يمكن دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف؟


هل يمكن دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف عن التخصُّص الأساسي؟ أو هل أستطيع أن أدرس ماجستير في غير تخصُّصي؟ أو هل أستطيع أن أدرس ماجستير في تخصُّصي؟ ومهما اختلفت كلمات السؤال فإنَّ الإجابة واحدة: نعم.

تُعدُّ دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف عن التخصُّص الأساسي تجربة تحمل مغامرة كبيرة؛ إذ يمتزج فيها الاكتشاف والتطور الشخصي، فقد يكون هذا الخيار الجديد بوابة لاستكشاف آفاق جديدة وتحقيق طموحات أكاديمية ومهنية جديدة تختلف تماماً عن المجال الذي تعمقت فيه في أثناء دراستك الجامعية الأولية، فإذا شعرت بأنَّ لديك اهتمامات جديدة أو رغبة في اكتشاف تخصُّص مختلف ينسجم مع رغباتك وما ترغب في تعلمه، فسنوضح في هذا المقال فكرة دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف، ونناقش إمكانية تحقيقها والفوائد المحتملة التي يمكن أن تجلبها، إضافة إلى تحديد التحديات التي قد تواجه الطلاب في هذا المجال وكيفية التغلب عليها.

هل يمكن دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف؟

نعم، يمكن دراسة الماجستير في تخصُّص غير تخصُّصك الأساسي، وتتيح جامعات ومؤسسات تعليمية عديدة فرصة للطلاب لاختيار تخصُّص مختلف في دراسة الماجستير، وهذا بالطبع يتيح للطلاب فرصة استكشاف مجال جديد وتوسيع آفاقهم الأكاديمية والمهنية.

عند اتخاذك لقرار دراسة الماجستير في تخصُّص غير تخصُّصك الأساسي، فإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على اتخاذ القرار وتحقيق نجاحك في هذا المجال:

  • ابحث بحثاً شاملاً عن تخصُّصات مختلفة واستكشفها، ولا سيما التي تهمك وتميل إليها، واقرأ قراءة مُعمَّقة عنها، واستكشف المقررات الدراسية ومتطلبات برامج الماجستير في هذه التخصُّصات، فهذا سيساعدك على تحديد التخصُّص الذي يلبي اهتماماتك وأهدافك الأكاديمية والمهنية.
  • تحقَّق من الجامعات والمؤسسات التعليمية التي تقدم برامج الماجستير في التخصُّص الذي ترغب في دراسته، وقارن بين البرامج المختلفة فيما يتعلق بالمناهج والمدة والتوجهات المهنية وفرص التمويل المتاحة.
  • قيِّم مدى معرفتك وخبرتك الحالية في التخصُّص الجديد الذي ترغب في دراسته، وانظر فيما إذا احتجت إلى دورات تعليمية لإكمال متطلبات الالتحاق به.
  • تواصل مع المستشارين الأكاديميين في الجامعات أو الكليات التي تهمك، واستفسر منهم بشأن إمكانية قبولك في برامج الماجستير في تخصُّص مختلف عن اختصاصك الأول، وعن الإجراءات المطلوبة والمتطلبات الإضافية التي يمكن أن تحتاج إليها.
  • ادرس مستقبل التخصُّص المختلف الذي اخترته والفرص المهنية التي يمكن أن تتاح لك بعد الحصول على درجة الماجستير في التخصُّص الجديد، وهل يوجد طلب قوي على خريجي هذا التخصُّص؟ هل يمكن أن تكون لديك ميزة تنافسية في سوق العمل؟ وهل يمكن أن تحقِّق مكاسب مادية أكبر جراء دخولك هذا التخصُّص الجديد؟ 

شاهد بالفديو: أهم النصائح لاختيار التخصص الجامعي

 

 

الجامعات العربية التي تتيح فرصة دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف:

معظم الطلاب يطرحون السؤال الآتي: (هل يمكنني أن أدرس ماجستير في غير تخصُّصي؟)، والإجابة بالطبع نعم؛ إذ توجد جامعات عديدة في الوطن العربي تسمح للطلاب بدراسة الماجستير في تخصُّص مختلف عن تخصُّصهم الجامعي السابق، ومن الجامعات الشهيرة في المنطقة التي توفِّر هذه الفرصة هي الجامعات الآتية:

  • جامعة القاهرة – مصر.
  • جامعة الأزهر- مصر.
  • جامعة عين شمس – مصر.
  • جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – السعودية.
  • جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن – السعودية.
  • جامعة الملك عبد العزيز – السعودية.
  • جامعة الملك سعود – السعودية.
  • جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية – السعودية.
  • جامعة الملك خالد – السعودية.
  • جامعة الجزائر – الجزائر.
  • جامعة اليرموك – الأردن.
  • جامعة البلقاء التطبيقية – الأردن.
  • جامعة القدس المفتوحة – فلسطين.
  • جامعة تونس – تونس.
  • جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية – السودان.

التحولات الوظيفية والشخصية لدراسة الماجستير في تخصُّص مختلف:

إنَّ اتخاذك لقرار دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف عن تخصُّصك الأساسي يمكن أن يحقِّق تحولات هامة على الصعيدين الوظيفي والشخصي، وفيما يأتي أبرزها:

1. امتلاك خبرة كبيرة:

ستكتسب بدراسة الماجستير في تخصُّص مختلف، معرفة وخبرة جديدة تتعلق بتلك التخصُّصات، وستتعلم مفاهيم وأساليب وأدوات جديدة، وهذا يوسِّع دائرة معرفتك ويزيد من قدرتك على التفكير.

2. الحصول على فرص مهنية جديدة:

يمنحك الحصول على درجة الماجستير في تخصُّص مختلف فرصاً مهنية جديدة ومتنوعة.

3. النمو الشخصي:

يمثِّل الانتقال إلى تخصُّص جديد مختلف تحدياً شخصياً، وستحتاج للتكيف مع بيئة جديدة إلى معلومات جديدة، وهذا يساعدك على توسيع آفاقك والنمو الشخصي.

4. الاعتماد على الذات وزيادة الثقة بالنفس:

ستدرك بتحقيق هذا الإنجاز العلمي أنَّك قادر على التعلم والتأقلم في أي تخصُّص ترغب فيه.

5. بناء شبكة علاقات اجتماعية وعملية جيدة:

ستتعرف إلى أشخاص جدد من خلال دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف، وقد تكون لديك فرصة للتواصل والتعاون مع أساتذة وطلاب آخرين من تخصُّصات مختلفة، وهذا يساعدك على بناء شبكة علاقات احترافية قوية.

التحديات التي تواجه الطالب عند دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف:

عندما يقرر الطالب دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف عن تخصُّصه الأول، قد يواجه بعض التحديات، فمع أنَّ الفرص متاحة والفوائد عديدة لهذه الخطوة، فإنَّك قد تواجه بعض التحديات التي يجب أن يكون الطالب على دراية بها، ويجد السبل الكفيلة لمواجهتها وتحقيق ما يطمح إليه، ومن هذه التحديات:

  • نقص في المعرفة الأساسية في المجال الجديد الذي يرغب في دراسته، وهذا يتطلب منه جهداً إضافياً للتعلم وملء الفجوة المعرفية الحاصلة.
  • قد تكون المهارات والخبرات التي اكتسبها الطالب في تخصُّصه الأولي غير متوافقة تماماً مع تخصُّصه الجديد، وقد يحتاج الطالب إلى تكييف مهاراته وخبراته وتطويرها لتناسب المجال الجديد.
  • زيادة العبء الدراسي؛ إذيحتاج إلى إجراء دراسة وبحث مكثفَين في المجال الجديد.
  • التأثير في مسار الحياة الشخصية ولا سيما عند الانتقال إلى مكان جديد لاستكمال الدراسة في تخصُّص الماجستير المختلف.
  • صعوبة في إيجاد فرص عمل قد يكون السوق التشغيلي متنافساً في هذا التخصُّص الجديد.

أمثلة عن أشخاص نجحوا في دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف:

1. باراك أوباما:

حاصل على درجة الماجستير في القانون من جامعة هارفارد، ومع أنَّ تخصُّصه الجامعي الأولي كان في العلوم السياسية، فإنَّه قرَّر متابعة تخصُّص مختلف في مجال القانون.

2. إيلون ماسك:

حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال على الرَّغم من أنَّ تخصُّصه الأول هو الفيزياء.

3. ماري كوري:

ماري كوري عالمة فيزياء بولندية وحاصلة على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء، وتخصَّصت في الفيزياء وحصلت على درجة الماجستير في هذا المجال، ثم تابعت دراسة الماجستير في الكيمياء.

4. أرنستو تشي غيفارا:

الطبيب والثائر الأرجنتيني الشهير، درس تشي غيفارا الطب في جامعة بوينس آيرس؛ لكنَّه بعد تخرجه قرر متابعة تخصُّص ماجستير في العلوم السياسية ودراسة الاقتصاد في جامعة تشيلي.

التخصُّصات التي يمكن للطالب فيها دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف عن تخصُّصه الأول

يمكن للطالب دراسة الماجستير في تخصُّصات مختلفة بصرف النظر عن تخصُّصه الأولي؛ إذ يعتمد ذلك على قبول الجامعة ومتطلبات برنامج الماجستير، وفيما يأتي بعض التخصُّصات التي يمكن للطالب دراسة ماجستير فيها بصرف النظر عن تخصُّصه الأول:

1. إدارة الأعمال MBA:

تخصُّص إدارة الأعمال من التخصُّصات المفتوحة للطلاب من الخلفيات الأكاديمية المختلفة. 

شاهد بالفديو: 8 وظائف يمكنك الحصول عليها بشهادة إدارة الأعمال ومهاراتها المطلوبة

 

2. ماجستير في علوم البيانات:

يمكن للطلاب من خلفيات مختلفة دراسة ماجستير في علوم البيانات؛ إذ يشمل هذا التخصُّص مجالات متنوعة مثل تطوير البرمجيات والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وأمن المعلومات وغيرها.

3. التسويق الرقمي:

يتعلق هذا التخصُّص بتسويق المنتجات والخدمات عبر الوسائط الرقمية، ومن ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق عبر البريد الإلكتروني والإعلانات عبر الإنترنت.

4. إدارة المشاريع:

يتعلق هذا التخصُّص بتخطيط المشاريع وتنظيمها وإدارتها بكفاءة، ومن ذلك تحديد الموارد وجدولة المهام وإدارة المخاطر.

في الختام

إنَّ دراسة الماجستير في تخصُّص مختلف عن تخصُّص الطالب الأول يمكن أن تكون تحدياً مُثيراً وفرصة قَيِّمة للنمو الشخصي والمهني، وهذه الخطوة الجريئة تفتح أفقاً جديداً للمعرفة والتحديات والفرص، ومع التحديات التي قد يواجهها الطالب في تكييفه مع التخصُّص الجديد وتعلم المفاهيم والمهارات الجديدة، فإنَّه بالتفاني والالتزام والاستفادة من الموارد المتاحة يمكن له تجاوز هذه التحديات وتحقيق النجاح.

إذا كان لديك الشغف والاهتمام بتخصُّص ماجستير مختلف عن تخصُّصك الأول، فلا تتردد في استكشاف هذه الفرصة والتحدي المُثير، وأجرِ البحوث اللازمة واستشرِ المشورة المناسبة، وابتكر خطة لتحقيق أهدافك الأكاديمية والمهنية، وتذكر دائماً أنَّ التعلُّم والنمو لا يعترفان بالحدود، وأنَّك قادر على تحقيق نجاح كبير عند اتخاذ خطوات جريئة في مسار تعليمك وتطويرك الشخصي، واستفد من الفرص المتاحة واكتسب المعرفة والمهارات التي ستساعدك على تحقيق طموحاتك ومساهمتك في المجتمع والعالم مساهمة أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى