التدريس والتعلم

جدول تنظيم الوقت للدراسة للأطفال


كما يسمح تنظيم الوقت للفرد بتطوير مهاراته؛ وذلك من خلال اتباع الدورات التدريبية المختلفة، ويساعد ذلك على الترقي في العمل والحصول على فرص وظيفية هامة، وإن قام كل فرد منا بتنظيم وقته لارتقى المجتمع لأفضل شكل.

يستطيع كلُّ إنسان بناء إنسان منظم بدءاً من منزله؛ وذلك من خلال تربية أطفاله وتعويدهم على تنظيم الوقت لضرورة ذلك لحياة الطفل أولاً ولمجتمعه ثانياً، ويبدأ تعويد الطفل على تنظيم الوقت في مراحل عمرية مبكرة، ويصبح الأمر أكثر جدية عند ذهاب الطفل إلى المدرسة؛ لذلك خصَّصنا مقالنا الحالي للتحدُّث عن تنظيم الوقت للدراسة للأطفال، فتواجه معظم الأمهات والآباء مشكلة في ذلك.

تنظيم وقت الدراسة للأطفال:

بعد اكتشاف أهمية تنظيم الوقت للطفل ولكل إنسان، علينا التحدُّث عن أهم النقاط في عملية تنظيم الوقت للدراسة للأطفال، وهي كما يأتي:

1. تشجيع الطفل:

لا يبدأ تنظيم الوقت للدراسة للأطفال بوضع جدول وفرض الالتزام به على الطفل؛ إنما يبدأ بترغيب الطفل بالدراسة، ومحاولة دفعه للالتزام بوقت الدراسة، وإبعاده تماماً عن الإحساس بالضغط وبأنَّ الدراسة أمر واجب فقط.

يمكن ذلك من خلال تخصيص مساحة في المنزل قد تكون غرفة أو زاوية من غرفة حسب المنزل والإمكانات المتوفرة، ويتم وضع ما يثير انتباه الطفل فيها، كأن يُدهَن المكان بألوان محببة للطفل، فيُفضَّل ترك حرية اختيار الألوان له، ووضع طاولة وكرسي مريحة، وتزيين المكان بالنقوش والرسومات الكرتونية التي تشير إلى الدراسة والأشكال الهندسية الملونة.

إضافة إلى ذلك يجب توفير مستلزمات الدراسة كافة من أوراق وأقلام وملصقات تساعد على الفهم، وفي حال كان الطفل يفضل المعلومات المرئية، فمن الأفضل اعتماد الفيديوهات بوصفها وسيلة لشرح المعلومات، ولكن يتم الأمر بإشراف أحد الأبوين حصراً، أو قيام الأم بشرح المعلومة بصوت مرتفع والتحدث عنها وجعله يقرأ، ومناقشته بما قرأ لتنشيط حواسه.

2. تعليم الطفل كيفية الالتزام بالتعليمات:

لا يجب وضع جدول دراسي وتوفير أدوات الدراسة فحسب؛ بل يجب تعليم الطفل مبكراً كيفية الالتزام بالتعليمات؛ بدءاً من التعليمات البسيطة في المنزل، مثل تنظيف الأسنان وترتيب الألعاب والحفاظ على نظافة المكان وسلامته في أثناء اللعب؛ ويتم ذلك بتوضيح عاقبة المخالفة ومعاقبته بالحرمان من شيء يحبه في حال مخالفة التعليمات، كأن يتم حرمانه من تناول المثلجات لفترة معينة أو مشاهدة التلفاز؛ وذلك ليعتاد الطفل على القيام بكل واجب في وقته المحدد.

3. تحديد الأهداف قصيرة الأمد وطويلة الأمد:

من السهل تنظيم الوقت للدراسة للأطفال عند تحديد الغاية الأساسية من تنظيم الوقت، فمثلاً إنشاء جدول يومي يهدف إلى إنجاز كافة الوظائف والواجبات الموكلة للطفل، مثلاً أن ينتهي اليوم وقد حفظ الطفل كيفية كتابة أحد الأحرف بكافة مواضعه من الكلمة، ويعد ذلك هدفاً قصير الأمد، كذلك الأمر بالنسبة إلى الجدول الأسبوعي الذي يهدف للخروج من الأسبوع وقد أنجز الطفل واجباته وأصبح جاهزاً لتقديم الاختبار والنجاح به، أما الأهداف طويلة الأمد بالنسبة إلى الطفل، فهي تنظيم الوقت للوصول إلى الامتحان النهائي والقدرة على اجتيازه براحة وثقة وتفوُّق.

شاهد بالفديو: طرق تساعد طفلك على الدراسة بشكل أفضل

 

4. تنظيم جدول شامل:

من الضروري دراسة الجدول جيداً قبل فرضه على الطفل، بحيث يشمل كافة المواد الدراسية بالقدر الذي يجب أن يدرسها الطفل، فلا يتم التركيز على مادة أكثر من الأخرى، فمثلاً لا يجب التركيز على مادة الرياضيات لأنَّ الأهل يعدُّونها مادة صعبة وعدم التركيز على مادة القراءة، فربما الطفل يعاني من صعوبة في القراءة بينما يجد سهولة في الجمع؛ لذلك لا يجب أن تعتمد جدول صديقه أو ما شابه ذلك؛ بل فكر بطفلك جيداً قبل تنظيم وقته.

5. تحديد الأولويات:

يجب تنظيم الوقت للدراسة للأطفال مع الأخذ في الحسبان وقت المدرسة وكتابة الواجبات ووقت الراحة ووقت الترفيه أو وقت ممارسة الهوايات المفضلة للطفل؛ فجميعها هامة للنمو المعرفي للطفل وتطور مهاراته.

يجب الانتباه لموضوع هام وهو أنَّ مشاهدة التلفاز واللعب بالألعاب الإلكترونية الحديثة ليست هوايات إنَّما أشياء ترفيهية للطفل، فالهويات هي الرسم أو العزف أو الرياضة مثلاً، وهي ما تساعد على تنمية الطفل، ويجب السعي إلى اكتشاف مواهب الطفل وتخصيص وقت لها إلى جانب التواصل الأسري؛ وذلك لدوره الكبير في بناء شخصية الطفل ومنحه الحيوية والطاقة اللازمَتَين للدراسة.

6. تحديد وقت النوم:

النوم الكافي ضروري لصحة الطفل البدنية والعقلية والنفسية، ويجب على العائلة بأكملها الالتزام به ليتعلم الطفل أهمية ذلك، فلا يجب التأخر في موعد العشاء أو مشاهدة التلفاز أو القيام بنشاطات تتسبب في عدم نوم الطفل في الموعد المحدد، ولمساعدة الطفل على النوم يجب عدم تقديم وجبة عشاء دسمة أو تقديم المنبهات كالشاي للطفل؛ بل يجب الاعتماد على الطعام المغذي والصحي كالحليب والجبن والموز مثلاً.

إقرأ أيضاً: النجاح في الدراسة: 7 طرق تساعد طفلك على الدراسة بشكل أفضل

7. الانتباه إلى طعام الطفل:

ليتمكن الطفل من التركيز على واجباته والالتزام بجدول تنظيم الوقت للدراسة للأطفال الذي تم إعداده؛ يجب أن يحصل جسده على كافة العناصر الغذائية التي تساعد على التركيز وتنشطه وتحفز مهاراته وتظهر ذكاءه؛ لذلك ننصح الأمهات بإدخال العصائر والفواكه والخضار والسلطات الطازجة والبروتينات لوجبات الطفل، وتقديم بعض المكسرات له في أثناء الدراسة.

جدول تنظيم الوقت للدراسة للأطفال:

يحتاج تنظيم الوقت للدراسة للأطفال إلى وضع جدول يومي بالشكل الآتي:

الوقت النشاط ملاحظات هامة
7 صباحاً الاستيقاظ يجب تحضير حقيبة المدرسة في اليوم السابق والتأكد من وجود كل ما يحتاجه الطفل، ومن الضروري تحضير وجبة إفطار صحية وعدم السماح للطفل بإهمال هذه الوجبة، ويُفضَّل تحضير أطعمة بسيطة ليتناولها الطفل خلال فترة دوامه في المدرسة كالسندويش إضافة إلى نوع من الفاكهة التي يحبها الطفل، كي لا يلجأ لتناول حلويات وأطعمة غير صحية تحتوي على كمية كبيرة من الكربوهيدرات التي تقلل نشاط الطفل واستيعابه.
من 7.30 إلى 1 ظهراً المدرسة في حال كان الدوام المدرسي يبدأ في الساعة الثامنة ليصل الطفل في الموعد المحدد فيتعلم الالتزام بالوقت المحدد.
من 2 إلى 4 عصراً تناول وجبة الغداء والاستراحة يُفضَّل ألا يقل الوقت عن ساعتين، فالطفل يحتاج إلى الراحة بعد قضاء عدة ساعات في تلقي الدروس والقيام بنشاطات المدرسة، ويجب الالتزام بوقت الغداء وعدم تأخير وجبة الطفل ليعتاد جسده على النظام الغذائي فلا يشعر بالتعب، ويمكن للطفل الاستراحة على شكل قيلولة لا تزيد مدتها عن ساعة ليتمكن من النوم ليلاً براحة، ومن يظن أنَّ الدراسة فور العودة من المدرسة هي الأفضل فاعتقاده خاطئ؛ لأنَّ الاستراحة تساعده على شحن طاقته واستعادة نشاطه وتركيزه.
من 4 حتى 5 مساءً دراسة يشعر الطفل الصغير بالملل ويفقد طاقته وتركيزه بعد مرور أكثر من ساعة على الدراسة المتواصلة؛ لذلك تعد مدة ساعة كافية ليتم فيها كتابة بعض الفروض المطلوبة منه، ويجب التركيز على الفروض المطلوبة في اليوم التالي أكثر من غيرها.
من 5 إلى 5.30 مساءً ممارسة هوايات يفضل التركيز على ممارسة هواية أو نشاط يحبه الطفل لا اللعب العشوائي أو فرض أعمال لا يحبها عليه أو السماح له باستخدام الهاتف، فوجود وقت لممارسة الهوايات بين وقتين للدراسة يعيد نشاطه.
من 5.30 إلى 6.30 مساءً دراسة يتم في هذه الفترة استكمال ما بدأ الطفل به من كتابة فروض ودراسة.
من 6.30 إلى 7 مساءً استراحة يُفضَّل السماح في هذه الاستراحة باختيار النشاط الذي يرغب بممارسته سواء اللعب مع أخوته أم مشاهدة فلم كرتوني مفضل بواسطة الهاتف مثلاً.
من 7 إلى 8 مساءً دراسة يتم في هذه الساعة مراجعة ما تم دراسته سابقاً والتأكد من إنجاز الواجبات، ويمكن القيام بنشاطات دراسية وتعليمية بإشراف الأهل.
من 8 إلى 8.30 مساءً العشاء وجبة خفيفة.
من 8.30 إلى 9.30 مساءً استراحة تُقضَى مع العائلة لتعزيز التواصل الأسري.
9.30 مساءً النوم يُفضَّل عدم التأخر في موعد النوم ليحصل الطفل على 8 ساعات من النوم على الأقل.

في الختام:

تنظيم الوقت للدراسة للأطفال من أهم الأشياء التي يجب على الأهل الاهتمام بها، فيساعد تنظيم الوقت على بناء إنسان ملتزم ومسؤول ويمكنه الاهتمام بنفسه والنجاح في حياته المهنية والشخصية، ويحتاج ذلك إلى البدء بعمر مبكر، والانتباه إلى النقاط التي ذكرناها سابقاً، ومن أبرزها تعزيز مهارات الطفل وتشجيعه على الدراسة بتوفير ما يحفزه ويحتاجه، إضافة إلى تعليمه كيفية الالتزام بالتعليمات والقواعد بتوكيله ببعض المهام المناسبة لعمره وشرح عواقب عدم الالتزام.

يحتاج تنظيم الوقت للدراسة للأطفال أيضاً إلى إعداد جدول شامل لمختلف المواد والواجبات الدراسية، ويتيح وقتاً لممارسة الهوايات واللعب والتَّواصل الأسري، كما يحدد موعد تناول الوجبات وموعد النوم؛ لضمان حصول الطفل على ما يحتاجه من عناصر تساعده على الدراسة بتركيز ونشاط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى